شهدت الليرة التركية، مساء الإثنين، انتعاشا بأكثر من 33 بالمئة، بعد تصريحات الرئيس، رجب طيب إردوغان، لتصل إلى 12.2756 مقابل الدولار.
وقال إردوغان في مؤتمر صحافي عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، إن بلاده ستطلق أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة.
وأضاف: “سنوفر بديلا ماليا جديدا لمواطنينا الراغبين بتبديد مخاوفهم الناجمة عن ارتفاع أسعار الصرف”.
وتابع: “من الآن فصاعدا لن تبقى هناك حاجة لتحويل مواطنينا مدخراتهم من الليرة إلى العملات الأجنبية، خشية ارتفاع أسعار الصرف”.
وإثر هذه التصريحات، ارتفعت الليرة التركية مقابل الدولار بنسبة 33.2 بالمئة، لتبلغ 12.2756 مقابل الدولار.
وحول عمل الآلية الجديدة، ذكر إدوغان أنه في حال كانت أرباح المودعين في المصارف بالليرة أكبر من زيادة سعر الصرف، فإنهم سيحافظون على أرباحهم، أما في حال كانت أرباح سعر الصرف أكبر فعندئذ سيتم دفع الفرق للمواطن.
وقال إنه سيتم تحديد سعر صرف طويل الأجل للشركات المصدرة عبر البنك المركزي بشكل مباشر، وفي حال حدوث فروقات سيتم دفعها بالليرة للشركات المعنية.
كما لفت إلى أنه من المعلوم وجود نحو 5 آلاف طن من الذهب لدى المواطنين “تحت الوسائد (يحتفظون بها في المنازل)” تقدر قيمتها بـ280 مليار دولار، وأنه سيتم تطوير أدوات جديدة لتشجيع المواطنين على إدخال مدخراتهم من الذهب في النظام المالي.
وقال إردوغان إن الحكومة حريصة على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد والحد من تقلبات سعر الصرف عبر مواصلة الالتزام بقواعد السوق الحر، وتشجيع الإنتاج والتصدير والاستثمار.
وقبل أن تسجل الليرة انتعاشا، تراجعت مجددا صباح الإثنين إذ فقدت نحو عشرة بالمئة من قيمتها مقابل الدولار، قبل أن تعوّض بعضا من خسائرها، مما دفع السلطات إلى تعليق التداول في البورصة عصرا بشكل مؤقت، وذلك للمرة الثانية منذ يوم الجمعة.
وكان سعر الصرف قد تخطى 17 ليرة للدولار، لتخسر الليرة أكثر من 45 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر.
وجاء التراجع صباح الإثنين، غداة تصريحات لإردوغان، شرت مساء الأحد لكنها سُجلت السبت، أكد فيها أنه لن يرفع أسعار الفائدة من أجل تثبيت سعر الصرف. وعزا إردوغان قراره إلى تعاليم الإسلام الذي يحرم الربا، وقال “كمسلم، سأفعل ما يأمرني به ديننا” و”إن شاء الله سينخفض التضخم في أسرع وقت ممكن”.
رئيس الموساد لا يستطيع ان يعطي التزامات شخصية بالموضوع الإيراني
“إسرائيل” أصبحت أكثر حساسية للإصابات وأقل استعدادًا للضحية
خلف الكواليس: اشتباكات بين المُستشارة السياسية ولبيد وكبار المسؤولين في ديوان بينت
وبذلك يكون إردوغان قد رد على جمعية رجال الأعمال الأتراك، التي ناشدته في نهاية الأسبوع الماضي التحرك لمواجهة الأزمة.
وكتبت جمعية المصدرين في بيان نُشر عبر الإنترنت، أن “الخيارات السياسية التي تم تنفيذها لم تخلق صعوبات جديدة لعالم الأعمال فحسب بل لمواطنينا كذلك”.
وأشارت مجددا إلى “تحذيراتها من مخاطر حدوث انخفاض كبير في قيمة الليرة والتضخم المتسارع والضغط على الاستثمارات والنمو والتوظيف وإفقار بلادنا”.
وأضافت: “وبالنظر إلى ذلك، لا بد من تقييم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والعودة إلى المبادئ الاقتصادية التي تم وضعها في إطار اقتصاد السوق”.
المصدر/عرب ٤٨