الرئيسية / اخر الاخبار / حماس والجهاد الإسلامي يفرضان مبدأ الربط بين مناطق الوجود الفلسطيني

حماس والجهاد الإسلامي يفرضان مبدأ الربط بين مناطق الوجود الفلسطيني

قناة كان / جال بيرجر

ملاحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه

منذ سنوات طويلة تنتهج “إسرائيل” سياسة الفصل، فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية، فالتفريق بين غزة والضفة الغربية، ميّز بين هذين القطاعين، فأحدهما لن يقوم بتغذية أو تسليح الآخر، ولن يمتد التصعيد في غزة إلى الضفة الغربية، والعكس صحيح، كما خدم الانقسام بين فتح وحماس هذه السياسة “الإسرائيلية” التي رسختها إلى حد كبير.

لقد حاربت غزة منذ سنوات في المقام الأول من أجل غزة، وشنت “إسرائيل” حملة “الرصاص المصبوب” 2008-2009 في هجوم مفاجئ -بعد إطلاق صواريخ دون انقطاع في إطار احتجاج حماس على الحصار الاقتصادي على قطاع غزة-، وفي “عامود السحاب”2012 حاربت حماس رداً على اغتيال قائد جناحها العسكري أحمد الجعبري، لذا كان الحصار الاقتصادي على غزة أو اغتيال قيادي كبير في غزة هو الذي أدى إلى التصعيد في ذلك الوقت.

ربما شهدنا في “الجرف الصلب” 2014 بدايات “عقيدة ربط القطاعات” بقيادة حماس، حيث أن التصعيد الذي بدأ بشكل عام في الضفة الغربية والقدس الشرقية (خطف وقتل المستوطنين الثلاثة وقتل الطفل أبو خضير وعائلته حرقاً في شعفاط من قبل المستوطنين) سرعان ما تحول إلى تصعيد في غزة، حينها ذهبت غزة للحرب وليس فقط من أجل غزة وحدها، ورغم المزاعم أن حماس جرّت غزة إلى حرب، في الواقع كان انجرار غزة وراء الضفة الغربية كسر “الفصل” الذي أرادت “إسرائيل” الحفاظ عليه بشدة بين القطاعين: غزة والضفة الغربية.

أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا

قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”

سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة: ابتسامة “بنتي” ميلاد تُعادل كل القائمين على فيلم “أميرة”

وفي معركة “حارس الأسوار” معركة سيف القدس” مايو 2021، قررت حماس كسر سياسة “الفصل” “الإسرائيلية” وأرسلت رسالة إلى العالم بكامل قوتها عن “عقيدتها للربط بين القطاعات”، والمناهضة لسياسة “الفصل الإسرائيلية”، لقد وضعت في مقدمة رسائلها بأن الحرب هذه لم تندلع من أجل غزة وحدها، ولكن من أجل الشيخ جراح والمسجد الأقصى، كما أن الإنذار الذي أصدره الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس في غزة أبو عبيدة قبل الحرب بساعة، تم التركيز على المطالبة بوقف إخلاء العائلات من الشيخ جراح وإخراج “قوات الأمن الإسرائيلية” من المسجد الأقصى، الإندار لم يركز على غزة، وبعد انتهاء مهلة الإنذار، تم إرسال وابل من الصواريخ إلى القدس، وابل كان الغرض منه “ربط القطاعات” في الوعي العام، غزة تساوي القدس والقدس تساوي غزة، كما تطورت معركة “حارس الأسوار” على الأرض بطريقة عززت عقيدة حماس في “ربط القطاعات”.

ولم تكتف غزة بتثبيت نفسها في الوعي باعتبارها التي بدأت الحرب من أجل القدس، ولكن أيضًا في المدن المختلطة داخل “إسرائيل”، حيث اندلعت مواجهات وولد الانطباع بأن القطاع “الداخلي” (فلسطينيي 1948) كانوا يشدون أزر غزة كما ساهم فرع حماس في لبنان بنصيبه في إطلاق الصواريخ باتجاه الشمال، فجميع القطاعات اشتعلت دفعة واحدة وتحولت إلى قطاع مُحترق، ما عدا الضفة الغربية وهو الأمر الذي ظل خارج اللعبة بشكل شبه كامل وأثبت أن شيئًا من “سياسة الفصل الإسرائيلية” قد تم الحفاظ عليها، ولو جزئيًا.

(اشتعلت الضفة الغربية وكانت مواجهات وعمليات دعما للقدس وغزة حينها مما يؤكد على تدليس وكذب الكاتب).

بعد “حارس الأسوار” الجراح ما زالت مفتوحة
والآن في بداية عام 2022، هددت حركة الجهاد الإسلامي بجر غزة إلى جولة جديدة من التصعيد، ليس من أجل غزة، ولكن من أجل معتقل إداري فلسطيني محتجز في “سجون إسرائيل”، وقد هددت الجهاد بنقل غزة إلى “سيف القدس 2” إذا مات المعتقل، وطالب بالإفراج الفوري عنه، وخضعت “إسرائيل” وحددت موعداً لإطلاق سراحه، وقال أحد المتحدثين باسم الجهاد في وقت لاحق أن هذا دليلا على أن “إسرائيل” لا تفهم سوى لغة القوة.

المهم أن نفهم أن هذه هي بالضبط ما تسعى إليه حماس والجهاد الإسلامي “عقيدة ربط القطاعات” التي تسعى إلى فرضها على “إسرائيل” عملياً، والتي ينفذونها بقدر كبير من النجاح، فلقد أوضحت حماس مراراً بعد “حارس الأسوار” أنها لن تسمح “لإسرائيل” بعد الآن بقطع العلاقات بين القطاعات، ولن تسمح لها بالتصرف كما تشاء بالضفة الغربية أو القدس، حينها لن تبقى غزة هادئة، هذه هي المعادلة الجديدة التي تحدثت عنها المقولة التي أطلقتها حماس منذ العملية الأخيرة في مايو الماضي، “ما كان لن يكون”.

سيناريو حرب لبنان الثالثة
عندما يُسأل “مسؤولون إسرائيليون” كبار عن التهديد النووي الإيراني، فهم يفهمون أن من سيرد على السؤال سيقولون إن فرص استخدام طهران “لسلاح يوم القيامة” ضد “إسرائيل” غير مرجحة، إلا أن هذا ليس هو التهديد الحقيقي المباشر من البرنامج النووي الإيراني، التهديد هو أنه بمجرد أن تمتلك إيران السلاح النووي، وبما يكفي للتهديد باستخدام هذا السلاح حينها ستفرض صعوبات شديدة أمام حرية “إسرائيل” في العمل والقدرة على المناورة في مختلف المجالات.

خذ على سبيل المثال سيناريو افتراضيا، لو بدأت فيه “حرب لبنان الثالثة” بين “إسرائيل” وحزب الله، لنفترض أن إيران وجهت إنذارا “لإسرائيل” لسحب قواتها من جنوب لبنان خلال 24 ساعة، إنه تهديد واحد إذا جاء من إيران الخالية من الأسلحة النووية، وهو تهديد مختلف تمامًا إذا جاء من إيران النووية، ستسمح “القوة النووية” لإيران بـ «إمساك إسرائيل من حلقها».

لكن في غضون ذلك، فإن التنظيمات المؤيدة لإيران في غزة (حماس والجهاد الإسلامي) تفعل ذلك بالفعل، إنهم “يمسكون إسرائيل من حلقها “بربط القطاعات” التي يفرضونها عليها.

كذلك التهديد بأنه إذا لم تسحب “إسرائيل” قواتها من المسجد الأقصى – سترد غزة (حماس في حارس الأسوار)، وهكذا مع التهديد بأنه إذا لم تطلق “إسرائيل” سراح الأسير المضرب عن الطعام أو إذا مات فسترد غزة (الجهاد الإسلامي هذه الأيام).

هذه محاولة من حماس والجهاد الإسلامي لتغيير قواعد اللعبة، من خلال استخدام غزة منزوعة السلاح كسلاح فعال يمكن من خلاله – فقط من خلال التهديد باستخدامه – يسعون إلى تقييد حرية “إسرائيل” في العمل والقدرة على المناورة ليس فقط تجاه غزة، ولكن في قطاعات أخرى، في الضفة الغربية والقدس الشرقية وداخل “إسرائيل”، وهذا تطور خطير للغاية، وقد يزداد سوءًا بمرور الوقت.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

نشر أسماء الأسرى الستة القتلى وإعادة جثامينهم من غزة

ترجمة أمين خلف الله  معاريف آفي اشكنازي نُشرت صباح اليوم (الأحد) أسماء الأسرى الستة الذين …

%d مدونون معجبون بهذه: