بقلم ناصر ناصر
نشرت صحيفة يديعوت احرنوت اليوم ما اعتبرته كشفا خاصا بها وبقلم محللها ايلي اور ليفي حول تقرير استخباراتي سري لأجهزة الامن في السلطة الفلسطينية يحذر من زيادة عمليات في الضفة ومن انتفاضة شعبية واسعة . فما هو مضمون هذا التقرير ؟ وما مدى صحته ؟ ولماذا ينشر في وسائل اعلام اسرائيلية ؟
تضمن التقرير وفق يديعوت احرنوت عوامل التصعيد والتي تشمل الازمة الاقتصادية في السلطة و الجمود السياسي وشعور السلطة بالعزلة الدولية ويأس الجيل الشاب الذي يشعر انه لن يخسر شيئا ، كما أشارت الصحيفة ان التقرير الفلسطيني قد تمت كتابته قبل عدة أيام من العماية التي قتل فيها دفير سوريك ، وأنه تنبأ بشكل دقيق بسلسلة العمليات التي حدثت في الأيام الاخيرة في الضفة و القدس ، كما اعتمد التقرير وفق نفس الصحيفة على حوارات كثيرة مع شباب فلسطينيين في الضفة وتحقيقات أمنية مع آخرين ومراقبة ومتابعة لهم بما في ذلك على منصات وسائل التواصل الاجتماعي .
توقع التقرير الفلسطيني ارتفاع حالات عمليات اطلاق النار وزرع العبوات الناسفة ومحاكاة للعمليات الناجحة في السنوات الاخيرة مثل عمليات مفرق عوفرا وتل أساف ومنطقة بركان ومفرق أريئيل ، ومما يسهل العمليات هو سهولة الحصول على سلاح بسبب وجود صناعة محلية في الضفة وبسبب الجهود التي تبذلها حماس في غزة والخارج لتجنيد الشباب .
كما حذر تقرير الاستخبارات الفلسطينية من إمكانيات اندلاع انتفاضة شعبية نتيجة لما اعتبره زيادة الازمة الاقتصادية ، واستلهام نموذج مسيرات العودة في غزة ، مشيرا الى تزايد التوجهات العامة في الجمهور الفلسطيني ، والتي تدعو لتغيير منهج الهدوء امام اسرائيل لعدم جدواه مقابل جدوى استخدام القوة من قبل حماس في غزة ، والتي تشمل الاستنزاف على الحدود وجولات قتالية واطلاق صواريخ وغيرها .
وأكد تقرير الاستخبارات الفلسطينية خشيته من فترة العطلة الصيفية حيث يسود الملل والبطالة اوساط الشباب ، وقد تكون فرصة لتسرب أفكار متطرفة في اوساطهم تدفعهم للقيام بعمليات ، مضيفا ان فترة الانتخابات الاسرائيلية الطويلة وما رافقها من تصريحات متطرفة من قبل سياسيين اسرائيليين تزيد من تعقيد الاوضاع .
وأشار تقرير الاستخبارات الفلسطينية الى تطرف متزايد في اوساط شباب حركة فتح بسبب الجمود السياسي و النضال ضد إدارة ترامب وما رافق ذلك من دعوات للعودة للكفاح المسلح .
من الممكن ان يكون التقرير صحيحا ويتوافق مع العقيدة الامنية لأجهزة امن السلطة ، وقد يكون نشره في وسائل اعلام اسرائيلية أسهل لهذه الاجهزة ، فبإمكانها التنصل منه بسهولة و بالتوازي تحقيق مصلحة محتملة في التأثير على الرأي العام وصناع القرار في اسرائيل لتغيير سياستهم السلبية اتجاه السلطة الفلسطينية .
شاهد أيضاً
الليكود يضعف والمعارضة تزداد قوة، لكن بينيت يلعب بالأوراق
ترجمة : أمين خلف الله معاريف موشيه كوهين على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة …