الرئيسية / شئون إسرائيلية / قائد في جيش العدو: أنا قلق جداً.. فعند ساعة الاختبار سنقف وحدنا

قائد في جيش العدو: أنا قلق جداً.. فعند ساعة الاختبار سنقف وحدنا

هآرتس/ إسحاق بريك

اللواء (احتياط) بريك قاد الفرقة النظامية 36، الفيلق الجنوبي (441) والكليات العسكرية، وعمل لمدة عشر سنوات كمفوض قبول الجنود.

أي شخص يتابع هجوم روسيا على أوكرانيا لا يسعه إلا أن يشعر بقلق شديد بشأن ما يحدث في منطقتنا، بينما قام الروس بتنمية جيش بري قوي مع إدراك أنه من المستحيل الدفاع أو الهجوم والفوز بدونه، طور الروس الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، فيما فضلت الدول الأوروبية خفض ميزانياتها في الجيوش البرية “بفضل” قدراتهم التكنولوجية للوقوف أمام الدب الروسي، فيما وقف حلف الناتو لا حول له ولا قوة في مواجهة الهجوم الروسي على أوكرانيا.

هذا بالضبط ما حدث في “إسرائيل”، مع اشتداد قوة العدو من حولنا خلال السنوات العشرين الماضية، والذي حصل على مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف وآلاف الطائرات بدون طيار، وفي الوقت نفسه زاد بشكل كبير من قواته البرية.

والدليل: سوريا عادت إلى الساحة بدعم من الروس والايرانيين، فيما أصبح الجيش المصري من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، ولدى حزب الله في لبنان ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل متحدين في 13 كتيبة، ولدى حماس في غزة نحو 6000 مقاتل.

وعلى الرغم من تعزيز القوة الهائل للعدو من حولنا، فقد قلص “الجيش الإسرائيلي” بشكل كبير من حجم القوات البرية إلى حجم لا يمكنه الصمود في ساحة ونصف (جبهة قتالية).

بينما في الحرب متعددة الميادين القادمة سيكون علينا التعامل مع خمس ساحات ” قتالية” على الأقل في وقت واحد.

 

حتى هذه اللحظة، لم يقم “الجيش الإسرائيلي” ببناء قدرات للرد على مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف وآلاف الطائرات بدون طيار للعدو، وقد أمضى “الجيش الإسرائيلي” 90% من وقته في المعركة بين الحروب، ولم يكرس الوقت والموارد لإعداد الجيش للحرب المتعددة الساحات التالية، وهذا هو الافتقار الكامل إلى فهم المستوى السياسي والأمني في العقدين الماضيين، فيما يتعلق بالتهديدات الكبرى التي نشأت في منطقتنا.

 

بينما يفكر العدو من حولنا في التفكير الإبداعي خارج الصندوق، ويتطلع إلى حروب المستقبل، التي يعد جيشه من أجلها، فإن جنرالاتنا عالقون في التصورات القديمة بعيداً، ولا يفهمون التغييرات الحاسمة التي حدثت في التهديدات التي تتعرض لها “إسرائيل”.

فهم يواصلون إلقاء كل آمالهم وطموحاتهم بشكل شبه حصري على الطائرات، والتي حتى في عملية “حارس الأسوار” على غزة لم تستطع تحديد مصير المعركة.

قواعد سلاح الجو ستصبح هدفاً استراتيجياً للعدو الذي سيطلق عليها مئات الصواريخ الدقيقة، ومع ذلك فإن القوة الجوية لم تكن مستعدة، وستكون أضرار الصواريخ جسيمة ومصيرية.

“إسرائيل” مهددة اليوم بتهديد وجودي حقيقي كما لم تكن منذ حرب 1948، والدليل القاطع- على أنه لا يمكن توقع الحصول على مساعدة خارجية في يوم “الحساب” -هو الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يقف الغرب متفرجاً ولا يقدم المساعدة ضد الاحتلال الروسي.

خلال الاختبار سنقف وحدنا أيضاً من أجل مصيرنا، ولسنا مستعدين لذلك، وعلى مدار سنوات عديدة، كان المستوى السياسي ينتهج سياسة النعام ويهرب من الحقيقة (وهذا ينطبق على معظم الحكومات الإسرائيلية منذ سنوات عديدة)، وهذه السياسة تكشف ضعفه للجمهور الذي لا يتعامل بشكل صحيح مع “أمن إسرائيل”، وعموماً لا يؤثر على قرارات القيادة الأمنية العليا ولا يراقب أفعاله أو ينتقدها، وهذه الأمور تتجلى في هذه الأفعال:

خلقت القيادة الأمنية العليا في وزارة الجيش وقادة الجيش واقعاً وهمياً لاستعداد الجيش للحرب من أجل الحصول على تعاطف الجمهور، وبدلاً من ذلك تم دفع الجيش نحو حدود الاستخفاف.
كثيراً من كبار الضباط في الاحتياط والجيش النظامي يملؤون أفواههم بالماء “يهربون من الحقيقة” ويخافون من التفكير في الحالة الكئيبة لأمن الوطن والمواطن خشية تعرضهم للسوء أو توقف ترقيتهم فالمصلحة الشخصية للبعض تفوق المصلحة الوطنية.

شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس

شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

مواطنو “إسرائيل” راضون أيضاً ولا ينظرون إلى الأمام متراً واحداً لأن الأوكرانيين كانوا متفائلين وراضين عن النفس حتى اللحظة التي ذهب فيها الروس إلى الحرب.


يوجد جزء ليس بالصغير من المراسلين والمعلقين العسكريين في وسائل الإعلام ينثرون الرمال في عيون الجمهور (يخدعون الناس) وأصبحوا إعلام موجه، فهم لا يقدمون الصورة الحقيقية للجمهور، كما فعلوا قبل حرب 1973، وعلى مر السنين أصبحوا لسان حال المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي”، ويختارون “أشخاص لا قيمة لهم” لمقابلتهم ولمساعدتهم على القنوات التلفزيونية الكبرى، وهؤلاء المعلقون في ذلك الوقت هم من كبار الضباط المتقاعدين، عادة الأشخاص أنفسهم، “جنرالات الكنيست”، الذين يفسرون الحرب في أوكرانيا، وانتصار “الجيش الإسرائيلي “في عملية “حارس الاسوار” والتهديدات الأخرى.
لكن لم يُقال شيء تقريباً عن التهديد الوجودي لـ”إسرائيل”، هؤلاء المعلقون يحرسون بكل قوتهم البقرة المقدسة التي هي الجيش، حتى عندما تكون عرجاء ولا تحقق الأهداف من وجودها، إنه مزيج قاتل ووصفة مؤكدة للسقوط في الهاوية.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: