غزة برس إعلام بوجه واحد
كشف رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، عن أن زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية القاهرة جاءت في إطار التواصل مع دول الجوار وخصوصاً مصر، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تواجه خطراً استراتيجياً حقيقاً وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية للتصدي له.
وقال هنية خلال لقاء عقد في مدينة غزة:”إن مدة الزيارة التي قام بها مع وفد رفيع المستوى من المكتب السياسي إلى مصر كانت طويلة وهذا وضع طبيعي لأننا نريد تثبيت أن زيارات الحركة لن تكون عابرة ومؤقتة لأي دولة خصوصاً مصر، وطول الزيارة بسبب طبيعة الملفات التي ناقشناها مع المصريين، وتلقينا وعداً من وزير المخابرات العامة المصري، الوزير عباس كامل بإنهاء ملف المعتقلين الذين أفرج عنهم قبل أيام تطبيقاً للوعود السابقة، والعلاقة مع مصر تجاوزت النقاش ودخلت إلى عمق استراتيجي”.
وأضاف هنية، مارسنا عملاً متصلاً للحركة داخل مصر مع شخصيات ومؤسسات لإرساء قواعد للحركة، وكل ما سبق هو سبب طول الزيارة وليس كما أشيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبحثنا العديد من الملفات المباشرة وذات الجهد المصري خاصة ملف المصالحة والعلاقات الثنائية وحصار غزة، والجهود التي تبذل من أجل إنهاء الحصار.
وأوضح أنه “من خلال التطورات الإعلامية والحديث مع الذين يعيشون خارج المنطقة العربية، أكدوا أن الرواية الفلسطينية، لها تأثير كبير في إعادة الاعتبار لهذه القضية ومواجهة الرواية الصهيونية وإظهار المظلومية وتكريس الحق الفلسطيني”.
وشدد هنية على التركيز على خمسة ملفات تم بحثها ونقاشها مع الوزير المصري عباس كامل وقيادة المخابرات العامة يتمثل أولهما في الملف السياسي واستعراض التطورات السياسية على سبيل القضية الفلسطينية والحديث عن التحديات وصفقة القرن ومايجري الترتيب له في المنطقة وانعكاس ذلك على ما تتعرض له مدينة القدس والقرارات الأمريكية، ومحاولات تصفية قضية اللاجئين، ومحاولات الفصل بين الضفة وغزة، والمخاطر التي تتعرض لها الضفة الغربية وتغول المستوطنين.
وأكد أن فلسطين تتعرض لتهديد استراتيجي حقيقي، خاصة ما تتعرض له رمزيات القضية الفلسطينية بغطاء أمريكي واضح ومساعدته، وقد أكدنا للمسؤولين المصريين رفضنا المطلق لصفقة القرن، وعدم التنازل عن أي شيء يتمثل في الحق الفلسطيني في أرضه ومقدساته وعاصمته والوحدة الجغرافية.
ونوه إلى أن طاولة الحوار مع مصر ناقشت سيناريو اللقاءات والحوارات بشأن المصالحة الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية، وأكدنا للمسؤولين المصريين أن وحدة شعبنا ضرورة بسبب المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن الحصار الذي يسيطر على قطاع غزة، وما زاد من خطورته وتفاقمه هو القرارات التي اتخذتها السلطة تجاه غزة بما في ذلك قطع رواتب ذوي الشهداء والأسرى.
وأشار هنية إلى أنه جرى خلال الحوارات تقييم التفاهمات التي رعتها مصر مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منه، وأن تقييم حركة حماس أن الاحتلال تنصل من التفاهمات ولم ينفذ ماهو مطلوب منه، وعرج على حادثة القوات الخاصة في خانيونس.
وأكد هنية أن العلاقة مع مصر علاقات إيجابية ومستقرة وعميقة التأثير في المشهد، حيث طويت الصفحة الماضية التي طرأ عليها ضباب بفعل التطورات التي حصلت في المنطقة، والحديث عن بناء علاقة استراتيجية كما باقي الدول في المنطقة، مشدداً على التفاهم مع مصر بحدود المصالح المشتركة بين حماس ومصر، ورؤيتها لتعقيدات المشهد والتحديات السياسية التي تتعرض لها القضية.
وبين أن حماس لم تكن ولن تكون مصدر تهديد للأمن القومي المصري، بل هي مصدر تأمين للأمن القومي المصري، مشيراً إلى ما تقوم به الأجهزة الأمنية في غزة، بالمناطق الحدودية، ومتابعة أي محاولات للإضرار بالأمن المصري، وحرص حماس وشعبنا على أمن واستقرار مصر، والدم المصري، وأن الجهد الذي تقوم به حركته من منطلق مسؤوليتها والعلاقات الأخوية.
ولفت هنية إلى أن حماس لا تعمل خارج حدود قطاع غزة، وليس لها أذرع أمنية في سيناء ومصر، فحماس لا تتدخل في الشأن الداخلي لمصر أو أي دولة عربية أخرى، وأن علاقة حماس مع الدول على قاعدة الاحترام المتبادل.
ودعا هنية، لعقد الإطار القيادي المؤقت ليبحث إعادة بناء منظمة التحرير عبر اجراء انتخابات المجلس الوطني، موضحاً أن حماس بصدد عقد نقاشات موسعة مع الفصائل والقوى الوطنية لبحث سبل مواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، مؤكداً أننا نواجه خطراً استراتيجياً حقيقياً نحتاج للوحدة لمواجهته.
المصدر/ وكالات