الرئيسية / اخر الاخبار / عندما تطعن فلسطينية تبلغ من العمر 14 عامًا يهودية بسكين مطبخ، يجب على المرء أن يتساءل عن السبب!!؟

عندما تطعن فلسطينية تبلغ من العمر 14 عامًا يهودية بسكين مطبخ، يجب على المرء أن يتساءل عن السبب!!؟

هآرتس/نير حسون

ملاحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه

في الخطاب “الإسرائيلي” السائد، لم يُكتب على الإطلاق أنه ممنوع محاولة تحديد الدوافع أو الظروف الشخصية لفلسطيني يقوم بتنفيذ عملية، وقد قوبلت أي محاولة من هذا القبيل بردود فعل غاضبة مفادها أن إثارة مسألة الدافع في حد ذاتها هي تبرير للعنف و”دعم الإرهاب”.

وفقاً لهذا المفهوم المشترك فإن كل أعمال العنف الفلسطيني – من بين إطلاق الصواريخ من قبل الجناح العسكري لحماس لقيام فتاة بمحاولة طعن أحد المارة البريئين بالمقص – ينبع من شيء واحد فقط: شغف قاتل متأصل ليس له دافع أو تفسير آخر.

عندما تأخذ فتاة في الرابعة عشرة من عمرها سكين مطبخ وتطعن جارتها اليهودية في حي أصبح رمزا للنضال الفلسطيني ضد المستوطنات، يجب طرح السؤال – ما الذي دفعها إلى هذا العمل؟

تنحدر عائلة الفتاة في الأصل من حيفا، وكان جدها فني دبابات في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، ولد جدها في حيفا وخرج منها مع عائلته عام 1948 في النكبة.

انتقلوا إلى قرية أوجا في وادي الأردن، حيث عاشوا في البساتين والمناطق المفتوحة، كما أخبر الجد الصحفية إيلانا هامرمان قبل تسعة أشهر وفي عام 1956، فازت العائلة مع 27 عائلة أخرى في قرعة عقدتها الأمم المتحدة والحكومة الأردنية، حيث حصلوا على منزل صغير بني للاجئين الفلسطينيين في الشيخ جراح، وفي المقابل تخلوا عن شهادة اللاجئ التي كانت تستحق الكثير من الفوائد.

وفي الوقت الذي غادرت فيه أسرة الفتاة منزلها في حيفا، غادر آخر اليهود منازلهم في الشيخ جراح، ومع ذلك في المكان الذي تعيش فيه العائلة، لم تكن هناك منازل يهودية أبدًا: كانت قطعة أرض فارغة اشترتها لجان الجالية اليهودية في القدس للسماح بالوصول السهل إلى قبر “شمعون الصالح”.

كان جد الفتاة هو أول شخص في الحي يُطلب منه إخلاء منزله لصالح اليهود، حدث ذلك في عام 1974، قبل 33 عامًا من ولادة المشتبه بها، وعندما مضى على الطعن في القرار سنتان تمكن المستوطنون من إجلاء ثلاث عائلات من المنازل المجاورة.

نشأت طوال حياتها في ظل الخوف من الإخلاء والحاجة إلى جمع الموارد للتعامل مع المحاكم وعنف الشوارع والمظاهرات والمظاهرات المضادة، في العام الماضي تصاعدت التوترات في الحي، حيث تعرضت 13 أسرة لخطر الإجلاء الفوري، الفعاليات والنشاطات لسكان ونشطاء “اليسار الإسرائيلي” والاهتمام الدولي جعل الحي رمزًا، وحضر العشرات من أطقم التلفزيون من جميع أنحاء العالم جلسات استئناف الأسرة في المحكمة العليا، و يتصدر هاشتاغ “#أنقذوا_الشيخ_جراح” لأسابيع قائمة الاهتمامات على تويتر في الشرق الأوسط.

في شهر مايو الماضي كجزء من نشاط مدرسي، رسمت المشتبه بها علم فلسطيني صغير على خدها، عندما عادت إلى الحي رفض ضباط الشرطة السماح لها بالدخول إلى منزلها، وقام يهودي مار بجانبها بشتمها، وبصق في اتجاهها، واعتقلتها الشرطة وقضت ساعتين في مركز الشرطة حتى تم الإفراج عنها.

قبل شهر كان على العائلات تقديم ردها على اقتراح التسوية الذي طرحه قضاة المحكمة العليا، وبموجب التسوية، سيتم تعريفهم على أنهم مستأجرين محميين وسيكونون قادرين على البقاء في منازلهم لسنوات قادمة، وفي المقابل، عليهم إيداع إيجار منخفض لمنظمة ” نحلات شمعون” اليمينية، التي اشترت الأرض على الفور.

اتجه كبار السن للموافقة على حل وسط لتأمين مكان إقامتهم في السنوات القادمة، لكن الشباب عارضوا بشدة الادعاء بأن “الدفع”(دفع الايجار) كان اعترافًا بملكية المستوطنين للأرض وطالبوا بمواصلة النضال، وكانت اليد العليا للشباب، وأبلغ السكان المحكمة أنهم يرفضون التسوية.

في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة التوترات في الحي من جديد: اشتعلت النيران في سيارة للمستوطنين وثُقبت إطارات 12 مركبة فلسطينية، وفي عيد “حانوكا”، أخمد السكان الفلسطينيون شمعدانا نصبه المستوطنون في الشارع.

بالأمس بحسب رواية الشرطة، غادرت الفتاة المنزل بسكين مطبخ طويل، وانتظرت جارتها موريا كوهين البالغة من العمر 26 عامًا، والتي كانت تسير مع أطفالها في الشارع، وطعنتها بالسكين في ظهرها، وقد أصيبت كوهين بجروح طفيفة وبعد بضع ساعات تم مغادرتها المستشفى إلى منزلها، يقول جيران الفتاة إنها فتاة هادئة وليس لديها مشاكل خاصة.

كان من الصعب اليوم العثور على أي من الجيران الفلسطينيين يصدق أنها نفذت هجومًا، ويطالبون برؤية الكاميرات الأمنية.

المحامي محمد محمود الذي يمثلها، قال إنها تنفي قيامها بالطعن، وسوف يتم حبسها صباح اليوم في محكمة الصلح في القدس.

في الأسبوع الماضي حضر أحد أفراد الأسرة، محمد الكرد 23 عاماً، والذي ألقى كلمة أمام الجلسة العامة للأمم المتحدة في إطار يوم التضامن مع الفلسطينيين، فكان خطابه قاسياً وعدائياً، ودعا إلى مقاطعة “إسرائيل” وفرض عقوبات عليها.

أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا

قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”

سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة: ابتسامة “بنتي” ميلاد تُعادل كل القائمين على فيلم “أميرة”

أعرب الكرد عن إحباطه الشديد، وقال: “عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، عدت من المدرسة وكان هناك أثاث في الشارع، كان هناك رجال شرطة وجنود ومستوطنون، وصرخ الجيران، وفي ذلك اليوم اقتحم مستوطنون منزلنا وشاركونا فيه، لطالما كانت حياتي على وشك التشرد … ما الذي يمكنني قوله ولم يقال؟

كم عدد الفلسطينيين الذين وقفوا هنا على هذه المنصة لعقود من الزمن وتحدثوا عن خرق الوعود (من قبل المجتمع الدولي) وتجاهل قرارات الأمم المتحدة؟ كم عدد الذين حاولوا وصف القسوة؟

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

نشر أسماء الأسرى الستة القتلى وإعادة جثامينهم من غزة

ترجمة أمين خلف الله  معاريف آفي اشكنازي نُشرت صباح اليوم (الأحد) أسماء الأسرى الستة الذين …

%d مدونون معجبون بهذه: