الرئيسية / اخر الاخبار / الجندي اطلق النار أثناء القيادة وقتل محامٍ يبلغ من العمر 34 عامًا كان يقل ابنه إلى روضة الأطفال

الجندي اطلق النار أثناء القيادة وقتل محامٍ يبلغ من العمر 34 عامًا كان يقل ابنه إلى روضة الأطفال

ترجمة : أمين خلف الله

 هارتس

جدعون ليفي اليكس ليبيك

عند مدخل المجمع العائلي المشذب ، يوجد موقف سيارات داخلي ، وفي موقف السيارات هذا ، يتم إيقاف سيارة جيب مغطاة باللون الأسود ، مثل شاشة عرض كريستو ، للحفاظ على السيارة الجيب الجديدة من الشمس والغبار ، علامة على حداد، تحت الجلد الأسود اللباد ، هيونداي توسان المحامي محمد عساف،

في هذه السيارة الجيب ، التي لم ينته بعد من دفع أقساطه ، قاد عساف سيارته حتى وفاته الأسبوع الماضي، في هذه السيارة الجيب ، كان معه في ابنه الصغير واثنين من أبناء أخيه يقوم  كل صباح ، وينقلهم بين روضة الأطفال ومدرسة نابلس الثانوية ، في طريقه إلى مكاتب “لجنة مقاومة السياج والاستعمار” التابعة للسلطة الفلسطينية ، حيث عمل مستشارًا قانونيًا، ،

على جانب الجيب الملفوف يقف منزل عساف ، وهو منزل حجري مزخرف واجهته مطلية باللون الأزرق، في باحة أشجار الفاكهة وبجانب المنزل الأزرق ، يوجد منزل الوالدين المسنين ، الذين فقدوا الآن أحبائهم ، ابنهم الوحيد الذي درس في الجامعة ، فخر الأسرة،

في الأشهر الأخيرة ، كان عساف يعمل على درجة الماجستير في كلية الحقوق في جامعة النجاح في نابلس ، والتي تتعلق بحقوق أصحاب الأراضي الفلسطينيين الذين تقع أراضيهم خلف جدار الفصل،

أحد إخوته يطلعنا على عناوين الفصول التي كتبها لنفسه بخط يده في بضع صفحات ، قبل أيام قليلة من فتح الجندي باب السيارة الجيب المسرعة في شوارع نابلس وقتلوه بالرصاص،

أحد إخوته يطلعنا على عناوين الفصول التي كتبها لنفسه بخط يده في بضع صفحات ، قبل أيام قليلة من فتح الجندي باب السيارة الجيب في شوارع نابلس وقتلوه بالرصاص،

الصدمة للمنزل، فقد انفجر الشقيقان الثكلى ، اللذان يعيشان في غرفة معيشة والديهما ، في البكاء في بعض الأحيان، الأطفال الصغار الثلاثة ، الأيتام الجدد ، يُحملون بين أذرعهم ، دون أن يفهموا ما حدث لوالدهم،

الأبوان الثكلى مريم (62 عاما) وحسن (70 عاما) والأرملة الجديدة سارة كنعان (30 عاما) محبوسان في غرفهما ويرفضان مقابلة الضيوف، في غمضة عين ، غضب ، وربما حتى سيادة ، وازدراء للحياة ، وشهوة للانتقام من جندي ساخن المزاج في الجيب المدرعة حيث ألقى الشباب بالحجارة – الحجارة التي لم تعرضه للخطر على الإطلاق – و تم تدمير هذه العائلة إلى الأبد،

صورة لابنهم الغالي مرتدياً عباءة وقبعة سوداء لخريجي الجامعة خلال حفل التخرج في النجاح ،

وهي معلقة على حائط غرفة معيشة الوالدين ، وبجانبها صور أخرى من الحفل ، حيث شوهد رامي الحمد الله ، رئيس الجامعة ورئيس الوزراء الفلسطيني فيما بعد ، وهو يسلم الشهادة لمحمد قبل نحو عشر سنوات، الحياة التي رحبت حينها بابن هذه القرية اوجعت الأسبوع الماضي والدهم،

كفر لاقف  هي قرية فريدة من نوعها: أشجار اللبخ الأخضر والأوكالبتوس تحجب شوارعها وبيوتها الجميلة ، مما يضفي عليها مظهراً ريفياً أخضر وهادئاً، في الواقع ، لم يُقتل أي من سكان هذه القرية تقريبًا ، وهو أمر نادر جدًا – قُتل شخص عام 1967 ، وقتل في الانتفاضة الأولى والآن قاضي القرية،

يعيش هنا حوالي 1500 شخص ، يعمل معظمهم في العديد من المستوطنات المجاورة وأقلية في إسرائيل، كما أن قربها من الجدار الفاصل يجلب المستوطنين وربما الإسرائيليين الآخرين للشراء هنا وإصلاح سياراتهم،

مقابل كارني شومرون ، وكذلك معاليه شومرون وجينوت شومرون، ما لا يقل عن ثلاث لافتات طريق بالعبرية والعربية تؤدي إلى قرية من الطريق الرئيسي ، في منطقة من الأرض تكاد لا توجد فيها إشارات على الطرق المؤدية إلى القرى الفلسطينية ، وكأنها غير موجودة،

كان محمد في الرابعة والثلاثين من عمره، يستقبلنا شقيقه فراس البالغ من العمر 40 عامًا بوجه كئيب، وسرعان ما انضم الأخ الأكبر فادي ، 43 عامًا، ترك محمد خلفه  ثلاثة أطفال  حسن البالغ من العمر خمس سنوات ومريم البالغة من العمر عامين ونصف وأمين البالغ من العمر سنة واحدة،

قرابة الساعة الثامنة صباحًا كل يوم ، كان محمد يخرج من الجيب الجديد ، الذي لم يبلغ من العمر عامًا بعد ، ويقود سيارته إلى نابلس،

كان أولًا ينقل ابنه حسن إلى روضة أطفال طلائع الامل في نابلس ، وهي روضة أطفال خاصة ومرموقة ، ثم يسافر إلى المدرسة الثانوية المهنية حيث درس ابنا أخيه يمان بن فراس وحسن بن فادي ، وكلاهما يبلغ من العمر 17 عامًا ، ليقوم يتوصيلهم هناك،

في فترة ما بعد الظهر ، كان يأخذهم إلى منزلهم في القرية، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي ، 13 أبريل ، خرجوا كالمعتاد ولم يعد،

في الليل ، أشعل شبان فلسطينيون النار في قبر يوسف في نابلس، في الصباح جاء الجيش، يقع قبر يوسف على بعد مئات الأمتار من المدرسة الثانوية المهنية لأبناء أخيه،

 عند اقتحام الجيش لمدينة نابلس ، نزل الشباب إلى الشوارع ورشقوه على الفور بالحجارة والزجاجات الحارقة، وبحلول الساعة التاسعة تقريبًا ، كانت القافلة العسكرية قد شقت طريقها بالفعل خارج المدينة – كانت هناك حوالي عشر عربات مدرعة وجرافة عسكرية مصفحة تتقدم السيارات وساروا في  الشوارع باتجاه مخرج نابلس،

 

بعد الساعة التاسعة صباحًا بقليل ، تلقى الأخ فادي مكالمة هاتفية إلى مكان عمله ، : أصيب أخوك في نابلس بالرصاص، سارع إلى الاتصال بابنه ، الذي كان من المفترض أن يكون مع عمه ، لكن الابن لم يرد،

لم يتمكن الابن من الكلام ، بعد بضع دقائق قُتل عمه برصاصة أمام عينيه، رد صديقه على الهاتف في مكانه وأكد: مقتل محمد، كما تلقى الأخ الآخر ، فراس ، الذي يعمل في مصنع نسيج في منطقة بركان الصناعية ، مكالمة هاتفية مماثلة مباشرة من ابنه الذي شهد أيضًا مقتل عمه،

يمان ، فتى طويل وصلب ، طالب في الصف الثاني عشر متخصص في ميكانيكا السيارات ، يقف في زاوية الغرفة حاملاً ابنة عمه اليتيمة مريم بين ذراعيه ، ويحكي ما حدث،

، كانوا يقودون سياراتهم إلى المدرسة وفجأة لاحظوا اشتباكات، ورشق عشرات الشبان الحجارة باتجاه القافلة العسكرية ، وسد الطريق بالإطارات المحترقة والحجارة،

في فترة ما بعد الظهر ، كان يأخذهم إلى منزلهم في القرية، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي ، 13 أبريل ، خرجوا كالمعتاد ولم يعد،

أوقف محمد سيارته ونزل الثلاثة منها، قبل ذلك ، تمكنا من إنزال حسن البالغ من العمر خمس سنوات في روضة أطفاله “طلائع الامل “، وبحسب يمان ، بدأ عمه في تصوير الاشتباكات على هاتفه المحمول، وبحسب رواية أخرى فقد شارك في رشق الحجارة، على أي حال ، مرت خمس إلى سبع دقائق فقط بين لحظة خروج عساف من سيارته ولحظة مقتل عساف بالرصاص،

المحامي عساف شارك في عشرات التظاهرات ، لكن هذه المرة تصادف تواجده ، كما تؤكد الأسرة ، كما يؤكد الوزير السابق وليد عساف الذي ترأس هيئة معارضة الجدار  والمستوطنات ، والذي جاء لتوه لزيارة العزاء في الداخل ، أن قريبه البعيد تصادف تواجده هناك ، ليس بالقوة ، دوره في السلطة الفلسطينية،

يُظهر مقطع فيديو إحدى الجيبين وهي يسرع  بعيدًا ، والشبّان يرشقونها بالحجارة ، وبعد ذلك ، أثناء القيادة بسرعة ، يُفتح باب الجيب فجأة ويطلق الجندي الجالس بجانب السائق النار على الشباب،يبدو أنه أطلق ثلاث رصاصات ، وفقًا لشهود عيان ، ومن المستحيل على أي حال التصويب بهذه الطريقة السريعة الحركة،

سألنا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع ما إذا كان إطلاق الذخيرة الحية أثناء القيادة بسرعة وفي حالة عدم وجود خطر على الحياة يفي بمعايير التعليمات بفتح النار ، فأجاب المتحدث:

أصابت إحدى الرصاصات قلب عساف، سقط على الفور على الطريق ، وانفجر الدم من فمه، قفز ابنا أخيه نحوه لكنهما لم يستطيعا فعل أي شيء،

ويبدو أن الرصاصة انفجرت في جسده وأطلقت عليه أسماء، واصل الجنود رحلتهم ، فلماذا مات حتى لم يتباطأ، تم استدعاء سيارة إسعاف فلسطينية ، وكان الفريق لا يزال يحاول إحياء عساف ، لكنه وصل إلى مستشفى رفيديا في المدينة وكان قد مات بالفعل،

مراد اشتية ، أحد قادة النضال العنيد في القرية القديمة ضد قطع الطريق المؤدية إلى القرية منذ سنوات ، ومدير لجان التصدي لجدار الفصل حيث يعمل عساف ، كان يسافر مع سائقه في ذلك الوقت، الطريق من نابلس الى رام الله، عند سماعه النبأ ، طلب من سائقه التوقف على جانب الطريق، لم يستطع تصديق أذنيه، يقول إنه لم يتخيل قط أن المدعي العام الممتاز سيُقتل في مثل هذه السن المبكرة، “لقد سرقوا روحه في وقت مبكر جدًا”، فقط بعد مشاهدة فيديو محاولات الإنعاش في عساف أدرك أنه مات بالفعل،

وأثار خبر نشره موقع إخباري إسرائيلي الغضب هنا بشكل خاص: “قُتل على يد قواتنا في نابلس، أصيب الإرهابي بجروح قاتلة في أعمال شغب قرب قبر يوسف وتوفي متأثرا بجراحه بعد إخلائه في حالة خطرة”، محمد الذي دعا إلى الكفاح السلمي – “الإرهابي”،

 

شاهد أيضاً

نشر أسماء الأسرى الستة القتلى وإعادة جثامينهم من غزة

ترجمة أمين خلف الله  معاريف آفي اشكنازي نُشرت صباح اليوم (الأحد) أسماء الأسرى الستة الذين …

%d مدونون معجبون بهذه: