هآرتس/ جدعون ليفي
هل مازال هناك فرق بين يسار الوسط واليمين؟ مَن هو أكثر صدقاً وكرامة من الاثنين؟ هنا، “أفيتار”، سطو حقير ومهين للأرض، هناك بالفعل مخطط من شأنه أن يغسل كل شيء، فيما يسار الوسط “يعارض”.
كتب “يائير لبيد” رسالة حادة إلى رئيس الوزراء، وانضمت “ميراف ميخائيلي”، اللذين عارضا قائدي المعسكر لشرعنتهما “افيتار”، بسبب الجريمة؟ بسبب القانون؟ بسبب الظلم؟ بسبب الأخلاق؟ بسبب خنق أي فرصة؟
مستحيل، هذا سيضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة، فقد حذر “أنطوني بلينكين” لبيد، وقالت “ميخائيلي”: “الترويج لأفيتار يضر بشدة بالعلاقات مع أقرب حلفائنا والمصالح الإستراتيجية لإسرائيل”، فيما يواصل حزب العمل النضال من أجل المصلحة الأمنية “لإسرائيل”.
أمي وأبي كانا يقولان لي وأنا صغير :”إذا لم تأكل – سنحضر لك الشرطي، كل ما تبقى بالنسبة إلى يسار الوسط هو الاختباء خلف ظهور العظماء، وكل ما لديه ليقوله هو أمريكا، كل ما يزعجه هو الصورة الدولية، جبان وضعيف كأم غير قادرة على فرض سلطتها على ابنها وتهدد باستقدام شرطي، يا له من بائس!
كم هو مثير للشفقة، وكمية هذا النفاق والمراوغة، كونوا مع “أفيتار” أو ضدها، لكن قولوا الحقيقة، لا يوجد كلاهما، نحتاج أن تخبرونا أنتم مع أو ضد، استيطان أم ديمقراطية، سيادة القانون أم القوة، فأجبن المواقف هو إسقاط “أفيتار” بسبب أمريكيا.
وبعد أيام قليلة، “أييليت شاكيد” مررت قانون الجنسية العنصري الخاص بها، وهو إنجاز كبير آخر لليمين، وطبعاً ساعد “لبيد شاكيد” في تمرير القانون، وكان يحب تأييد القضية.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
قالت “شاكيد”: “لا داعي للتلاعب بالكلمات هنا، هذا القانون له أسباب ديموغرافية أيضاً، لمنع حق العودة من الزحف” (تصريحات ليديعوت أحرونوت، أمس)، مستقيمة وحادة وسلسة، لا تختبئ وراء أي ظهر، هذه هي العنصرية الصريحة التي قالتها وزيرة الداخلية.
التفوق اليهودي، والخطر الديموغرافي، وفلسطيني 1948 كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يُسمح لهم بالزواج من أي شخص يريدونه وإنشاء منزل في بلدهم، ويسمح فقط لليهود.
لليهود فقط، قانون آخر للسيادة في كتاب الشرائع، وقالت “شاكيد” “صحيح، هناك انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية هنا، لكنه متناسب”، ستحدد بالطبع التناسب، وطبعاً “لبيد” يؤيد، وأيضاً “ميخائيلي” يؤيد ذلك.
وصدقاً يجب تقدير اليمين أكثر، مواقفه رهيبة، لكنه أمين ومحترم بما يكفي للتعبير عنها دون تردد، في حين أن يسار الوسط يتلاشى ويندثر، يدعم كلا المعسكرين أحد أكثر القوانين الصارخة التي تعرّف “إسرائيل” كدولة فصل عنصري، ولا يتركان أي احتمال لتعريف آخر.
إن القانون الذي يميز بين المواطنين هو قانون غير ديمقراطي، والمجتمع الذي يُشرع قوانين التفوق لمجموعة عرقية واحدة على مجتمعه هو مجتمع للفصل العنصري، اليمين يقول ذلك صراحة، واليسار يتلعثم ويضلل، والاختلافات المفاهيمية بينهما ضئيلة، والاختلافات في درجة الصدق كبيرة، اليمين أكثر استقامة، واليسار الوسطي مخادع.
اليمين يريد التفوق اليهودي ويقول ذلك دون تلعثم ودون الاختباء خلف أي أحد، واليسار يريد ولا يريد، في حين أن كليهما يريدان أن يشعر بالرضا عن نفسه، وأيضاً أن يكون قومياً مثل اليمين، لذا سوف يدعم قانون الجنسية لكن مؤقتاً، سوف يعارض “أفيتار”، لكن على الصعيد الدولي.
ولن يقول أبداً ما يفكر فيه، ليس لأنه يخفيه، ولكن لأنه لا يملك أي أفكار، ما الذي سيقاتل من أجله هذا المعسكر وما الذي لن يتنازل عنه بدون أمريكا؟ لا أحد يعلم، لأن يسار الوسط نفسه لا يعرف.
بالاختيار بين الاثنين، اليمين أفضل، لا توجد اختلافات أيديولوجية تقريباً، على الأقل سنعرف الحقيقة، حتى لو كانت غير مشجعة.
وبين “شاكيد” التي تقول دون أن ترمش عينها أننا عنصريون وتريدنا أن نكون كذلك، و”لبيد” و”ميخائيلي” اللذين يدعوان أمريكا لتخبرنا أن الأول هو الأفضل، بين الصدق والنفاق طبعاً الصدق أفضل.
المصدر/ الهدهد