قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن تهديدات مبعوث الرئيس الأميركي ترمب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أمام مجلس الأمن الدولي أمس، دفعت الدول للإصرار على حماية النظام العالمي و”الأونروا”.
واعتبرت في بيان صادر عنها اليوم الخميس، أن الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة هو الدفاع عن هذه القيم والمبادئ والدفاع عن النظام الدولي القائم ومرتكزاته، وهو أيضا دفاع عن جميع الدول التي قد تتعرض لأوضاع مشابهة مستقبلا من جانب ادارة ترمب التي ترغب في الإجهاز على النظام الدولي القائم ومنجزاته.
وأوضحت الوزارة، أن غرينبلات، اختار أمام مجلس الأمن الدولي، مهاجمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”، داعيا الى إلغائها ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين، في دعوة صريحة وعلنية الى تفكيك الوكالة الدولية، بما يؤدي الى توطين اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة.
وأشارت الى أنه وبطريقة لا تخلو من الوقاحة والاستعلاء والنظرة الفوقية والتهكم على المجتمع الدولي، استخف “غرينبلات” بالشرعية الدولية وقراراتها مُتهما إياها بـ(خذلان) الشعب الفلسطيني، في محاولة ممجوجة لتبرئة الاحتلال والتغطية على جرائمه. كما واصل التحريض على القيادة الفلسطينية، وأغفل أية إشارة بضرورة إنهاء الاحتلال وتحميله المسؤولية عما وصلت اليه أوضاع ومعاناة شعبنا، وعن افشاله المتعمد لجميع أشكال المفاوضات السابقة وفرص التوصل الى اتفاق ينهي الصراع.
وأضافت الوزارة، ان ادارة الرئيس الأمريكي تُصر على مواصلة سياستها القائمة على وضع العربة أمام الحصان، من خلال حسم قضايا المفاوضات النهائية لصالح الاحتلال بقرارات أميركية استباقية وإجراءات ميدانية استعمارية بعيدا عن أية مفاوضات، واهمة بقدرتها على بعثرة قضايا الصراع الجوهرية، لتقوم بشطب ما تريد منها وإزاحته عن الطاولة وإعادة ترتيب ما تبقى منها وفقا لأولويات الحلف الصهيوأميركي، وما يخدم مصالح دولة الاحتلال وتوجهات اليمين وأيديولوجيته المتطرفة.
وجاء في بيان الوزارة “ان الإدارة الأميركية الحالية تتعامل مع الصراع بنظرة أحادية الرؤية في قراءة الأحداث التي أدت الى هذا الصراع من حيث جذوره وأسباب استمراره وتداعياته وكيفية انهائه، وتتجاهل أيضا قراءة التاريخ والقانون الدولي والمرجعيات الدولية ومرجعيات عملية السلام والواقع على الأرض أيضا”.
وجددت الوزارة تأكيدها على أن إدارة ترمب تتبنى بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية التي أصبح “غرينبلات” ناطقا رسميا باسمها ومدافعا عنها ويعبر بشكل كامل عن احتياجاتها ومصالحها، ويوفر لها الحماية المطلقة من أية مساءلة أو محاسبة وفقا للقانون الدولي على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وكأنه ينظر فقط للفلسطيني من زاوية تحسين ظروف معيشته تحت الاحتلال، متناسيا حقه في انهاء هذا الاحتلال وفي مقاومته، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وفقا للقرارات الدولية.
واعتبرت الوزارة “أن ما يقوله الفريق الأميركي المتصهين وما يطرحونه وما يروّجون له من أفكار ما هي الا إدارة للصراع وليس انهاءه، ومحاولة لاستبدال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بمشاريع اقتصادية وبرامج اغاثية لا أكثر”.
وقالت: “إن أقوال غرينبلات تنم عن نظرة ضيقة قصيرة المدى وسطحية تعكس جهلا مطبقا واستسلاما وتكرارا لرواية الاحتلال حول الصراع، وهذه بالنسبة لنا أسباب كافية كي نرفض كل ما يقال، وكل ما يقدم من أفكار تآمرية تحت مسمى (خطط لتحسين ظروف المعيشة) للفلسطينيين.
وأضافت ان “هذا التمادي الأميركي في الاساءة للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه والتنكر الممنهج للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، يؤسس لسابقة خطيرة في النظام الدولي القائم، وهو ما يعني أن أية دولة معرضة أن تجد نفسها ضحية الفوقية والعدوانية الأميركية رغم اختلاف الظروف والمعطيات”.
المصدر/ وفا