نجحت حملات الضغط بإجبار أمريكا على إعادة العالم الفلسطيني عبد الحليم الأشقر بعدما سلمته لكيان الاحتلال في الأيام الأخيرة.
وقالت زوجة العالم الفلسطيني عبد الحليم الأشقر: ان فريق الدفاع عن زوجي نجح بإصدار قرار قضائي لإعادته الى الولايات المتحدة مع اقتراب تنفيذ قرار تسليمه للاحتلال الإسرائيلي ويمكث الآن في سجن بولاية فرجينيا
وذكر محامي الأشقر أن أمريكا أعادت موكله إلى بلادها بعد نجاح حملات الضغط في إجبارها على عدم تسليمه لكيان الاحتلال بعد أن أمضى 11 عاما في سجونها.
من جانبها، قالت قناة كان الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن الأشقر وصل خلال الأيام الأخيرة في طائرة الى مطار بن غوريون في كيان الاحتلال، ولكنه بقى في الطائرة ولم يخرج منها أبداً، مشيرة إلى أن الطائرة التي تقل عبد الحليم الأشقر أقلعت خلال الساعات الماضية لجهة غير معلومة، ومن غير الواضح لماذا تم إحضاره أصلا إلى المطار.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد قالت إن عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي(إف بي آي) اختطفت البروفيسور الأشقر، وسلمته لأجهزة الأمن الإسرائيلية، دون إجراءات قانونية أو علم محاميه، مشددة على أن إعادة محاكمته في “إسرائيل” تعد خرقًا فاضحًا للقواعد القانونية التي تمنع ازدواج العقوبة.
من هو البروفيسور “الأشقر”؟
هو عبدالحليم حسن الأشقر، من مواليد عام 1958 تعود أصوله إلى عائلة فلسطينية تعيش في قرية صيدا في طولكرم، وهو متزوج وليس لديه أطفال، ويحمل درجة علمية رفيعة “بروفيسور”.
أنهى دراسته الثانوية من مدرسة عتيل، وتخرج عام 1982 من جامعة بيرزيت، وحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة لافيرن في اليونان عام 1989، والدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة المسيسيبي.
عمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم تولى مسؤولية العلاقات العامة والناطق الرسمي باسم الجامعة، وفي عام 1989 تقدم بطلب منحة وقبل طلبه، وسافر إلى الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين وهو يتعرض لمضايقات وملاحقات واعتقل ثلاث مرات من السلطات الأمريكية.
الأشقر عمل بروفيسور في العديد من الجامعات الأمريكية، كان آخرها جامعة هاورد في واشنطن، قبل اعتقاله عام 2003، وإخضاعه للإقامة الجبرية في منزله، بتهمة الدعم والانتماء لحركة “حماس”، ومن ثم إحالته للاعتقال في السجون الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2007.
رغم اعتقاله ومكوثه فترة الإقامة الجبرية، رشح الأشقر نفسه للرئاسة الفلسطينية (عام 2005) وكان يهدف في برنامجه الانتخابي، إلى تعميق وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، من خلال تطوير ميثاق شرف ينظم العلاقة بين الفصائل الوطنية والإسلامية.
السلطات الأمريكية اعتقلت الأشقر ثلاث مرات لرفضه الشهادة ضد بعض الناشطين الفلسطينيين والمسلمين، وبقي تحت الإقامة الجبرية في منزله بانتظار المحاكمة لرفضه الإدلاء بالشهادة.
في عام 2007 حكمت السلطات الأمريكية عليه بالسجن 11 عاما بتهمة تمويل حركة “حماس”.
في إحدى مقابلاته الصحفية، تحدث الأشقر من مقر إقامته الجبرية قبل عام 2007، قائلًا: أنا رهن الإقامة الجبرية في منزلي ولا يسمح لي بالخروج إلا لصلاة الجمعة، وأنا أجلس معكم هنا يوجد في قدمي جهاز لمراقبتي، كما تحدد أجهزة الأمن أماكني عن طريق جهاز ”جي بي إس”، أحمله معي.
بيانات الفصائل:
الفصائل دانت بشدة تسليم السلطات الأمريكية البروفيسور الأشقر، وأكدت في بيانات منفصلة، أن الخطوة الأمريكية عدائية الشعب الفلسطيني، وتؤكد تواطؤها ضد القضية الفلسطينية.
حركة المقاومة الإسلامية “حماس”:
كنا نجري حوارًا مع بعض الدول لاستقبال الأشقر، على أراضيها بعد الإفراج عنه من السجون الأمريكية.
خطوة الإدارة الأمريكية مستنكرة ومرفوضة، ونحمل واشنطن المسؤولية الكاملة عن حياة الأشقر وحريته، خاصة في ظل التاريخ الأسود الطويل للاحتلال في قهر شعبنا والعدوان عليه، وفِي مقدمتهم الأسرى والمعتقلون.
نطالب المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل الفوري للإفراج عنه وتأمين حياته، خاصة أن سجنه في أمريكا وتسليمه لدولة الاحتلال مخالف للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
كلف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ “حماس”، مكاتب العلاقات السياسية في الحركة، بإجراء اتصالات مع عدد من الدول لمتابعة قضية الأشقر.
حركة الجهاد الإسلامي:
هذه الخطوة العدائية للشعب الفلسطيني، تعكس مدى الشراكة في العدوان على شعبنا بين الاحتلال والولايات المتحدة وتربصهما بأبناء شعبنا واستهدافهما لقياداته ونخبه العلمية والسياسية.
تلك الخطوة تدلل على انعدام العدالة وانحطاط القيم الحقوقية لدى الإدارة الأمريكية، التي تمعن في تجاوز قيم العدالة بتسليم البروفيسور عبد الحليم الأشقر بعد قضائه مدة حكم دام 11 عامًا في سجونها.
ندعو لتضافر الجهود لحرية البروفيسور الأشقر، وحمايته من البطش الصهيوأمريكي.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تسليمها للمناضل الفلسطيني الدكتور عبد الحليم الأشقر لـ”إسرائيل”، بعد سنوات طويلة من الاعتقال وفرض الإقامة الجبرية عليه.
نؤكد خطورة هذه الخطوة، والتي تأتي في سياق الانحياز الأمريكي مع “إسرائيل” والعداء المطلق للشعب الفلسطيني وحقوقه، والتي من الممكن أن تفتح الباب واسعًا أمام اختطاف واعتقال وتسليم المزيد من المناضلين.
هذه الخطوة ستزيد من حالة العداء والرفض للإدارة الأمريكية في العالم أجمع وخصوصًا في المنطقة العربية، وفي ضوء خطواتها المتسارعة لتمرير مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية.
نطالب المؤسسات الدولية المعنية بضرورة تحمل مسؤولياتها في التدخل العاجل للإفراج الفوري عن الدكتور المناضل الأشقر وضمان عدم تعريض حياته لأي خطر.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين:
ندين وبشدة، تسليم الولايات المتحدة الدكتور الأشقر لدولة الاحتلال، ونحملها وحكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته والخرق الفاضح للمواثيق والقوانين الدولية.
نرى في هذه الخطوة المرفوضة والمدانة، انحيازًا أمريكيًا أعمى لـ”إسرائيل”، وهي خطوة تعكس حالة العداء الأمريكي لشعبنا وحقوقه الوطنية.
نطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة المواطن الفلسطيني الأشقر، والعمل على الإفراج الفوري عنه.
ندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة للتدخل السريع للإفراج عن الأشقر وتوفير الحماية الدولية له ولآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر الجزيرة مباشر وكالات ومواقع فلسطينية