هآرتس / يوسي فيرتر
الثلاثاء الماضي وقبل يوم واحد من التغيير في أوروبا بالنسبة لنا، استدعى “نفتالي بينيت” وزراء الخارجية والجيش والمالية لمناقشة صياغة رد الحكومة على غزو الجيش الروسي لشرق أوكرانيا، الرد الذي لم يصل ولم يضف احتراماً “لإسرائيل” في المجتمع الدولي، كان الافتراض العملي هو أن الروس يجب ألا ينزعجوا، “جيراننا في الشمال” كما يعرّفهم “يائير لبيد”.
لم تكن الآراء في الغرفة موحدة، ولكن فقط في الفروق الدقيقة، أخيراً تم الاتفاق على الإعراب عن دعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، دون ذكر الدولة التي تعرض هذه القيم للخطر، وخلال الاجتماع، ظهرت فكرة لبينت، أراد أن يرى لغة إعلان “إسرائيل” في عام 2014، بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وخرج المدير العام لوزارة الخارجية “ألون أوشبيز” إلى الخارج، وطلب من رجاله تقديم الوثيقة إليه، عندما عاد والورقة في يديه، نظر إليها الحاضرون، وبحسب أحد المصادر فإن النص “مشابه جداً” لما أخرجه الاجتماع الوزاري من يده.
طبعاً ظهر صباح الخميس الحاجة إلى تفاقم رد الفعل، لا توجد دولة طبيعية في الغرب – وخاصة الولايات المتحدة – لم تتوقع أن تدين “إسرائيل” روسيا بكل صراحة.
وزير الخارجية لبيد أكثر تعرضاً من بينيت للدبلوماسية العالمية، وهو على اتصال مستمر مع نظرائه حول العالم، الذين أوضحوا له أن الإدانة هي على أعلى سلم الأولويات.
تقسيم الأدوار بينهما، وتولي دور الشرطي الصالح (أو السيئ)، وأعلن أن “الهجوم الروسي على أوكرانيا انتهاك خطير للنظام العالمي و”إسرائيل” تدينه”، بعد بضع ساعات في حفل تخرج دورة الضباط في الكتيبة الأولى اكتفى بينت بالتعبير عن تعاطفه مع الأوكرانيين، وفي النهاية هو المسؤول عن شؤون أمن الدولة.
يعتمد نشاط “إسرائيل” المكثف في سوريا على حسن نية الروس
كان هناك من لوى أنوفهم في مواجهة الاختلاف الشديد بين ردود الفعل، لكنها رفاهية مخصصة لمقدمي المشورة في ظل أن “إسرائيل” في معضلة سياسية – أمنية لا يعرفها أي بلد، فالولايات المتحدة حليفنا ولديها توقعات، ومن ناحية أخرى، يتواجد الجيش الروسي أيضاً في الأراضي السورية، واضطر صانعو السياسة إلى تحديد أرخص سعر يمكن دفعه للغرب، مقارنة بالأضرار المحتملة التي يمكن أن تكون كارثية في مواجهة الروس.
القول المأثور “السير على النار” هو أوضح مثال على حالة “إسرائيل” حالياً.
كما تمت دعوة “أفيغدور ليبرمان” إلى بعض المشاورات الشهر الماضي، حتى قبل 12 يوماً كان حازماً في تقديره أن بوتين لن يغزو، وقبل شهر في اجتماع لقادة الأحزاب الائتلافية، قدم تنبؤاً مشابهاً وحكم بثقة “لن يحدث شيء”، وأيضاً زئيف إلكين” خرج بالتوقع نفسه لكنه اختلف مع ليبرمان بقوله، قال “لست متأكداً حقاً”.
بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026
بحر من الأخطار: يجب مُراقبة الحُدود البحرية الآن أكثر من أي وقت مضى
بشكل عام، يتم تشغيل كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين بشكل معقول في الوقت الحالي، وتتولى وزارة الخارجية، الشؤون الخارجية، والذي جعلنا ننسى أنه إلى ما قبل لحظة كانت الوزارة عبارة عن فائض، عضو مستنزف وغير ذي صلة في التشكيل الائتلافي، وتمزقت منه أجزاء، وتم منح هذه الوزارة كتعويض لتدليل الوزراء، كما يجب ألا ننسى أنه في انتخابات 2019 علق “بنيامين نتنياهو” لافتات ضخمة من 10 طوابق على جدران قلعة زئيف في “تل أبيب”، مع التسمية التوضيحية: “نتنياهو عصبة أخرى”: في إحداها تم تصويره بجانب فلاديمير بوتين، وفي الأخرى بجانب دونالد ترمب.
المصدر/ الهدهد