شعبنا الفلسطيني المجاهد.. أمتنا العربية والإسلامية.
نقف اليوم أمام الذكرى السنوية الخامسة عشرة لرحيل الإمام المؤسس الشيخ أحمد ياسين، الذي قضى هو ومرافقِيه مع مجموعة من المصلين شهداء، بعد قصفهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي أثناء خروجهم من صلاة الفجر، هذا العدو الذي ارتجف خوفًا ورعبًا من شيخ قعيد، وضاق ذرعًا به، بعدما أيقن المحتل أن الإرادة الصلبة والهمة المتقدة بين جنبيّ شيخنا الإمام هي مكمن الخطر، وقد رأى بأم عينه كيف تحولت فكرة في رأس الشيخ إلى حركة قوية ملأت سمع الدنيا وبصرها، وانتقلت في سنين قليلة من حركة صغيرة إلى ذراع صلبة وقوة جديدة؛ ترفد العمل الوطني التحرري في فلسطين.
يعمد الاحتلال إلى اغتيال الشيخ الإمام أحمد ياسين بعد أن يئس من اجتثاث الحركة على مدى أعوام، ظانًا أنه بتغييب الرأس فسيُشل الجسد، إلا أن المحتل أيقن سريعًا بعظيم خطئه؛ إذ تحولت دماء الشيخ إلى وقود زاد من لهيب الثورة، وإلى إصرار جعل من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قوة تُغالب هذا المحتل، وتكسر شوكته وهيبته، وتُحطم أساطير نسجها الاحتلال عن نفسه.
شعبنا الفلسطيني المجاهد.. أمتنا العربية والإسلامية.
لقد بذر الشيخ أحمد ياسين قبل رحيله بذورًا يثمر غرسها لعشرات السنين؛ فها هم أبناؤه وتلامذته يواصلون المسير على أفضل ما يخلف به تلميذ شيخه، ويبدعون في كل ميادين العمل من أجل تحرير فلسطين، وها قد أصبحت اليوم كتائب الشهيد عز الدين القسام جيشًا يقارع المحتل فوق كل شبر من أرض فلسطين، وبات اسمها رعبًا يلاحق الصهاينة في كل مكان على أرضنا المحتلة، ويؤكد لهم مع صبيحة كل يوم جديد ألَّا مقام لكم فوق أرضنا، وأثمان الدم التي كان يدفعها شعبنا وحده لم تعد حكرًا عليه، فصار الصهاينة يذوقون من الكأس نفسها ضربات تعددت وتنوعت، بدءًا من انتفاضة الحجارة، ومرورًا بالعمليات الاستشهادية النوعية التي سطّر أول أمجادها الشهيد المهندس يحيى عياش، وصولاً إلى القدرات العسكرية التي باتت تملكها كتائب القسام اليوم، ولن يتوقف الأمر هنا؛ فالإعداد والاستعداد في استمرار إلى أن تتحرر الأرض، ويرحل المحتل.
شعبنا الفلسطيني المجاهد.. أمتنا العربية والإسلامية.
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي لم تضن ولو للحظة واحدة على فلسطين لا بالغالي ولا بالنفيس، فقدمت قادتها قبل الجند شهداء على طريق التحرير، لتؤكد في هذه الذكرى ما يلي:
1- التحية الكبيرة للشعب الفلسطيني الأبي في القدس والضفة وغزة وفلسطين المحتلة عام 48 ومخيمات الشتات على صمودهم وثباتهم في وجه المؤامرات، وفي مقدمتهم المرابطون في ساحات الأقصى، وأمام بوابات الأسباط والرحمة، والشباب الثائر في الضفة، والمدافعون على بوابات غزة.
2- سنبقى ثابتين على نهج الشيخ المقاوم، فالمقاومة حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي المقدمة منها الكفاح المسلح الذي يمثل خيارًا استراتيجيًا لحماية القضية من المؤامرات، واسترداد الحقوق الوطنية.
3- لقد وضع الشيخ المؤسس قضية الأسرى في أولى أولويات الحركة؛ وبذل في سبيل ذلك كل ما يستطيع من أجل تحريرهم، وقد حملت من بعد حركة حماس الأمانة؛ فكانت صفقة وفاء الأحرار، ومن هنا فإننا في حركة حماس نؤكد أن الاهتمام سيظل منصبًا نحو قضية الأسرى، ولن نسمح للمحتل أن يستفرد بأسرانا، ولن نتركهم وحدهم فيما يتعرضون له من قمع وتنكيل، وسنسلك كل السبل السياسية وغيرها في سبيل نصرتهم وتحريرهم.
4- تؤكد حركة حماس خيار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار حتى تحقيق أهدافها، وتجدد الحركة في الذكرى الأولى للمسيرات وقوفها إلى جانب الحشود الثائرة والجماهير العازمة على كسر الحصار، ورفع الظلم والاضطهاد، وتثبيت حق العودة.
5- في ظل فشل مسار التسوية وما جرّ على قضيتنا من ويلات، فليس من حق أحد أن يفرض هذا المشروع بالقوة، ومن هنا فإننا نؤكد ضرورة وقف العقوبات الانتقامية التي يفرضها عباس ضد أهلنا في قطاع غزة خزان الثورة والبركان في وجه الاحتلال ومشاريع التصفية.
6- إن الوحدة الوطنية القائمة على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، من خلال تطبيق كل الاتفاقيات الموقعة في القاهرة 2011 وبيروت 2017، هي قيمة عليا لدى حركة حماس.
حركة المقاومة الإسلامية “حماس”
الجمعة 22 مارس 2019م
الموافق: 15 رجب 1440هـ
تعليق واحد
تعقيبات: مسؤول بالشاباك يتحدث عن عمليات يحيى عياش وعباس السيد وأبو الهنود ورائد الكرمي - غزة برس