“إسرائيل اليوم” / نداف شراغاي
كان خطاب “النكبة” و”العودة” لدى بعض فلسطينيي 1948 في “إسرائيل” حاضراً خلال أعمال الاحتجاجات في أيار/مايو الماضي في المدن المختلطة، سواء على خلفية الأحداث أو كمولد مباشر لها والذي أثار أعمال الاحتجاجات – بحسب دراسة نشرت في ملف بحثي لمركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، والتي بحثت في العوامل العميقة لأحداث مايو.
وكشفت نتائج الدراسة أنه إلى جانب عوامل مرئية مثل “الدفاع عن الأقصى” أو “الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين في حي الشيخ جراح”، لعبت هذه التيارات العميقة المتعلقة بذكرى “النكبة” – “كارثة قيام “إسرائيل” – بحسب الفلسطينيين، والمطالبة بممارسة “حق العودة” كمشتق لها، دور رئيسي في الأحداث.
بين النقب وكاليفورنيا
تُظهر الدراسة أن عدداً كبيراً من فلسطينيي 1948 الذين لم يعودوا، يعتبرون النكبة وحق العودة إرثاً نظرياً، أو كمسألة معرفية تربوية بحتة، ولكن كأمل حقيقي، والتزام عملي يجب تحقيقه في المستقبل.
وأثناء أيام الاحتجاجات وما بعدها، صدرت مئات التصريحات من قبل شخصيات عامة ونشطاء وأشخاص عاديين، من فلسطينيي 1948، ومن قبل المحتجين أنفسهم، على الأرض وفي شبكات التواصل الاجتماعي والتي تشير إلى هذا التوجه.
قالت شابة بدوية مؤخراً في مظاهرة بدوية في القدس: “لدي رسالة لرئيس الوزراء بينت، أنا من مواليد النقب، وأنت ستعود إلى سان فرانسيسكو”.
وأوضح محمد بركة رئيس لجنة متابعة فلسطيني 1948 أن الاحتجاج الفلسطيني مدني ووطني، موضحاً أن “القدس لديها أخوات عزيزات: يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، وفي أيار الماضي، خلال الانتفاضة الأخيرة، تركزت المقاومة ضد قوى القمع الصهيوني بشكل خاص في هذه المدن، التي حاولوا إزالتها وتشويهها من خريطة فلسطين، ثارت هذه المدن وكأنها تقول: ها هي فلسطين، كانت تسمى في الماضي فلسطين، ولا زالت تسمى فلسطين”.
وأوضحت آية زيناتي، من مواليد مدينة اللد، وتعيش حالياً في حيفا وناشطة في “زوخروت” (منظمة تعنى بتوثيق القرى الفلسطينية التي هجر الصهاينة أصحابها بالقوة في عام النكبة 1948)، أنها عندما تتحدث عن الاحتلال فهي تعني “احتلال يافا واللد وعكا”.
وأضافت: “أوضح لأولادي أنهم ليسوا من حيفا، بل من قرية معلول، وأن الصهاينة دمروها وأنهم سيعودون إليها”.
وغردت إحدى فلسطينيات 1948 تدعى آلاء: “الإسرائيليون يكتبون عنا، نحن فلسطينيي 48، بأننا خناهم، لا تعرف الحمير أن ولاءنا لم يكن لهم لفترة طويلة، الآن فقط اكتشفوا ذلك، ما حدث فقط إنهم تجاهلوه”.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
تظهر الدراسة أن موضوع حق العودة منتشر فقط ومنذ سنوات عديدة، خاصة في الشتات الفلسطيني وفي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن منذ أن نشرت لجنة المتابعة الخاصة بفلسطينيي 1948 “وثائق الرؤية المستقبلية للفلسطينيين عام 1948” في عام 2006، نمت بشكل كبير بين الفلسطينيين 1948.
ولقد بالغ عدد أكبر من فلسطينيي 1948 في تعريف هويتهم الذاتية أكثر مما كان عليه في الماضي، وحذفوا المكون “الإسرائيلي” منها، واختاروا التأكيد على الهوية الفلسطينية وصقلها، وبعضهم يؤكد أنهم ليسوا عرب “إسرائيل”، بل فلسطينيون يعيشون في “إسرائيل”، المعنى – الانتماء للمكان وليس للدولة.
المصدر/ الهدهد