ترجمة : أمين أحمد خلف الله
يدعوت أحرنوت /إليور ليفي
في غضون يومين ، أحصى الفلسطينيون سبعة قتلى في أحداث قومية، خمسة منهم كانوا مسلحين ، أربعة منهم أعضاء في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – وتم تصفية ثلاثة منهم في عملية مشتركة بين” وحدة يمام”( القوات الخاصة لحرس الحدود) والشاباك
فمن ناحية أخرى ، فإن عدوانية قوات الأمن تبعث برسالة واضحة مفادها أن “إسرائيل” ليست في موقف المدافع فقط ضد موجة “الإرهاب” ، بل في موقف الهجوم أيضًا ضد موجة “الإرهاب” ، ومن ناحية أخرى ، قد تؤدي نفس العدوانية إلى اشتعال ساحات أخرى وتقود الأطراف إلى تصعيد أوسع، واذا دعت الحاجة لعود ثقاب أخر فهذا يعني أن شهر رمضان قد بدأ اليوم
منذ أن بدأت موجة “الإرهاب” ، انتشرت المؤسسة العسكرية في جميع القطاعات ، لكنها تركز جهودها بشكل أساسي في شمال الضفة الغربية، وقرار القيام بذلك ليس مصادفة بالطبع، ضياء حمارشة منفذ العملية في بني براك غادر قرية يعبد قرب جنين ، لكن الصورة العامة أكبر منه، تعد منطقة جنين حاليًا أكبر وأخطر عش “الإرهاب” يين ضد “إسرائيل” ، وهي مركز قوة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية مع سيطرة كبيرة على كل من حماس وكتائب شهداء الأقصى، ومعظم التهديدات ضد “إسرائيل” التي ظهرت في الأسبوع الماضي من قبل عناصر في الضفة الغربية – مصدرها هذه المنطقة، ولا توجد مفاجأة كبيرة هنا، كان هذا الاتجاه واضحًا لكل من يتابع النظام الفلسطيني عن كثب .
مرت أربعة أشهر على بداية عام 2022 ، تم خلالها اعتقال 800 فلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية، ويشتبه في تنظيم بعضهم استعداداً لتنفيذ عمليات والبعض الآخر اعتقالات وقائية لكونهم عناصر تحرض على توتير الأجواء والتصعيد
كان القصد من العدد غير المعتاد للاعتقالات هو خفض أجواء التوتر قدر الإمكان ، لكن لا أحد من السذاجة أن يعتقد أنه كان بإمكانهم أو كان بإمكانهم منع النشاط “الإرهاب” ي بالكامل،
فالفرق العسكرية كانت موجودة ، والأسلحة كانت ولا تزال جاهزة لفترة طويلة ، والضعف السيادي للسلطة الفلسطينية في مناطق محددة مثل جنين لم يبدأ أمس أو الثلاثاء، ما تغير هو الأمر الذي صدر من الأعلى بالبدء بالتحرك
وهناك عنصران مهيمنان في حماس يعملان على تجنيد الخلايا العسكرية عن بعد في الضفة الغربية: من الخارج ، هناك نائب زعيم حماس صالح العاروري ، الذي يشغل أيضًا منصب قائد حماس في الضفة الغربية، ويعمل العاروري من الأراضي التركية واللبنانية، أما من غزة فينشط عبد الله عرار ، وهو أحد رؤساء أركان الضفة الغربية الذي يعمل كشخصية رئيسية في تجنيد الفلسطينيين من الضفة الغربية وتشكيل فرق عسكرية.
ومع ذلك ، فإن العامل المهيمن في الضفة الشمالية هو الجهاد الإسلامي، حيث ينجح الجهاد في التهريب وضخ أموال طائلة في عمليات الخلايا العسكرية للتنظيم في هذه المنطقة ، ولشراء أسلحة وحتى لتجنيد فلسطينيين ليسوا بالضرورة مرتبطين بالتنظيم لغرض مهام إرهابية مقابل دفع مقابل لهم،
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
والمسئول عن هذا النشاط في الجهاد زعيم التنظيم زياد نحالة ونائبه ، ورئيس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أكرم عجوري، كلاهما يعمل بشكل رئيسي من لبنان،
وكان النخالة قد أعلن الأسبوع الماضي أن كامل الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في كافة الساحات رفعت حالة التأهب بسبب التصعيد، قد يشير نشاط الخلية الذي تم اغتياله الليلة (الجمعة – السبت) إلى أن الكلمات التي صدرت من النخالة لم تكن عبثية .
الشيء الذي ينبغي أن يزعج “إسرائيل” الآن هو تأثير عملية الاغتيال في قطاع غزة،
على الرغم من أن حماس تفضل إبقاء غزة خارج الحرب في هذه المرحلة وتركيز الجهود بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وحتى بين فلسطيني 1948 ، إلا أن الجهاد الإسلامي له وجهات نظر ومصالح مختلفة، لقد أثبت الجهاد في الماضي أنه لن يستسلم بالضرورة لرغبات حماس،
ومن المرجح أن ترغب المنظمة بشدة في الرد على تصفية نشطاءها الثلاثة، على الرغم من أن أولويته الأولى هي أن يأتي الرد من الضفة الغربية ،
ولكن إذا لم تنجح واشتد الضغط من قبل “إسرائيل” ، فستكون بالتأكيد أقل ترددًا في استخدام القوة الأكثر فاعلية لديها والرد من قطاع غزة، ومن ثم يمكن أن يدخل هذا التصعيد مرحلة أكثر خطورة.