رئيس الموساد لا يستطيع ان يعطي التزامات شخصية بالموضوع الإيراني

اسرائيل ديفنس /دان اركين
المقال يعبر عن راي كاتبه
أعلن رئيس الموساد ديفيد بارنيع الأسبوع الماضي أن “إيران لن تمتلك أسلحة نووية أبدًا، و هذا هو التزامي ، هذا هو التزام الموساد”، وليس من المؤكد أن الإعلان بهذه الصيغة كان ضروريًا، بالنسبة للموساد، مهما كان مكانته مهمة ومركزية ، لا يمكنه القيام بمثل هذه المبادرة العسكرية السياسية الهائلة، لأن ما إذا كانت إيران ستكون نووية أم لا ، فإن ذلك سيتقرر في طهران، و أما بالنسبة للرد “الإسرائيلي” ، فإن “الحكومة الإسرائيلية” وليس الموساد هي التي ستقرر ما إذا كانت وكيف ومتى ستحاول منع إيران من أن تصبح دولة نووية.
الجميع أذكياء
بالتأكيد لا يستطيع رئيس الموساد تقديم التزام شخصي – “هذا هو التزامي” – لأن الموساد وكبار المسؤولين الأمنيين في البلاد كانوا دائمًا ، ولا يزالوا هناك اليوم آراؤهم مختلفة ، أيضًا حول القضية الإيرانية ، وكما ذكرنا ، فإن مثل هذا التعهد – في رأينا – فقط تعطيه الحكومة الحالية فقط.
لم نسمع رئيس الوزراء ورئيس الموساد “يتعهدان” بإحضار أدولف أيخمان إلى “إسرائيل”، كما أننا لم نسمع رؤساء الوزراء ومسؤولي الموساد “يتعهدون” بتدمير المفاعل النووي في العراق أو سوريا، وعلم شعب “إسرائيل” بهذه العمليات بعد وقوعها وليس قبلها.
الصمت هو اساس الحكمة هذه هي الخلاصة الا ان الكثير من الكلام والإعلانات والتغريدات والتعليقات والتقييمات والآراء والأخبار تغرق وسائل الإعلام بأكملها هذه الأيام حول القضية الإيرانية. فالكل حكيم ، الجميع ذكي ومطلع ، والكل يعرف التوراة.
ويتم التعبير عن الآراء العلمية ، بعضها آراء العلماء والباحثين في الأوساط الأكاديمية الذين هم على دراية جيدة بالخلفية والتاريخ وتاريخ الأشياء ، لكنهم ليسوا دائمًا “في الصورة” للأشياء التي يتم تحديثها في اثناء حديثهم ، لأنهم “لم يعودوا هناك”.
والنتيجة تجاه جمهور المستمعين والقراء والمستمعين والمهتمين هي الارتباك التام. ماذا عن ايران؟ هل هي قريبة من العتبة ، تقترب من العتبة ، ربما تكون بعيدة عن العتبة. وماذا سيحدث عندما تكون هناك حالة عتبة. خطر وجودي على شعب اسرائيل او بعيد جدا عنه.

كم سيستغرق الإيرانيون من الوقت للوصول إلى هذا “الاختراق” الشهير، و كم من الوقت سيستغرق تطوير السلاح النووي ، آلية تجميع القنبلة النووية ، ولماذا سيجمعونها؟ على صاروخ؟ هل يوجد لهم ؟ كم من الوقت يستغرق إنتاج اليورانيوم المعدني، وكم يحتاج الإيرانيون للوصل الى هذا الامر ؟ هل شهرين ام عدة شهور ربما عام ، او لعامين. يمكنك أن تقرأ في وسائل الإعلام اليوم إجابات متنوعة على كل هذه الأسئلة. حيث بلغ عدد الخبراء بذلك عدد الإجابات.

يوجد هنا من بيننا في الاجهزة الامنية ذات العلاقة يعرفون الإجابات الحقيقية لكل هذه الأسئلة ، لذلك نأمل. لكن أولئك الذين يعرفون لن يخبرونا ، وهو أمر جيد بهذه الطريقة.
واسئلة أكثر: هل لدينا خيار عسكري أم ليس لدينا خيار عسكري. طائرات القوة الجوية قد تصل أو لا تصل إلى مواقع نووية في إيران، هل من الممكن ، أو غير الممكن ، أو ربما هو أمر معقد ومركب ، تدمير عشرات المواقع النووية المدفونة في أعماق الأرض على مسافة تقترب من 2000 كيلومتر، وهل لدينا قنابل مناسبة لتحييد موقع كبير للطرد المركزي. في برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات الرئيسية ، والذي تضمن مقابلة مكثفة مع قائد القوات الجوية ، شاهدنا أطقمًا أرضية ، بما في ذلك فتيات لطيفات ، وهم يزرعون قنابل وزنها طن ( Mk84) على أجنحة طائرات مقاتلة من طراز F-15. زهو تلميح واضح عن الغرض من القنابل، لكن خبراء آخرين مقتنعون بأن مثل هذه المهام تتطلب قنابل تزن أكثر من 10 أطنان والتي يملكها فقط الأمريكيون. هل نملك منها اي شئ؟
كما تنشر وسائل الإعلام تقارير موجزة عن تدريبات ” الجيش الإسرائيلي” في الأشهر الأخيرة. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يشرح بالتفصيل تدريبات اللواء والفرقة ، التدريبات القتالية المتعددة المسلحة المطولة. قائلا :ط بان الهدف منها هو رفع الجهوزية والتدريب للمعركة القادمة

تهديد وجودي؟
تدريبان عسكريان للأركان العامة ، وتدريب إلكتروني ، وتدريبات تعاون جوي وبحري دولي مع الأسطول الخامس ومشاة البحرية ومع القوات الجوية الأوروبية ، وتدريبات في الخطوط الشمالية والجنوبية ، ضد حزب الله وحماس في لبنان وقطاع غزة. كما تم إجراء تدريب لاختبار مدى ملاءمة مجموعة المدافعين الإلكترونيين، كل هذه معلومات مهمة ومن المهم أن يعرف الجمهور ما يفعله “الجيش الإسرائيلي” وما الذي يستعد له، ولكن هناك أشياء يفيدها الصمت ومن الأفضل التقليل من الأقوال.
نوصي بأقصى قدر من الغموض فيما يتعلق بما يمكن “لإسرائيل” أو تريده أن تفعله حتى لا تمتلك إيران أسلحة نووية، وهذه القضايا حساسة ومعقدة ولها تداعيات سياسية وأمنية وعسكرية. التعاون مع القوات الأجنبية والمعلومات الاستخباراتية الواردة من ألف وواحد من المصادر.

نحن في “إسرائيل” خبراء في الغموض. هناك قضية كانت إسرائيل في طليعة الحفاظ على الغموض حول قضية واحدة لعقود عديدة ، وقد نجح هذا الغموض بالتحديد في الحفاظ على الغموض ، باستثناء بعض الخروقات ، ونحن نعرف متى “نعترف” بهذا الهجوم أو ذاك خارج حدود الدولة ، ومتى نترك المعلومات لـ “مصادر أجنبية”.
ربما يمنع الغموض ، جزئيًا على الأقل ، وضعًا يتحدث فيه رئيس وزراء ،ووزراء حاليون عن خطر وجودي ، بينما يعتقد رئيس الوزراء السابق ، وهو رجل أمن واضح ، أن إيران “لا تحتوي على تهديد نووي “لإسرائيل” في المستقبل المنظور.”

فماذا يجب أن يفكر المواطن؟ يوجد خطر أو لا يوجد خطر. الانتشار المتعمد والمبالغ فيه أحيانًا للمنشورات والأخبار والمقابلات الاستباقية ، اضافة طبعا للتسريبات تخلق لدى الجمهور إحساسًا بأن أولئك الموجودين هناك في حالة من الذعر ، وحتى الهستيريا، كيف تمنع مثل هذه المواقف؟ كثيرون صامتون.

نوايا القباطين
وللحفاظ على الغموض ميزة أخرى: فهو لا يمنع فقط تسرب المعلومات الاستخباراتية للعدو ، ولكنه يخفي معلومات حول نوايا القادة وصناع القرار.
ماذا سنفعل إذا … كيف سيكون رد فعل “إسرائيل” إذا تصرفت إيران بهذه الطريقة وبهذه الطريقة؟ الذكاء المتعمد هو الفصل الأكثر تعقيدًا وغموضًا. كان هذا هو الحال منذ زمن سحيق: ما يجري في رأس القائد “المحارب”، وما الذي ينوي العدو القيام به.

“حلوى الإدمان”: عملية عسكرية تكشف رذائل إسرائيل بتجنيد العملاء 

بتسيلم توزع تسجيلًا مصورًا لجندي يرمي قنبلة غاز في فناء منزل بكفر قدوم 

“جنود إسرائيليون اقتحموا منزلا سوريا وقتلوا أشخاصا فيه دون أي سبب”

من الصعب جدًا تخمين ما يخططه القائد “المعارض” ، ومن الأفضل ألا يعرف كيف يخمن ما أخطط لفعله وكيف، الحل هو الحفاظ على الغموض في المعلومات والبيانات والاستخبارات وتقييمات الحقيقة والنوايا، وبطبيعة الحال ، من الجائز أيضًا إرباك العدو حتى لا يفهم نوايانا ، وهذا بالفعل مجال الحرب النفسية وهندسة الوعي، يعتبر الغموض دائمًا علاجًا جيدًا للمواقف المعنية.
ومن هنا جاءت التوصية بإضافة الغموض إلى قائمتنا الخاصة بالقضايا “الغامضة” لفترة طويلة ، وتنفيذ ما هو مألوف في وسائل الإعلام التابعة “للجيش الإسرائيلي” “توقف عن الدردشة”.( امتنعوا عن التصريحات)

المصدر/ الهدهد