معاريف/ تل ليف رام
في الليلة التي نفذ فيها “الجيش الإسرائيلي” التكتيك الخداعي الذي سبق هجوم سلاح الجو على أنفاق حماس في شمال قطاع غزة “ضربة البرق” بهدف تدميرها وقتل العديد من عناصر حماس المحاصرين بداخلها، قدمت الاستخبارات معلومات مفادها أن حماس فهمت أن هذه كانت عملية خداعية حتى قبل مهاجمة الطائرات، وعلى الرغم من ذلك، قرر “الجيش الإسرائيلي” الاستمرار في الإعداد، وما زالت قيادة “الجيش الإسرائيلي” تؤمن حتى اليوم بأن قرار تنفيذ الخطة وتنفيذ الهجوم كان القرار الصائب.
وقد أعد “الجيش الإسرائيلي” لسنوات الخطة، التي تم تعريفها على أنها خطة استراتيجية، وحافظ عليها حتى الوقت الذي سيكون لها أقصى قدر من الفعالية لمعركة أوسع، والتي سيتم في إطارها أيضاً للدخول البري.
كان الموعد المختار لتنفيذ تلك الخطة أثناء عملية “حارس الأسوار”، حيث تقرر تنفيذ خطة الخداع بشكل محدود ومختلف عن الخطط الأصلية، وكشف في معاريف أن قرار تنفيذ الخطة سبقه عدد من المناقشات، وخلال جلسة الاستماع الأخيرة، اعترض قائد القوات الجوية آنذاك “عميكام نوركين” على تنفيذها قائلاً: “يستغرق إعداد مثل هذه الخطة من خمس إلى عشر سنوات”، أوصى بحفظها حتى تنفيذها في وقت آخر.
وطبقاً للخطة التي تم تنفيذها في نهاية المطاف، فقد وضع “الجيش الإسرائيلي” حوالي 20 دبابة بالقرب من الحدود الشمالية للقطاع تتجه نحو السياج، لكنها لم تتخطاه، وكان الهدف الذي حدده رئيس الأركان من تلك العملية هو إيقاع ما بين 75 و 100 قتلى في صفوف عناصر حماس.
وقال ضابط استخبارات القيادة الجنوبية في جلسة الاستماع إنه تمكن من تقديم المعلومات التي من شأنها أن توضح ما إذا كانت شروط تنفيذ الخطة ستتحقق بالفعل وقد، فهمت حماس في الواقع أن “الجيش الإسرائيلي” لم يكن ينوي دخول قطاع غزة وأن هذه كانت عملية خداعية، لذلك أمرت الحركة عناصرها بعدم دخول الأنفاق حتى لا يتعرضوا للأذى.
وعلى الرغم من نقل المعلومات إلى كبار ضباط الجيش من خلال ضابط الاستخبارات، فقد تقرر مواصلة العملية وتفعيل سلاح الجو، ولا يزال “الجيش الإسرائيلي” يعتقد اليوم أنه على الرغم من مقتل عدد قليل من العناصر في الهجوم، إلا أن عملية هدم الأنفاق يعتبر هدفاً قائماً بذاته وكان له تأثير حتى يومنا هذا، حتى لو لم تنجح عملية الخداع.
ورغم أن المعلومات الاستخباراتية قدمت في الوقت الحقيقي لهيئة الأركان العامة والتي تفيد في تلك المرحلة، وقبل هجوم القوات الجوية، بأنه كان هناك عشرات النشطاء في جميع كتائب حماس الشمالية، وهو رقم أقل من الهدف المحدد، وتشير التقديرات إلى مقتل عدد منهم فقط في الهجوم.
بحر من الأخطار: يجب مُراقبة الحُدود البحرية الآن أكثر من أي وقت مضى
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
فعلياً تقرر مواصلة العملية وخرجت 160 طائرة لتنفيذ العملية، وقد أصيب عدد قليل فقط من نشطاء حماس في ذلك الهجوم.
في البرنامج الاستقصائي “الحقيقة” مع “إيلانا ديان”، والذي سيبث الليلة على القناة 12، سيجري لأول مرة مقابلة مع رئيس الأركان السابق “غادي إزنكوت” الذي خطط للعملية، وكان التصميم الأصلي مختلفاً، حيث كان من المفترض أن تخدم عملية الخداع عملية أوسع، كداعم لعملية برية، وفي المناقشات حول هذا الموضوع في السنوات الأخيرة، قدر “الجيش الإسرائيلي” أن الأنفاق في مثل هذه العملية ستصبح أفخاخ موت، وأن عدد القتلى في صفوف نشطاء حماس قد يصل إلى 800 قتيلاً
المصدر/ الهدهد