جماهير شعبنا الصامد
أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم..
يستمر رباطكم واحتشادكم الكبير على امتداد بوابات قطاع غزة المحاصر للأسبوع الحادي والخمسين على التوالي، ليشهد العالم كله فصلاً من فصول الصمود والتلاحم الشعبي والوطني تحت مظلة العلم الفلسطيني، لتأكدون من جديد أن القرار الوطني والموقف الوطني الموحد في مواجهة الاحتلال سيفشل كل محاولات الالتفاف على حقوقنا وثوابتنا وسيسقط كل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
أيها المرابطون و المحتشدون في ساحات الوطن وميادين العودة..
اليوم تتصاعد الهجمة على شعبنا، مع تصاعد العدوان على أهلنا في الضفة الغربية والقدس، واشتداد الهجمة المسعودة ضد أسرانا في سجون الاحتلال، واستمرار الحصار الظالم على غزة الأبية .. يجب أن نُعليّ صوت الوحدة الوطنية والتلاحم والثبات.
إن الوحدة خيارنا لاستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار ومواجهة الاستيطان والعدوان وحماية أسرانا وأسيراتنا وإسقاط “صفقة القرن” التي تعبر عن منتهى العداء الصهيو أمريكي لشعبنا وقضيتنا.
أيها الصامدون رغم الحصار والعدوان والإرهاب الصهيوني..
إننا من هذه الأرض التي تخضبت بدماء الشهداء والجرحى، وإذ تتفاعل معنا جموع الشعب الفلسطيني التي تعلن اليوم استنفارها في وجه الاحتلال المجرم..
فإننا في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، *نؤكد على ما يلي:*
أولاً: نترحم على أرواح شهداء شعبنا العظيم الذين ارتقوا في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين الشهيد البطل عمر أبو ليلى الذي كسر عنجهية الاحتلال وذلّ الاستيطان في مغتصبة “أرئيل”، والشهدين رائد حمدان وزيد نوري، والشهيد أحمد مناصرة الذين أعدمهم الاحتلال بدم بارد. ونوجه التحية لذويهم وأسرهم. ونؤكد على أن المواجهة هي الخيار لمواجهة الإرهاب والتصدي لجرائم الاحتلال..
ثانياً : نوجه التحية لأسرانا الأبطال الذين يواجهون أبشع الجرائم التي تستهدف صمودهم، ونحذر الاحتلال من أي تصاعد هجماته بحق الأسرى سيقلب الأوضاع رأساً على عقب، فالشعب الفلسطيني لن يترك أسراه يواجهون هذه السياسات العنصرية المتطرفة التي يتزعمها الإرهابي المجرم “جلعاد أردان”، إننا لن نسمح بأن يكون الأسرى وسيلة في بازار الانتخابات الصهيونية. ونعلن من هنا استمرار الإسناد الشعبي والوطني لأسرانا الأبطال.
ثالثاً: نوجه التحية لجماهير شعبنا وأهلنا في الأرض المحتلة عام 48 وندعوهم لمقاطعة هذه الانتخابات التي يبحث الاحتلال من خلالها عن شرعنة لوجوده الباطل ويستخدم الإرهاب والقمع والعدوان والحصار على شعبنا وأسرانا ومقدساتنا وسيلة للوصول إلى السلطة والحكم، لتنفيذ مخططات التوسع والضم والتهويد.
رابعاً : إننا ندين بشدة التصريحات الأمريكية التي تعترف بالسيطرة الصهيونية الاستعمارية على الجولان العربي السوري، إن هذه التصريحات باطلة تهدف لبسط النفوذ والهيمنة الصهيو أمريكية وهي تأتي في سياق مخطط تلمودي وصليبي خبيث لتحقيق حلم إقامة “إسرائيل الكبرى”. إن تلك التصريحات التي بدأت مع نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان القدس عاصمة للكيان، هي تصريحات باطلة من بدئها لمنتهاها، ولن تغير من الواقع شيئا، ولن تمنعنا من مواصلة العمل لتحرير كل شبر من أرض فلسطين والأرض العربية المحتلة.
خامساً: نؤكد على استمرار التحشيد والاستعداد لمليونية الأرض والعودة التي ستكون في الثلاثين من مارس، ونهيب بكل التجمعات الفلسطينية والمؤسسات الوطنية والشعبية بالعمل الفاعل لإحياء مناسبة يوم الأرض، والمشاركة في كافة النشاطات التي تواكب مليونية الأرض والعودة التي ستنطلق في كافة مناطق فلسطين. مع التأكيد على أن مليونية الأرض والعودة ستكون يوم السبت 30 مارس.
سادساً: لقد تابعنا بثقة تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي اعتمد توصيات اللجنة الدولية الخاصة بتقصي الحقائق ، وإدانة دولة الاحتلال بسبب جرائمها بحق المتظاهرين السلميين ومطالبة التقرير بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين المشاركين في المسيرات. إن هذا التقرير يُعد انتصارا لقضيتنا العادلة ونتيجة لما بذلته جماهير مسيرات العودة من تضحيات. وهو إقرار بمشروعية مسيراتنا.
سابعاً: إننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة والعيش بعزة فوق تراب أرضه، وإننا سنواصل العمل بكل جد وإصرار من أجل كسر الحصار ورفع المعاناة والألم عن أبناء شعبنا وتحقيق عوامل الصمود لشعبنا وتمتين جبهته الداخلية وعلى رأس ذلك العمل على تحقيق المصالحة والوحدة. إننا بصبرنا وثباتنا وصمودنا ومواصلة مسيراتنا ووحدتنا سنكون قادرين على صنع مستقبل أفضل لشبابنا ولأبناء شعبنا. فالحصار والمعاناة لن يظلان قدراً على شعبنا.
ثامناً: ندعو الأشقاء المصريين لمواصلة جهودهم لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإلزام الاحتلال بانهاء الحصار كما تم التوافق عليه وطنياً، والشروع الفوري بتطبيق كافة البنود. ونحذر الاحتلال من استمرار المماطلة والتلكؤ سيؤدي حتماً إلى تداعيات خطيرة سيتحمل الاحتلال كامل تبعاتها. ولن يكون شعبنا وحده من يدفع الثمن.
تاسعاً: في ذكرى معركة الكرامة الباسلة، نؤكد على وحدة المواقف العربية الأصيلة في دعم الصمود الفلسطيني ورفض التطبيع مع الاحتلال الذي كان وسيبقى العدو المركزي لهذه لكل شعوب هذه الأمة.
عاشراً : في ذكرى استشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين نؤكد على ضرورة الحفاظ على إرث الوحدة والمقاومة الذي تركه الشهداء القادة الذين ستظل ذكراهم وصايا تحملها الأجيال المتعاقبة وصولاً للعودة والنصر والتحرير.
وفي الختام: نوجه التحية لأمهات الشهداء وأمهات الأسرى والجرحى، نوجه التحية للأم الفلسطينية التي ربت أبناءها على الصمود ولم تبخل بالعطاء في مراحل النضال والكفاح. فلكل الأمهات سلامٌ وتحية وللأمهات الصابرات في سجون الاحتلال عهد ووعد بالعمل على تحقيق آمالهنّ في الحرية.
ومعاً وسوياً حتى كسر الحصار والعودة والتحرير
الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار
الجمعة 22 مارس آذار 2019م
مرتبط