الرئيسية / اخر الاخبار / بيـان صادر عن اللقاء التشاوري الوطني حول مسيرات العودة وحماية القضية الوطنية

بيـان صادر عن اللقاء التشاوري الوطني حول مسيرات العودة وحماية القضية الوطنية

صادر عن اللقاء التشاوري الوطني

حول مسيرات العودة وحماية القضية الوطنية

استمراراً في سياسة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في التشاور مع الكل الوطني في كل ما يخص القضية الفلسطينية، وتعزيزاً للعمل الوطني والمجتمعي المشترك، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار التقت اليوم السبت 6-4-2019 قيادات فصائل الشعب الفلسطيني، وقيادات المجتمع المدني، والوجهاء وأساتذة الجامعات والمخاتير، إلى جانب قيادة وأعضاء الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق المسيرات، وتزامنا مع الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني العظيم.

وقد استعرض اللقاء على لسان رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة القائد خالد البطش سرداً لأحداث مسيرات العودة منذ انطلاقتها كحدث وطني مميز في تاريخ الثورة الشعبية الفلسطينية، وعدّد الإنجازات الوطنية التي تحققت في ميدان هذه المقاومة الشعبية، وعلى رأسها توحيد قوى الشعب قاطبة في ميدان المقاومة والمواجهة مع العدو الصهيوني، وفضح خيوط المؤامرة الأمريكية الصهيونية المسماة صفقة القرن، وإعادة الوهج للقضية الفلسطينية، خاصة قضية اللاجئين وحق العودة، وشحذ الذاكرة الوطنية، وتعبئة الأجيال بعشق الأرض وقدسية الحق الفلسطيني في الحرية، وتحرير الأرض والمقدسات والعودة وتقرير المصير.

واستعرض اللقاء الوطني الكبير التضحيات التي دفعها شعبنا من أجل فرض إرادته وكسر الحصار المفروض عليه منذ اثني عشر عاماً، متمثلاً في مئات الشهداء، وآلاف الجرحى، وهي تضحيات عظيمة لن تضيع سدىً، وستثمر قريباً تحريراً وعودة وكسراً للحصار عن هذا الشعب في قطاع غزة، وإجبار العالم على وقف الإهمال والتواطؤ والتعامل بازدراء مع أوجاع شعبنا وحقوقه.

وأكد اللقاء الإصرار على مواصلة درب المسيرة حتى تحقيق أهداف شعبنا كاملة، متسلحين بالحق والإرادة وسلمية الحراك والوحدة الوطنية، والشراكة في الدم، والشراكة في المقاومة وفي القرار.

كما أشاد اللقاء الوطني بالمقاومة الفلسطينية الباسلة التي شكلت درعاً وحامياً لمسيرات العودة، إذ وضعت حداً للغطرسة الصهيونية والاستفراد بجماهير شعبنا العزلاء.

وشدد اللقاء على الإنجاز العظيم الذي تحقق في ميدان المواجهة العسكرية مع المحتل، متمثلاً في غرفة العمليات المشتركة، وما صحبها من مواجهة منظمة شكلت رادعا كبيراً للمحتل الجبان.

ولم ينس اللقاء توجيه تحية عظيمة إلى جماهير شعبنا العظيم، وإلى نساء شعبنا الباسلات، الذين ساهموا في إنجاح هذه المسيرات، ولا سيما فدائيي الوحدات المختلفة في الميدان الذين أجبروا العدو على احترام إرادة شعبنا وحقوقه ولو جزئياً، ودعا المجتمعون جماهير شعبنا في الضفة والقدس وأرض الــ 48 والخارج ومخيمات اللجوء إلى اللحاق بقافلة مسيرات العودة؛ فهي السبيل الأكيد لفضح العدوان والاحتلال، ولعزله ولإجباره على الرحيل عن الأرض الفلسطينية، وذلك من خلال جعل كُلفة الاحتلال باهظة الثمن، مثلما أن مقاومة الاحتلال باهظة الثمن.

وفي معرض كلمته عن الأوضاع السياسية الراهنة، أكد القائد يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة على فخره الكبير بهذا الحشد الوطني الكبير الذي يمثل كل قطاعات شعبنا السياسية والمجتمعية، والذي يؤكد التفافاً كبيراً حول خيار المقاومة والمواجهة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

وحيّا السنوار جماهير شعبنا في القدس الذين يخوضون معركة البوابات، ولا سيما بوابة الرحمة، ويدفعون بخيرة أبنائهم وبناتهم إلى ساحة الرباط، غير آبهين بقطعان المستوطنين الذين يسعون ليل نهار لتدنيس ساحات المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

كما عبر السنوار عن فخره واعتزازه بأبطال الضفة الاستشهاديين، الذين يثأرون في كل حين لشعبهم، ويرسمون لوحات نضالية رائعة مخلدة في التاريخ الوطني والتاريخ الإنساني.

ووجه السنوار تحية إلى أبناء شعبنا في المخيمات والشتات الذين ينتظرون العودة لحظة بلحظة رافضين التوطين أو التهجير أو الوطن البديل، مهما طال الزمن، ويلقنون أطفالهم أبجديات الوطنية في كل وقت وحين.

وأكد السنوار أن شعبنا موحد، وأن الوحدة طريق إجباري، من حاول الهروب منه سيكون مصيره العزلة والفناء، وشدد على أن الوحدة خيار الشجعان الذين يعتزون بشعبهم وبطاقاته المتعددة الخلاقة، التي تجمعها الشراكة، وتنظمها الديمقراطية، ويسيجها حرمة الدم الفلسطيني، وتحميها المقاومة والرجولة والإخاء.

واستعرض السنوار جهود الوحدة، وأعلن استعداد حركته وكل الفصائل لتطبيق الاتفاقات الموقعة بالرعاية المصرية والمتمثلة بإعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات نزيهة، وإشاعة الحريات ونبذ التنسيق الأمني ورفض المفاوضات العبثية، وتقديس سلاح المقاومة ورفض صفقة القرن، وعدم الاعتراف بالاحتلال.

كما استعرض السنوار الجهود المصرية المبذولة لكسر الحصار عن قطاع غزة، والتي تغلبت على التعنت الصهيوني في كثير من القضايا، مشدداً على أن أي تفاهمات لن تكون على حساب حقنا في المقاومة وكنس الاحتلال، وأن شعبنا قادر على انتزاع لقمة عيش أطفاله من بين أنياب المحتل الغاصب، وأن هذه التفاهمات محكومة بعدد من المحددات، وهي لا مفاوضات مباشرة مع الاحتلال، وإنما تتم بوساطة مصرية، وأنه لا أثمان ولا أبعاد سياسية لهذه التفاهمات، وأن هذه التفاهمات لا توقف حق شعبنا في المقاومة بأماكن تواجده كافة، وأنها ليست بديلة عن إتمام المصالحة والوحدة الوطنية، وأنها لا تشمل وقف مسيرات العودة.

ودعا السنوار مصر إلى مواصلة رعاية المصالحة الوطنية على الأسس التي وضعت في اتفاقية القاهرة 2011، ومخرجات بيروت يناير 2017.

ووجه السنوار تحية خاصة إلى مسيرات العودة، وإلى الرجال والنساء والأطفال الذين شكلوا وقود هذه الثورة الجديدة، كما وجه التحية إلى قيادة المسيرة والقائمين على الميادين فيها واللجان العاملة.

ووجه السنوار تحية خاصة إلى الشهداء وذويهم، وإلى جرحى المسيرة ولا سيما الذين فقدوا أطرافهم، أو أصابتهم إعاقة، مؤكداً أنه سيقف إلى جانبهم، ولن يتخلى عنهم مهما كانت الظروف، فالوفاء لأهل الوفاء فرض وواجب.

وأكد السنوار أن الأسرى خط أحمر، وأن تحرير الأسرى دين في أعناقنا، وأن أي حلٍ لا يضمن تبييض السجون من الأسرى حل منقوص.

كما شدد على أن قمع الأسرى لعبة خطيرة، وعلى الاحتلال أن لا يختبر صبرنا تجاهها، وسنحمي أسرانا وشعبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن.

وعبر السنوار عن تقديره الكبير للدور المصري في تخفيف الحصار عن قطاع غزة واتمام التفاهمات، وكذلك للدور القطري الذي يساهم بشكل أساسي في رفع الحصار عن قطاع غزة.

واستعرض السنوار ملامح الاستراتيجية لمواجهة صفقة القرن التي تستند على أنه لا لقاء مع الإدارة الأمريكية الحالية ومبعوثيها، والرفض القاطع لإقامة دولة في غزة، والتأكيد على التمسك بوحدة الوطن والتراب الفلسطيني، وتفعيل المقاومة بكل أشكالها وخاصة الشعبية، وتكثيف الجهود لمواجهة التطبيع وتعزيز مقاطعة الاحتلال، وتعزيز صمود أهلنا في قطاع غزة، وأن يكون كل ذلك ضمن وحدة حقيقية تستند إلى الشراكة الوطنية.

ثم تحدث قادة فصائل شعبنا ورموز المجتمع ورجالاته؛ مؤكدين جميعاً ضرورة الحفاظ على مسيرات العودة كأداة نضالية في وجه المحتل، وأن كسر الحصار عن قطاع غزة حق وليس منّه، وأن قوى شعبنا لن تدفع أي ثمن سياسي مقابل لقمة العيش التي ستنتزعها بإرادة وقوة ومقاومة شعبنا البطل.

كما أكدوا ضرورة الاصطفاف وطنياً لحماية القضية الوطنية من مشاريع  التصفية، ولمواجهة صفقة القرن المشبوهة، وأن أفضل وسيلة لمواجهة صلف الإدارة الأمريكية المتغطرسة هو استعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة، ووفق الاتفاقيات الموقعة، كما دعا المجتمعون إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الكل الوطني، وتشرف على انتخابات فلسطينية نزيهة، يتمكن فيها شعبنا من ممارسة حقه في اختيار ممثليه، ليكون المجموع الوطني كله صفاً واحداً في حماية شعبنا وقضيتنا، وانتهى اللقاء الوطني الكبير والهام بالتأكيد على ما يلي:

أولاً: التحية كل التحية لشعبنا العظيم، لشهدائه الأبرار، وأسراه الأبطال، وجرحاه البواسل، ولمقاومته الصلبة العنيدة البطلة ممثلة في غرفة العمليات المشتركة.

ثانياً: إن سلاح المقاومة ذخر استراتيجي على طريق التحرير، ولن تكون أي حلول على حساب سلاح المقاومة المقدس.

ثالثاً: مسيرات العودة مستمرة حتى تحقق أهدافها، وهي فعل نضالي عظيم توحدت فيه قوى شعبنا، ويجب أن تتسع رقعتها الجغرافية لتشمل الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 والشتات، مع ضرورة الحفاظ على الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، كتجمع وطني عظيم يحظى بثقة أبناء شعبنا العظيم.

رابعاً: صفقة القرن لن تمر، ولن يستطيع كائن على وجه الأرض فرض إرادته على شعبنا العظيم، وعلى الإرادة الأمريكية وحلفائها أن يفهموا جيداً أن قضيتنا الفلسطينية مقدسة يحميها شعب عظيم، ومقاومة باسله، وندعو أمتنا العربية إلى رفض هذا المشروع التصفوي، والتمسك بحقوق شعبنا، وإغلاق الأبواب في وجه التطبيع مع الكيان الغاصب.

خامساً: لا بديل عن الوحدة الوطنية، ولا خيار سوى تحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة على أساس الشراكة وفق الاتفاقيات الموقعة، مع ضرورة العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، وتحضر لانتخابات فلسطينية شاملة.

شاهد أيضاً

الليكود يضعف والمعارضة تزداد قوة، لكن بينيت يلعب بالأوراق  

ترجمة : أمين خلف الله  معاريف موشيه كوهين على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة …

%d مدونون معجبون بهذه: