كشف بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ممارسة السلطة الفلسطينية ضغوط على “إسرائيل” من أجل إعادة فتح “كازينو أريحا”، تساؤلات واسعة حول طبيعة عمل هذا الكازينو، وعن الجهة التي قامت بإنشائه، وسبب إغلاقه.
وكشف المراسل العسكري للقناة العبرية 12 نير دفوري في تقرير إن الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” عقدت خلال الفترة الماضية جلست نقاشات حول إمكانية إعادة فتح “كازينو أريحا” الذي يضمن لها تحقيق أرباح مادية، إلا أنها رفضت في هذه المرحلة بسبب الظروف الأمنية، على أن تواصل نقاشاتها في مرحلة قادمة.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” وأجهزة الأمن التابعة للسلطة تعمل في هذه الفترة على حملة لتشجيع السياحة “الإسرائيلية” في أريحا، وقد بدأت بتسيير رحلات أولية لدخول عشرات “الإسرائيليين” إلى المناطق السياحية فيها.
وأشار إلى أن مئات الإسرائيليين وصلوا أريحا خلال الفترة الماضية ضمن “مجموعات سياحية”، وتنزهوا في أسواقها والأماكن السياحية فيها. وكان كازينو أريحا وجهة لآلاف الإسرائيليين بعد توقيع اتفاقية أوسلو لممارسة هواية القمار الذي يمنعه القانون الإسرائيلي، غير أن الكازينو أغلق في أواخر العام 2000 مع بداية انتفاضة الأقصى.
وافتتح “كازينو أريحا” في عام 1998 بالشراكة بين رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين بينهم الملياردير اليهودي النمساوي مارتن شلاف، وأغلق بعد اندلاع انتفاضة الأقصى. ويعتبر كازينو أريحا أكبر كازينو للقمار في الشرق الأوسط ابان افتتاحه، فقد كان في أوقات الذروة يستقبل 3000 من هواة القمار الإسرائيليين. وبلغت تكلفة إنشاء الكازينو الذي تمتلك شركة تابعة للسلطة الفلسطينية نسبة كبيرة من أسهمه 150 مليون دولار، ويضم ثلاثة فنادق خمسة نجوم بسعة مئات الغرف الفندقية، كما يضم 23 طاولة قمار و230 الة سحب وبار ومطعم وصلات ترفيه وصالات قمار لكبار المقامرين.
وأولت السلطة الكازينو الذي يتربع على مساحة 10 آلاف متر مربع، اهتماًمًا كبيرًا خاصة على صعيد تأمينه، فقد قامت بنشر عشرات العناصر الأمنية في محيطه، كما قامت بتركيب كاميرات للمراقبة، إضافة لنشر عدد من الآليات المتخصصة بالكشف عن المتفجرات في محيط الكازينو. وعلى الرغم من المعارضة الفلسطينية الشعبية الواسعة لإقامة الكازينو إلى أن السلطة الفلسطينية لم تعبأ بذلك، بل إن مسؤولين في السلطة هددوا في تصريحات صحفية كل من يحاول أن يشكل تهديد ضد الكازينو.
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
وتحظر (إسرائيل) ممارسة ولعب القمار، وذلك في ظل ممارسة ضغوط من قبل اليهود المتشددين على هذا الأمر، إلا أنها قامت مؤخرًا بافتتاح كازينو قمار في مدينة (إيلات) بضوابط معينة، وذلك للحد من سفر الإسرائيليين إلى الخارج للعب القمار. وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي كازينو أريحا في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، بتوصيات من الأجهزة الأمنية التي خشيت تعرض الإسرائيليين لعمليات فدائية.
دعوة قضائية
وكانت فلسطين كسبت دعوى قضائية رفعتها شركة “كاب هولدنج” أمام هيئة تحكيم دولية بخصوص إغلاق كازينو أريحا، وردت هيئة التحكيم الدولية الدعوى بالكامل وأصدرت قرارها لصالح دولة فلسطين، بما يشمل إلزام الشركة بتعويض دولة فلسطين والشركة الفلسطينية للخدمات التجارية (سابقاً)، عن جزء من المصاريف المترتبة على الدعوى بواقع 2.8 مليون فرنك سويسري (حوالي 2.9 مليون دولار أميركي). وكانت شركة “كاب هولدنج” التي كانت تدير مشروع كازينو أريحا، قد أقامت الدعوى المذكورة أمام غرفة التحكيم السويسرية مطالبة الجانب الفلسطيني بتعويضات مالية تصل لحوالي 1.5 مليار دولار أميركي عن إغلاق الكازينو، إلى جانب مطالبة دولة فلسطين باستردادات ضريبية تزيد عن 35 مليون دولار أميركي، بالإضافة إلى الفوائد، إلا أن هيئة التحكيم قد ردت الدعوى بالكامل، وحملت الشركة المدعية المصاريف المترتبة على الدعوى، بما فيها تعويض الطرف المدعى عليه عن جزء من المصاريف التي تكبدها في التحكيم.
المصدر : شهاب