معاريف/ شموئيل روزنر
لقد كان “الفاشي المتبجح والمدمّر، وكانت حركته وصمة عار سوداء على الديمقراطية الإسرائيلية”، ويمكن للمرء أن ينظر إلى هذه العبارات الغاضبة بدهشة كما يمكن للمرء أن يتساءل هل سننظر في المستقبل بنفس الحيرة إلى عبارات مماثلة لا تزال تسمع اليوم؟
دافيد بن غوريون قال ذلك، وكتب ذلك عن مناحيم بيغن. اليوم يقولون ويكتبون هذا عن بن غفير، صحيح أن هناك فرقًا كبيرًا ومن الواضح أن بن غفير ليس بيغن.
ومع ذلك، يجدر بنا أن نتذكر أنه في بعض الأحيان أن ما يبدو اليوم غير شرعي، سيكون عليه إجماع غدًا.
قال بن غوريون عن بيغن ورجاله إنهم إذا وصلوا يومًا إلى موقع قوة، فإنهم سيحكمون مثل حكم هتلر لألمانيا.
يبدو أحيانًا أن بن غوريون كان يؤمن بها حقًا، ويبدو أحيانًا أنه قال ما قاله من منطلق اعتبارات سياسية بحتة، ولكن في وقت لاحق كتب لبيغن: “أنا شخصياً، لم يكن لدي ضغينة شخصية ضدك”.
إما أنه كذب في هذه الرسالة، أو أنه كذب طوال تلك السنوات عندما وصف بيغن بـ “الفاشي” أو “المهرج”.
حتى بن غفير هناك من يستخدمه لتلبية احتياجاته الخاصة، وكثير من الناس يستخدمونه لأغراضهم الخاصة.
بتسلئيل سموتريتش يحتاج إليه ليقدم له مقاعد، ونتنياهو يحتاج إليه ليضمن انتصار كتلة اليمين ويكون سوطًا في يديه.
غانتس سيحتاجه لدخول الحكومة – إذا قرر القيام بذلك -، وكلما كان التهديد أكثر كلما ظهر بن غفير أكثر خطورة، كلما كان دخول غانتس في حكومة نتنياهو أكثر أهمية بهدف إنقاذ البلاد.
ويائير لبيد يحتاج أيضًا إلى بن غفير، لأن نتنياهو وحده ليس مخيفًا بما فيه الكفاية، ولكن ربما يكون نتنياهو مع بن غفير أكثر رعبًا.
بن غفير سلاح اليمين الذي يريد ترويع ناخبي الخصم وهو الدمية في يد يسار الوسط الذي يريد أن يضع الخوف في قلوب ناخبيه. ولم نصل بعد إلى الأحزاب العربية، التي ربما يكون بن غفير فرصتها الوحيدة لإخراج الناخبين غير المبالين من منازلهم للتصويت.
“لا تريد أن تذهب إلى صناديق الاقتراع سيأتي بن غفير ويلتهمكم”، ولصقل هذه الرسالة تم بالفعل حياكة شعار تهديدي: “بن غفير سيكون وزير الأمن الداخلي القادم”.
إلى أي مدى يعتبر بن غفير دعوى تهديد؟ وإلى أي مدى يشكل تهديدًا حقيقيًا؟ كانت هناك صدمة صباح الثلاثاء، عندما استقبله طلاب من مدرسة بليخ الثانوية بهتافات “أتمنى أن تحترق قريتكم” ضد المتظاهرين اليساريين.
رئيس الموساد لا يستطيع ان يعطي التزامات شخصية بالموضوع الإيراني
“إسرائيل” أصبحت أكثر حساسية للإصابات وأقل استعدادًا للضحية
وأوضح مدير ثانوية بليخ أن بن غفير انتخب بشكل قانوني، وإذا كانت المدرسة تجري انتخابات ديمقراطية فعليها استدعاء جميع المسؤولين المنتخبين.
هذا تفكير رسمي مألوف يفسر عدم وجود سبب لاستبعاد بن غفير فإذا كان جزءًا من اللعبة، فهو جزء من اللعبة.
وإذا كان بإمكانه أن يتولى منصب وزير في الحكومة المقبلة، فإن مدير المدرسة الذي يدافع عن حرية التعبير والرأي ليس لديه سبب أو عذر لعدم دعوته.
وكل ما يدور حاليًا حول بن غفير من استغلاله أو العكس سيكون ضمن شعار قديم جديد بين “الأحزاب الإسرائيلية“ منذ بن غوريون: “فاشي الأمس هو صديق اليوم”.
وبحلول الوقت الذي تم تسميته بالفاشي مرة أخرى (ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً)، كان بيغن قد ارتدى بالفعل عباءة رقيقة من الشرعية.
الأمر الذي يثير السؤال على الفور، ما الذي يتعين على بن عفير فعله لارتداء زي مماثل. هل سيبقى إلى الأبد في عيون خصومه فاشيًا؟
ولكن حدود الإجماع تتغير باستمرار حسب الأيديولوجيا، وحسب الحاجة السياسية، وحسب الوضع السياسي، وحسب بندول السلطة.
المصدر/ الهدهد