الرئيسية / اخر الاخبار / بين التكامل والاصطدام

بين التكامل والاصطدام

يديعوت أحرنوت/اللواء (احتياط) عاموس جلعاد والدكتور مايكل ميلشاتين

لقد كان أحد الأسابيع الأكثر إثارة للصدمة التي مرت بها “إسرائيل” في الآونة الأخيرة – أسبوع تراوح بين درجات عالية من التفاؤل في مواجهة التغيرات الاستراتيجية، وعلى رأسها قمة النقب، إلى سلسلة من الهجمات الشديدة التي عكست التهديدات الداخلية القديمة، إلى جانب تهديديات جديدة وقوية، يروج لها فلسطينيو 1948 ويهدد بتقويض النسيج المهتز بالفعل للعلاقات بين المجتمعات في البلاد.

من هنا تظهر أربع رؤى عميقة من الأسبوع الدرامي الماضي:

أولاً: انعكاس إبداعي واضح في ديناميكيات التهديدات الداخلية، إذا كانت الأجواء في الرأي العام الفلسطيني في “إسرائيل” قد اندلعت في الماضي بسبب التصعيد في النظام الفلسطيني، فقد كان فلسطينيو 1948 في الأسبوع الماضي في طليعة التوترات الأمنية التي تتصاعد تدريجياً في الضفة الغربية والقدس.
ثانياً: من الواضح أنه من أجل السلام الاقتصادي، فإن السياسة التي اعتمدت عليها “إسرائيل” في السنوات الأخيرة تجاه الفلسطينيين، أحدثت سقفا زجاجيا، وهذا نهج فعال لغرض وقف التصعيد العسكري أو الانتفاضة الشعبية، ولكن ليس في مواجهة موجة من العمليات الفردية.


ثالثاً: الطريقة التي تفرض بها حماس التمايز على “إسرائيل” بشكل فعال ومن المفارقات: التأكد من الحفاظ على الهدوء في غزة مع انتزاع لفتات مدنية غير مسبوقة من “إسرائيل” منذ انتهاء “عملية حارس الأسوار” لكنها تروج لإرهاب وتحريض غير محدود في الضفة الغربية والقدس وعند فلسطينيي 1948، دون مواجهة أي تهديدات أو تحذيرات.
رابعاً: “إسرائيل” نجحت بالفعل في فصل علاقاتها مع العالم العربي عن سياستها تجاه الفلسطينيين، إن التقدم الدراماتيكي في العلاقات مع دول المنطقة يحدث بالفعل بغض النظر عما يحدث في الضفة الغربية وعلى الرغم من جمود العلاقة السياسية مع الفلسطينيين

ومع ذلك، يوضح “المتطرفون” بينهم أن الجبهة الداخلية الرخوة لــ “إسرائيل” يمكن أن تتضرر، حتى عندما تكون راضية عن التحسن في موقعها الاستراتيجي، و”إسرائيل” مطالبة بمواصلة الهدوء في النظام الفلسطيني في ظل ضرورة تركيز جهودها واهتمامها على التهديد الإيراني، ومع ذلك من الضروري تطوير تفكير استراتيجي رصين وطويل الأمد تجاه النظام الفلسطيني.

من ناحية أخرى لفهم أن الاستمرار في الحفاظ على الهدوء بأي ثمن في غزة وتحسين الوضع المدني في المنطقة قد عززت حماس منذ فترة طويلة، ولن تتمكن أي معجزة أو قوى سحرية من إضعافها كما كان يعتقد الكثيرون في السابق، بخصوص حزب الله.

من ناحية أخرى استيعاب أهمية الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مع دراسة إمكان تعزيز الحوار السياسي معها، وقد يحقق ذلك إنجازاً متعدد الأبعاد: مثل تخفيف الضغط الدولي المتوقع على “إسرائيل”، وخاصة من قبل الإدارة الأمريكية، وتقوية العلاقات مع دول المنطقة وتوسيعها؛ والأهم من ذلك – كبح عملية الانزلاق البطيئة والمستمرة في الواقع غير المخطط له وغير المرغوب فيه لدولة واحدة.

نقطة أخرى حرجة تتعلق بالعلاقات اليهودية الفلسطينية في “إسرائيل”، نشأت الهجمات في بئر السبع والخضيرة من تحريض واسع النطاق في مجموعة هامشية من فلسطيني 1948، لكنها تمثل مشاكل أساسية يمكن أن تتحول إلى تهديدات استراتيجية، وعلى رأسها ضعف حكم الدولة في وسط فلسطيني 1948 وضعف القيادات المحلية وأزمة جيل الشباب والانجراف إلى الجريمة والعنف من الفضاء الإجرامي بين فلسطينيي 1948 إلى البعد القومي، مع الإضرار أيضاً بالجمهور اليهودي.

“إسرائيل” أصبحت أكثر حساسية للإصابات وأقل استعدادًا للضحية

“يجب على كل أم “عبرية” أن تعرف لماذا يواصل قادة “الجيش الإسرائيلي” ارتكاب جرائم جنسية”

“انتقام سياسي”: المتهم بالتحرش الجنسي بسارة نتنياهو يرد على الاتهامات

هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية

بعد مرور عام على أحداث مايو، يقف المجتمعان على مفترق طرق تاريخي: بين إمكان الاستمرار في تعزيز تكامل وضع سابقة ومشروع التغيير بقيادة راعام، وهو ما قد يعيد تشكيل العلاقات بين المجتمعين في البلاد ويشكلها بشكل أفضل، وتدهوره إلى صراع قد يطغى بظلاله حتى على الأحداث التي وقعت في العام الماضي ولا يرقى إلى مستوى التحديات الخارجية التي تواجه “إسرائيل”.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

الليكود يضعف والمعارضة تزداد قوة، لكن بينيت يلعب بالأوراق  

ترجمة : أمين خلف الله  معاريف موشيه كوهين على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة …

%d مدونون معجبون بهذه: