الرئيسية / اخر الاخبار / ماذا لو فُرضت عقوبات لصالح الفلسطينيين؟

ماذا لو فُرضت عقوبات لصالح الفلسطينيين؟

هآرتس /جاكي خوري

القيادة الفلسطينية تتابع تطورات الساحة الأوكرانية وتعض شفتيها، قال لي مسؤول فلسطيني رفيع: “هذا هو وقت الصمت، أي بيان أو موقف يتم اتخاذه سيكلفنا غالياً، لماذا نزعج الولايات المتحدة والغرب، ونحن بحاجة ماسة لمساعداتهم الاقتصادية، ولماذا أيضا نفتح جبهة ضد الروس وبوتين؟“.

لكن على الرغم من الصمت، فإن كلا من رام الله وغزة لا يخفون خيبة الأمل والإحباط من الرسائل المزدوجة للمجتمع الدولي، وإن كانت المطالبة برسالة مزدوجة، خاصة تجاه الولايات المتحدة وأوروبا ليست جديدة، وتنشأ في أي أزمة دولية يتدخل فيها “الغرب” ضد قوة دكتاتورية.

لكن القصة الأوكرانية تزيد من حدة الصورة في المواجهة بين الفلسطينيين والاحتلال “الإسرائيلي”، فما كان الفلسطينيون يصرخون به منذ أكثر من 50 عامًا، استوعبه الغرب بسرعة في أوكرانيا: التعبئة لاحتواء دولة قوية ومحتلة، وفرض عقوبات اقتصادية، فقد تم قبول وتنفيذ إغلاق المجال الجوي للرحلات الجوية، وإجراءات المقاطعة الفورية في المجالين الرياضي والثقافي خلال سبعة أيام، كما ستصل الأسلحة والذخيرة إلى الأوكرانيين، ولم نتحدث بعد عن المساعدة الاستخباراتية والتكنولوجية التي يمكن أن تستنفد الروس وبوتين.

المطالبة بالمساواة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للفلسطينيين تبدو وكأنها نكتة عفا عليها الزمن، فالقانون الدولي جيد للمحاضرات، وأي مبادرة لخطوة مهمة في الأمم المتحدة وخاصة في مجلس الأمن تواجه فيتو أمريكي، فأي إدانة أو دعوة لفرض عقوبات تواجه اتهامات بمعاداة السامية و”جائزة للإرهاب” وتخريب لاحتمال دفع مخطط الدولتين.

يدعم العديد من الفلسطينيين بوتين ليس من منطلق دعم الاستبداد أو بدافع السادية كشعب محتل، ولكن من منطلق فهم أن العالم “المستنير” لم يعد يحتضن العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل تدار بشكل أساسي من خلال المصالح الاقتصادية والأمنية، إذا كنت قويا، سوف نتحدث، وإذا كنت ضعيفًا، فسوف يتم سحقك، هذه هي المعادلة.

في رام الله، ليس على المرء أن يذهب أبعد من الكرملين لتقديم الأدلة، يكفي الذهاب إلى مكتب يحيى السنوار في غزة، الرجل في الوعي “الإسرائيلي” الذي يُنظر إليه على أنه زعيم منظمة “إرهابية” قوية يتلقى استجابة أقوى من جميع موظفي محمود عباس المقيدين في المقاطعة.

استثمرت “إسرائيل” جهدا استخباراتيا وعسكريا في غزة لأنها لم تستثمر في الضفة الغربية منذ أجيال، فكل عملية إطلاق من غزة تقفز إلى الرأي العام، والتهديد الذي يتهدد غوش دان من الجنوب أكبر بكثير مما يُرى من المنطقة الواقعة خلف السياج على بعد بضعة كيلومترات شرقًا (الضفة الغربية).

شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس

شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

لربع قرن من الزمان، اختارت القيادة الفلسطينية، وخاصة عباس، بوضوح ما يبدو أنه الجانب “الصالح”، تم تبادل أربعة رؤساء في الولايات المتحدة، ثلاثة منهم على الأقل انحازوا إلى حل الدولتين، لكن الحلم آخذ في التلاشي، وخطاب بايدن قبل أسبوع ضد احتلال شعب آخر وضد العدوان الروسي، يمكن للفلسطينيين أن يتبنوه بسهولة، لكن الجميع يعلم أنه لن يحدث شيء.

لا يزال العالم الذي يشعر بسعادة غامرة من صورة اللاجئين الشاحبين ذوي العيون الزرقاء وهم يسيرون باتجاه حدود دولة مجاورة، غير مبالٍ لامرأة ذات شعر داكن ترتدي غطاء رأس تسير عبر الأنقاض في غزة.

لقد استوعب الفلسطينيون هذه الرسالة، وخاصة جيل أوسلو الجيل الذي ولد في رؤية السلام قبل ربع قرن وما زال ينتظر المجتمع الدولي.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

نشر أسماء الأسرى الستة القتلى وإعادة جثامينهم من غزة

ترجمة أمين خلف الله  معاريف آفي اشكنازي نُشرت صباح اليوم (الأحد) أسماء الأسرى الستة الذين …

%d مدونون معجبون بهذه: