عقد مسؤولون في الإدارة الأميركيّة، ليل الثلاثاء – الأربعاء، “اجتماعًا حاسمًا” حول موقفها من ضم الاحتلال لمناطق واسعة في الضفة الغربيّة، وسط خلافات بين السفير الأميركي في البلاد، ديفيد فريدمان، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر.
وبخلاف الاعتقاد السائد، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الضم لا يعني القاعدة الانتخابيّة الأنغليكانيّة للرئيس، دونالد ترامب.
صحيفة اسرائيلية:تنمر واذلال للمجندين الجدد في نخبة جيش الاحتلال
ثلاثة جنرالات إسرائيليون يرفضون الإشراف على تنفيذ خطة الضم
ومن المقرّر أن يشارك في الاجتماع بالإضافة إلى فريدمان وكوشنر، وزير الخارجيّة، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، وموفد الرئيس الأميركية إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، ونائب الرئيس، مايك بنس؛ بينما لم تتأكد مشاركة ترامب.
وينقسم المسؤولون الأميركيّون والإسرائيليّون حول سؤال مركزي سيحسم قرار الليلة، هو: هل احتمال الضمّ يشكل ضمانة لإشراك الفلسطينيين في مفاوضات حول “صفقة القرن” أم أن الخطة أصلا هي مجرّد ستار للضم؟ وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء.
وبحسب الصحيفة، أبدى فريدمان حماسة تجاه الضمّ أكثر ممّا أبدى حماسة تجاه “صفقة القرن” كلّها، بينما نقلت عن مسؤولين قولهم إن كوشنر يرغب أن يكون “مخطّط الضمّ” تهديدًا لحثّ السلطة الفلسطينيّة على الانخراط في المفاوضات.
خطة الضم الإسرائيلية: هل ترك العرب السلطة الفلسطينية وحيدة في المواجهة؟
تحذيرات إسرائيلية: الرد على الضم قد يأتي من غزة
قبيل خطة الضم الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي لم يتلقى تعليمات محددة
وزير إسرائيلي يحذّر من تراجع ترامب عن دعم الضمّ
ويدفع فريدمان باتجاه ضمّ فوري، معتبرًا أنّ تأخير الضمّ “يعرّض الضم كله للخطر إن لم ينتخب ترامب في تشرين ثانٍ/نوفمبر المقبل”، لكنّ مسؤولين ومحلّلين يلاحظون أنّ هذا الموقف قد يضعه في موضع “المحتاط” من أي يكون ترامب رئيسًا لولاية واحدة.
وبدأت الخلافات بين فريدمان وكوشنر فور الإعلان عن “صفقة القرن”، مع إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو للضمّ مناطق واسعة في الضفّة، قبل أن يتم التراجع عنه، وعزت ذلك لصلاحياتهما، فبينما تعبّر حماسة فريدمان عن علاقته الوطيدة برئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر؛ فإن مسؤوليات كوشنر تشمل الشرق الأوسط ككل والأهم حملة إعادة انتخاب ترامب.
وبحسب ما تنقل “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيليّين وأميركيين، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين سألوا فريدمان مرارًا إن كان حديثه يعبّر عن موقفه الشخصي أو عن موقف الإدارة الأميركيّة.
لكن الصحيفة توجز أن الخلاف بينهما ليس على الضمّ نفسه، إنما على التوقيت.
والأسبوع الماضي، فشل فريدمان في محاولته التوسّط بين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ونقلت عن مسؤولين أنه بقي لساعات جالس على كنبة خارج غرفة مغلقة اجتمع فيها نتنياهو وغانتس. ولفتت الصحيفة إلى أن وساطة فريدمان يُنظر إليها بشكل واسع على أنه محاولة للضغط على غانتس.
وسيبحث اجتماع الليلة، كذلك، إمكانية “حفظ ماء وجه نتنياهو” في إسرائيل، بعدما أعطي ضوءًا آخر للضمّ، سحب منه لاحقًا.
الضم لا يعني ترامب أو قاعدته الأنغليكانيّة!
وتعتقد “نيويورك تايمز” أن أهميّة للضمّ عند ترامب، الذي يواجه تظاهرات حادّة في الداخل، “محدودة”.
وقال راعي المعمدانيّة الأولى في دالاس وأحد المستشارين الأنغليكانيين غير الرسميين للرئيس ترامب، روبرت جيفريس، إن “العالم الأنغليكاني، وهو جزء حيوي من قاعدته (ترامب الانتخابيّة)، لا يبالي في الغالب بالضم في حد ذاته”، بينما حذّر المؤلّف الأنغليكاني، جويل روزنبرغ، الذي أسّس مجموعة تحشد المسيحيين لدعم إسرائيل، من أنه إنْ خَلَقَ الضمُ اضطرابات “قد يؤدّي ذلك إلى نتائج عكسيّة ضد ترامب”، وقال “لا أرى أي تلقّف بين الناخبين الإنجيليين لهذه الخطوة، وهناك خطر أن تفقد بعض الأصوات الأنغليكانيّة في الولايات التي قد تواجه فيها الخطر”.
محللون إسرائيليون: قرار الضم متعلق بموقف الجيش الإسرائيلي والشاباك
ثمن خطة الصم الإسرائيلية: ” الفلسطينيون وصولوا لنقطة ليس لديهم ما يخسرونه”
إلى ذلك، يسعى نتنياهو إلى الحصول على ضوء أخضر أميركي لضمّ البؤر الاستيطانيّة البعيدة عن الكتل الاستيطانيّة الكبيرة، والموجودة في عمق الضفّة الغربية، لضمان ألا تتحوّل البؤر هذه إلى جزء من “الدولة الفلسطينيّة”.\
المصدر/ عرب48