ملاحظة: كل ما ورد بهذا المقال هو برواية حاخامات اليهود وبحسب معتقداتهم
هناك لبس عند عوام الناس والمثقفين بما له علاقة بالأبقار الحمراء التي وصلت إلى كيان العدو خلال الأيام الماضية من مزرعة في تكساس لتوضع تحت رقابة ورعاية حاخامية حثيثة، فما قصة البقرة الحمراء وما أصولها في اليهودية وما دلالة إحضارها، وهل هذا يعني أنها سيتم نثر دماء لها في الأقصى لتدنيسه؟
لماذا تستخدم البقرة الحمراء؟
“البقرة الحمراء” تعني بقرة ذات جلد بني محمر لا يجوز أن يكون فيها لو شعرة واحدة من لون مختلف، وهي تستخدم في اليهودية لتطهير “نجاسة الميتة”
من يحتاج بقرة حمراء؟
قبل أن نتطرق إلى مسألة ما يجب فعله مع البقرة الحمراء، من المهم أن نفهم قليلاً عن قوانين النجاسة والطهارة في اليهودية، كثيرون يخطئون في أن النجاسة ترمز إلى عدم النظافة أو احتمالية الإصابة بأمراض معدية، في الواقع يقول رامبام (موسى بن ميمون) أن النجاسة هي “قرار من الكتب المقدسة” أي مرسوم بدون أي سبب.
هناك عدة أنواع من الشوائب والنجاسات ولكل منها قيودها الخاصة، ومن هذه النجاسة نجاسة الميت: من لامس ميتاً أو بقي تحت سقف واحد مع ميت كان شخص أو أداة أو أواني، أصبح نجس فيعد مصاباً بنجاسة ميتة، لا يُسمح لمثل هذا الشخص بدخول المسجد الأقصى أو أكل ذبيحة الفصح أو الأطعمة المقدسة.
من أجل التخلص من النجاسة يجب أن يمر الشخص أو الأداة النجسة بعملية تطهير تشمل (بالإضافة إلى الانغماس في الميكفاه) (مكان مليء بالماء يستعمل من أجل الاستحمام التعبدي عند اليهود) رش “مي ندا”، وتسمى أيضاً “مي حتاتا” أو “الماء المقدس”، على جسمه.
و”المياه المقدسة” هي مياه عين مختلطة برماد بقرة حمراء ذبحها كاهن وأحرقها في احتفال خاص أمام المسجد الأقصى
شروط البقرة الحمراء
في الواقع الأبقار ذات اللون البني المحمر شائعة جداً في جميع أنحاء العالم وكذلك في كيان العدو، هناك عدد غير قليل من الأبقار الحمراء، ومع ذلك فإن ما يجعل البقرة الحمراء مؤهلة نادرة جداً ويصعب الحصول عليها بسبب الشروط المعقدة والتي حددها التناخ (توراة اليهود المحرفة) بوجوب أن “تكون حمراء نقية لا عيب فيها”.
“حمراء النقية ” – يجب أن تكون البقرة حمراء تماماً، حتى شعرتين (متجاورين) أو ثلاثة (منفصلين) من لون مختلف يحرمها من ترشيحها لتكون بقرة مؤهلة لإقامة طقس التطهير من نجاسة ملامسة الميت بها.
“بدون عيب”: يجب أن تكون البقرة خالية من أي عيب (قائمة عدم الأهلية تشمل ما لا يقل عن 73 عيباً مختلفاً).
“لم يوضع عليها نير” وعدم استخدامها في الحرث:
يتم استبعاد البقرة بمجرد استخدامها لأي غرض، ويشمل ذلك حتى لو اتكأ شخص ما عليها أو وضع شيئاً ما عليها أو قيدها وكذلك البقرة التي تزاوجت.
عمر البقرة: يجب أن تكون البقرة الحمراء ناضجة بالفعل، أي في سن عامين أو أكبر.
وهذه الشروط المعقدة، سيقلل بشكل كبير من فرصة العديد من الأبقار الحمراء المحتملة والتي سيتم استبعادها بسبب عدم اكتمال أحد الشروط الطويلة منذ ولادتها خلال السنتين الطويلتين اللتين ستمران حتى بلوغها السن المناسب للذبح.
توجد شروط أخرى لم تذكر صريحة في التوراة، مثل أن تكون ولادة البقرة طبيعية حيث أن الولادة القيصرية تجعل البقرة المرشحة غير صالحة للأضحية، أما الماء فيجب أن يكون ماءً حياً، ماء ينابيع، يعتبر هذا المطلب أقوى من الحمام الطقسي (ميكفاه)، يسمح باستخدام مياه الأمطار المتراكمة في الخزان (للميكفاه) ولكن لا يمكن استخدامها في مراسم البقرة الحمراء.
ما هي الطقوس لذبح البقرة الحمراء؟
في احتفال خاص يقام على جبل الزيتون بالقدس المحتلة، يتم ذبح البقرة ورش دمائها في اتجاه المسجد الأقصى سبع مرات وحرقها مع خشب شجر أرز وطحالب ودودة المن القرمزية (الحمراء)، وبعد الانتهاء منها يتم خلط الرماد بالماء المأخوذ من النبع، ويتم خلطها باستخدام أكواز مصنوعة الطحالب ويجب أن يتم تطهير المصابين بنجاسة الميت خلال فترة لا تتجاوز سبعة أيام من أصابتهم بالنجاسة وذلك عبر غمرهم في “ميكفاه” طاهرة (مكان مليء بالماء يستعمل من أجل الاستحمام التعبدي عند اليهود) وفي نهاية اليوم السابع سيصبحون طاهرين مرة أخرى.
رئيس الموساد لا يستطيع ان يعطي التزامات شخصية بالموضوع الإيراني
“إسرائيل” أصبحت أكثر حساسية للإصابات وأقل استعدادًا للضحية
في التطهير عبر البقرة الحمراء أن الشخص الذي يشترك في تحضير البقرة الحمراء يصبح نجساً، حتى وإن طهر الشخص النجس الذي يسكب ماء البقرة عليه، اتضح أن البقرة الحمراء “تطهر النجس وتدنس الطاهر”، وفي اليوم الثالث والسابع من طقوس الذبح والحرق يصبح الحاخام نفسه الذي يقوم بالطقوس نجساً ويجب عليه أن يغسل نفسه وثيابه في مياه جارية.
كم مرة تم ذبح بقرة حمراء؟
لقد حدث هذا تسع مرات فقط في التاريخ اليهودي، ووفقاً للتقاليد فإنه على وشك الحدوث مرة أخرى.
يذكر كتاب المشناه (كتاب تفسير التناخ لموسى بن ميمون) (رمبام) أن سيدنا موسى ذبح البقرة الأولى وعزرا ذبح الثانية ذبح البقرات الحمراوات أول من قام موسى، والثانية قام به عزرا، وسبعة أشخاص من بعد عزرا حتى خراب الهيكل الثاني، والبقرة العاشرة سيتم ذبحها من قبل المخلص قريباً وسيتم ذبحها أمام المسجد الأقصى.
وذبح البقرة العاشرة ستكون أمام المسجد الأقصى وسيستخدم الماء المغموس في رمادها للتطهير من نجاسة الميتة والتي يعتبرها اليهود قد أصابتهم جميعاً حتى يتمكنوا من دخول الأقصى وبناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، بحسب معتقدات اليهود.
المصدر/ الهدهد