الرئيسية / شئون إسرائيلية / لواء الكوماندوز أخطر على “الجيش الإسرائيلي” منه على الأعداء

لواء الكوماندوز أخطر على “الجيش الإسرائيلي” منه على الأعداء

يدعوت أحرنوت/ إتاي إيلاني

احتل لواء الكوماندوز -رأس حربة القوات البرية “بالجيش الإسرائيلي” – في السنوات الأخيرة عناوين الصحف العبرية، بسبب الكوارث المتواصلة وبشكل رئيسي مقتل ضابطين من “وحدة أيجوز” والذي ينضم إلى الأحداث الصعبة في وحدات ماجلان ودوفدوفان، ويعزو الجنود والضباط الأمر إلى الثقة المفرطة؛ “فقائد الفريق يشعر وكأنه الله”، كما شكل نقص الإشراف من جانب القادة عاملاً آخر؛ كما يعلم الجنود أنهم لن يتم اختبارهم، وأن الثقافة الفاسدة كان لها دور أيضاً؛ “كما أن عمليات الرقابة الخارجية، يشجعونك على الكذب.

تقع قاعدة النبي موسى في نهاية طريق ضيق في صحراء القدس، في مكان ما بين القدس والبحر الميت، إنها منطقة مسطحة ومعزولة، بعيدة عن أي مكان، مكان مثالي لوضع قاعدة تدريب، وتسمح المساحة المفتوحة للقوات المدرعة والمشاة بالتدريب هنا بحرية، والمدى الطويل من المساحات الفارغة هو مكان مثالي للتدريب على مختلف صنوف الأسلحة.

لكن موقع قاعدة النبي موسى يجعله أيضًا كارثي، يتلقى الجنود الذين يأتون إلى هنا إحاطات تحذرهم من سرقة المعدات والأسلحة، والمشتبه بهم المباشرون هم بدو من المنطقة، الذين يتربصون في مناطق التدريب في انتظار ذهاب الجنود إلى الصالة الرياضية، وأحيانًا حتى دون الاختباء، بعد أن يتمكن هؤلاء من حمل المعدات، أحيانًا تحت أنوف الجنود المتدربين، يختفون بسرعة في دروب الصحراء.

قبل ثلاثة أسابيع، وصلت قوة من “وحدة إيجوز” في لواء المغاوير”الكوماندوز” للقيام بجولة تدريبية روتينية في النبي موسى، أقامت القوة التي ضمت ثلاثة فصائل محاربة، معسكرًا مؤقتًا ليس بعيدًا عن القاعدة نفسها، بجوار ساحات التدريب، كان جنود “إيجوز” يدركون حجم السرقات في المنطقة.

على الرغم من ذلك، اختفى يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني جهاز رؤية ليلي من نوع “العين الواحدة”، سعره حوالي 30 ألف شيكل، ولم يكن السعر المرتفع هو ما أثار حماس الوحدة، ولكن حقيقة أنها كانت “معدات قتالية خاضعة للرقابة والسرية”، فهي من معدات “الجيش الإسرائيلي” الذي يحمل رقمًا تسلسليًا، تمامًا مثل السلاح.

وقال ضابط سابق في إحدى وحدات لواء الكوماندوز: “في وحدات مثل “إيجوز”، يتم التعامل مع جهاز الرؤية الليلة على أنها شيء مقدس، إذا فقدته، فسيقوم القادة بمضايقتك حتى تجده”.

ثقة كارثية
في نفس اليوم، انطلقت قوة صغيرة من “إيجوز” لملاحقة مجموعة من البدو الذين كانوا يتجولون في ساحات التدريب، وكان يُشتبه في أنهم من اللصوص المحتملين الذين سرقوا جهاز الرؤية الليلية، وكان من بين الجنود في القوة المقدم “أوفيك أهارون”، الذي انضم إليه أيضًا قائد السرية (مطلق النار لاحقاً)، وبعد 24 ساعة، قتل أهارون وقائد سرية أخرى في الوحدة، الرائد “إيتمار الحرار”، بنيران قائد السرية نفسه.

وشملت المطاردة التي جرت يوم الثلاثاء، إطلاق نار في الهواء، في مرحلة من مراحل المطاردة دخل البدو إلى منطقة عسكرية، حيث تدربت قوة مدرعة على إطلاق الرصاص الحي، مما أجبر جنود “وحدة إيجوز” على وقف المطاردة والسماح للمشتبه بهم بالفرار، وفي اليوم التالي أبلغ الجنود عن سرقة جهاز الرؤية الليلة، لكنهم لم يكن في نيتهم السماح للصوص بالهروب منهم مرة أخرى.

مساء الأربعاء، قرر نفس القائد الذهاب للبحث بالقرب من ميادين الرماية، بهدف القبض على اللصوص وهم في حالة تلبس ولم يأخذ معه سوى سلاحه الشخصي وجهاز رؤية ليلية من نوع “عيدو ” مثبتًا على كلتا عينيه باستخدام رباط ملفوف حول رأسه، وقد لقم سلاحه بعد وضع مخازن رصاص فيه، ووفقًا لشخص تحدث إليه، فقد أطلع قائد السرية الحارس الذي يقف في وسط المعسكر، بجانب جهاز اتصال لاسلكي، ويعمل كنوع من المراسل لنقل الرسائل، على أنه كان متجهًا الى ساحة التدريب.

من المعروف في أبجديات الوحدة أنه عندما تمشي حتى مسافة 300 متر من مخيمك، لا يعتبر خروجاً في مهمة.

وبعد ذلك بوقت قصير، غادرت قوة أخرى المعسكر، لنفس الغرض تمامًا وبنفس الطريقة بدون خوذات وبدون جهاز اتصال لاسلكي، وكان في القوة التي قوامها أربعة أفراد من قادة السرايا في “إيجوز” أهارون والحرار وقائد آخر، وسيحاول التحقيق الجاري حاليًا في “إيجوز” معرفة ما إذا كانت مجموعة “قادة السرايا” قد أبلغت “الحارس وسط المعسكر” أيضًا أنهم ذاهبون في جولة، والواضح أنهم أيضاً نزلوا إلى الميدان دون إبلاغ باقي القوات في المنطقة.

نفس الشخص الذي تحدث إليه قائد السرية (القاتل) يروي ما حدث بعد ذلك، “كان متيقظاً لما حدث في اليوم السابق “سرقة جهاز الرؤية الليلة” والمطاردة التي انتهت بإطلاق نار في الهواء، بينما كان في الميدان، الظلام في كل مكان، سمع فجأة ضوضاء خلفه، يستدير، وفجأة يرى في جهاز الرؤية الليلية عدد من الأشخاص يصوبون السلاح إليه، إنه على مسافة قريبة جدًا منهم، لا يسمح بتنفيذ إجراء اعتقال مشبوه، وسلاحه ملقم والرصاصة في ” بيت النار” ليس لديه وقت لبدء التفكير، “في الوضع الذي نشأ، يرى أنه مستهدف من مسافة صفر، لذلك قام بإطلاق النار”.

أطلق قائد السرية (القاتل) ما بين ثلاث وخمس رصاصات قبل أن يدرك أنه أطلق النار على زملائه في الوحدة، ويبدو أنهم ظنوا في الظلام أن هذا كان لصاً كانوا يبحثون عنه، فوجهوا أسلحتهم إليه، وأطلق عليهم النار، ولأنه ضابط محترف كانت طلقاته قاتلة، ونقل الضابطان إلى مستشفى هداسا في القدس حيث أعلنت وفاتهما.

وأضاف الضابط الذي خدم سابقا في “وحدة إيجوز” “عندما ترسل قوة إلى منطقة معروفة بسرقة أسلحة، وتخبر تلك القوة أن نتيجة سرقة المعدات غير مقبولة، فإنك تدخل في فخ” لذا، سيتعين على لجنة التحقيق معرفة من كان بالضبط القائد المسؤول عن المعسكر، ومن الذي حدد الإجراءات الأمنية، وكيفية الإبلاغ عن مغادرة المخيم وما إلى ذلك، ومما فهمته “ليس من المؤكد أنه كان هناك أي شخص مسئول عن هذه الأمور بالأصل”.

بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026

بحر من الأخطار: يجب مُراقبة الحُدود البحرية الآن أكثر من أي وقت مضى

مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”

ومن المقرر أن ينتهي التحقيق الداخلي الذي تجريه “وحدة إيجوز” الأسبوع المقبل، ثم سيقوم فريق الخبراء بقيادة اللواء احتياط “نعوم تيبون” بعرض استنتاجاته على قيادة الأركان في الوقت نفسه، وستجري الشرطة العسكرية تحقيقا أيضًا، بسبب الاشتباه الجنائي.

كوراث متواصلة
عادت “وحدة ايجوز” للتدريب في هذه الأثناء، وقال قائد الوحدة المقدم “أ”، لرجاله: “على الرغم من صعوبة فقدان القادة والأصدقاء المقربين، فإننا نعود إلى النشاط التدريبي والعملياتي، نحن وحدة يتسم مقاتلوها وقادتها بعقلية استثنائية”.

على الرغم من المرونة العقلية الاستثنائية، فقد هز الحدث وحدة النخبة العاملة في السنوات الأخيرة تحت قيادة لواء الكوماندوز (جنبًا إلى جنب مع ماجلان ودوفدوفان)، وبعد أسبوع من الحادث المميت، قام رئيس الأركان كوخافي بزيارة مقاتلي “إيجوز” وحاول رفع معنوياتهم وأوضح لهم أن منع سرقة الأسلحة يجب أن يتم بطريقة مهنية ووفقًا للإجراءات، ولكن في الوقت نفسه، في وحدة أخرى من لواء الكوماندوز، وقع حادث آخر نتيجة انتهاك صارخ لتعليمات السلامة،

خلال تدريب لوحدة دوفدوفان، قام أحد الجنود بركل قنبلة يدوية، مما أدى إلى انفجارها وإصابة اثنين من رفاقه من الوحدة.

يقول ضابط سابق في لواء الكوماندوز: “في الجيش، تأتي المشاكل دائمًا مرة واحدة “، ولكن المتاعب تطارد لواء الكوماندوز لفترة طويلة، في مارس 2018 قتل الرقيب “شاحر ستروج” من دوفدوفان من رصاصة انطلقت من مسدس زميله في الوحدة أثناء عبثه بسلاحه، وبعد بضعة أسابيع، انطلقت رصاصة من السلاح الشخصي لجندي من “وحدة إيجوز” داخل موقع في شمال البلاد.

وبعد نصف عام جاء دور ماجلان، “إيلي حيوت” جندي في مسار تدريب الوحدة، أصيب بالشلل بعد أن قفز من جيب من نوع “هامر” على كومة من الشجيرات، كجزء من تقليد كان يمارس في الوحدة، وكشف تحقيق نُشر في هذا الملحق “يدعوت أحرنوت” أن جنود وحدة ماجلان حذروا القادة في الوحدة من هذه الممارسة الخطيرة، لكنها استمرت بلا هوادة.

قبل أيام قليلة من إصابة “حيوت”، أصيب مقاتل آخر من ماجلان بجروح خلال تدريب قتال الشوارع المسمى “كراف مجاع”، واشتكى الجندي من ألام بعد إصابته بضربة شديدة في بطنه، لكنه لم يطلب العناية الطبية حتى صباح اليوم التالي، عندما وصل أخيرًا إلى المستشفى، اتضح أنه يعاني من تمزق في الطحال، كما استمرت التدريبات الغريبة في ماجلان حتى بعد إصابة الجندي “حيوت”.

في يونيو 2021، تم ربط مستجدة من الوحدة بسارية علم في القاعدة التي كانت تتدرب فيها، وسُكب على جندي آخر طحينية ومنتجات غذائية أخرى، وقام أحد الملازمين الذين لاحظوا الحادث بإبلاغ قادته بالحادثة، وهذه المرة أخذوا الأمر على محمل الجد.

بعد التحقيق الذي أجراه قائد لواء الكوماندوز آنذاك العميد “كوبي هيلر”، حُكم على قائد الفريق بالسجن 28 يومًا وتم فصله، كما أصيب بعدها بعدة أيام جندي آخر من لواء الكوماندوز أثناء رحلة إلى جبل في غور الأردن وسط موجة حر شديدة، حيث وصلت درجة حرارة جسمه إلى (41.7) درجة قبل العلاج، كما أنه وقبل وقت قصير فقط، أقال “هيلر” ضابطاً آخر في اللواء، هذه المرة من وحدة التدريب في دوفدوفان، بعد إصابته بكورونا، لكنه لم يخبر زملائه ولا مسئوليه عن الإصابة وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن يدخل الضابط في العزلة، إلا أنه ظل قريبًا من جنوده، مما أدى إلى انتشار المرض في الوحدة.

وفي حالة أخرى، دمر حريق 1500 دونم من محمية جبل الشيخ الطبيعية، بعد أن تدربت قوة من إحدى الوحدات في لواء الكوماندوز في الطقس الجاف باستخدام ذخائر متفجرة، وقالت هيئة الطبيعة والحدائق في ذلك الوقت إنها حذرت الجيش من أن مثل هذا التدريب يمكن أن يشعل حريقًا، لكن تم تجاهلها.

تُلقي هذه المجموعة من الحوادث ضوءً سلبيًا على لواء الكوماندوز المرموق، الذي أنشأه رئيس الأركان آنذاك “غادي إزنكوت” في عام 2015، ويهدف إلى أن يكون رأس حربة “الجيش الإسرائيلي” في القتال في أعماق أراضي العدو، فعلى الرغم من أن اللواء يحظى بتقدير كبير ويحقق نتائج مهمة، إلا أنه غالبًا ما يشارك في إنتاج عناوين الأخبار السلبية.

يقول ضابط سابق: “لاحظ أن كل النجاحات كانت للوحدات، وكل الإخفاقات من اللواء، عندما تقتل دوفدوفان “الإرهابيين”، يكون النجاح لدوفدوفان، عندما تحبط ماجلان “هجومًا إرهابيًا” في الجولان، يكون النجاح لماجلان، ولكن عندما يكون هناك خلل، يتم تصنيف لواء الكوماندوز على أنه مذنب”.

يشير تراكم الحوادث التي شوهت لواء الكوماندوز إلى أنه يتدرب بشكل مكثف، كما هو متوقع منه لكنه لا يفعل ذلك دائمًا مع الالتزام بإجراءات السلامة، وبحسب المصادر التي تحدثنا إليها، فإن هذه سمة من سمات الوحدات الخاصة التي تشجع جيناتها على الإبداع والاستقلالية والتصميم.

ثقافة فاسدة
اللواء احتياط “يتسحاق بريك” المفوض السابق لقبول الجنود، أقل تسامحًا بكثير، يقول: “هذه الوحدات لديها ثقافة تنظيمية فاسدة، على الرغم من أنه يخدم فيها رجال جيدين كما أنه في الوحدات الأمامية على وجه التحديد، تتوقع انضباطًا ورقابة وإشرافًا وإجراءات وأوامرًا ملزمة”.

“لكن في الواقع لديهم ثقة بالنفس نحن نعرف كل شيء، ولن يخبرنا أحد بما يجب القيام به، ثم ترى السلوك المتهاون”.

ويعترف ضابط كبير سابق في ماجلان بأن الأمور صحيحة، “عندما تكون قائد وحدة، لا يمكن أن يحدث لك شيء، تشعر وكأنك الله، -حاشا لله- هذه الغطرسة، عندما تُترك بلا إدارة، يمكن أن تكون كابوساً”.

وبحسب ضابط سابق في إحدى وحدات الكوماندوز، “من الواضح أن شيئًا ما في حادثة النبي موسى لم يسير وفقًا للإجراءات، ولا يمكن أن تكون الجولة غير متوافقة، ولا يوجد ملف عمليات، ولا يتم تنفيذ إجراء القبض بشكل صحيح، هناك الكثير من الدفاعات المصممة لمنع صدور تقرير عسكري، بحيث كان من الممكن الاطلاع على واحد منها على الأقل”.

وتتفق مزاعم السلوك الإشكالي في وحدات الكوماندوز مع شهادات جنود في اللواء الذي وصل إلى “ملحق السبت” في يدعوت أحرنوت هذا الأسبوع، وفقًا لأحدهم، فإن الانضباط في معظم وحدات اللواء فضفاض، ولا يتم تنفيذ الكثير من الأوامر لأن كبار القادة لا يضمنون التنفيذ، يعلم صغار القادة والجنود أنهم إذا تجاهلوا الأوامر فلن يعاقبوا، على أي حال، لم يقم أي من القيادة العليا- المنفصلة عن جنودها- بالتحقيق من الأمر.

كما أنه في معظم وحدات اللواء، لا توجد إدارة مناسبة للإجراءات الروتينية، ويتم تنفيذ القليل من الأوامر الصباحية، وأحيانًا لا يتم فحص أسلحة الجنود لعدة أسابيع من قبل قادتهم، لذلك لا يضمن البعض تنظيفها حسب المطلوب، في حين أن سلامة تشغيل السلاح والإلمام بتعليمات فتح النار ليست في أفضل حالاتها”.

 

الكذب والفساد
وبحسب جندي آخر في اللواء، فإنه “تمهيداً للتدقيق (الرقابة) الخارجي يجري إعداد عرض خاطئ لا يعطي صورة حقيقية للوحدة، وعندما تنتهي عملية التدقيق، يعودون إلى الفوضى المعتادة، ويعلم القادة جنودهم كيفية الكذب أثناء عمليات التدقيق”.

وتجدر الإشارة إلى أن “الجيش الإسرائيلي” على دراية بآثار عدم وجود سيطرة فعالة، حتى عام 2015، كان ماجلان ودوفدوفان تابعين مباشرة لقائد الفرقة 98 وفرقة الضفة الغربية، على التوالي، وكانت وحدة إيجوز فقط تابعة للواء (جولاني)، وكان من المفترض أن يؤدي إخضاع كل هذه الوحدات لقائد لواء واحد إلى تبسيط استخدامها للقوة في الحرب، ولكن ليس أقل أهمية من إنشاء معايير موحدة للأوامر وإجراءات السلامة، وتشديد السيطرة على ما يحدث داخل الوحدات وتنظيم طبيعتها الوحشية.

على سبيل المثال، تقرر أن يعمل قائد كل وحدة في الكوماندوز أولاً كقائد كتيبة مشاة، من أجل التعرف على معايير القيادة الصارمة نسبيًا في ألوية المشاة العادية، ومن المشكوك فيه ما إذا كانت هذه الخطوات قد أثبتت نفسها، بعد فترة وجيزة من إنشاء لواء الكوماندوز، وبعد وفاة “ستروج” برصاصة وإصابة بالغة ل”حيوت”، شكل رئيس الأركان لجنة برئاسة المقدم “ايتي فياروف” قائد الكلية العسكرية وفيلق العمق (هي قيادة تشكلت في 2011 لتنسيق عمليات جيش الإسرائيلي طويلة المدى والعمليات في عمق أراضي فلسطين وقطاع غزة) والتي هدفت لفحص الإجراءات النظامية في وحدات النخبة في الجيش، وخلصت اللجنة إلى وجود ثغرات في لواء الكوماندوز “تنعكس في بعض سلاسل التدريب والتأهيل”، وأوصت بإجراء تعديلات في عمليات تدريب وتأهيل القادة والمقاتلين.

يقول مصدر مشارك في عمل اللجنة: “لقد أحضروا رجالاً جادين إلى هناك، بالإضافة إلى “فياروف”، كان هناك أيضاً نائب قائد دورية الأركان العامة- سيرت هرمتكال “، وضابط كبير في وحدة شيطت 13 “نخبة بحرية العدو” وأجهزة أخرى، قاموا بفحص وحدات الكوماندوز من في الخارج وحاول التعمق في كل وحدة، والتساؤل عن جينات وسمات هذا اللواء وكانت هناك محاولة حقيقية لفك رموز المشاكل، ما الذي حدث بالفعل لهذا؟ لكن للأسف ليس لدي أي فكرة”.

 

تهرب من قيادة لواء الكوماندوز
إن لواء الكوماندوز يعاني من مشكلة أخرى ذات أهمية خاصة: ليس من السهل العثور على من يريد قيادتها، وبحسب الضباط السابقين الذين تحدثنا معهم، فإن اللواء أقل جاذبية لكبار الضباط، لأنه معني بالدرجة الأولى ببناء القوة وليس بعمليتها، ويوضح ضابط شارك في آخر لواء كوماندوز “في النهاية يتعامل قائد اللواء مع كتائب (تدريبات اللواء) في مدرسة الكوماندوز” مع التدريبات، “ولكن عندما تخرج إحدى وحدات الكوماندوز في مهمة عملياتية، يكون قائدها هو قائد الوحدة وليس قائد اللواء كما أن قائد اللواء لا يتلقى عملاً ولا يحصد مجداً”.

ووفقًا لضابط سابق آخر من ماجلان، “إن الكوماندوز ليس في الحقيقة لواءً يُعتبر من بين الألوية التي يستحق المجيء إليه، لا يريد الناس الذهاب إلى هناك لأنه مجرد وصفة للمشاكل”.

القائد الحالي للواء العميد “ماني ليبرتي”، هو الأول من قادة اللواء الذين لم يتطوروا في إحدى وحدات لواء الكوماندوز ولم يتول قيادة أي منها، وقد نشأ في كتيبة مشاة “حاروف” في لواء “كفير”، وقاد كتيبة دورية في “ناحال”، وبعد وظيفتين برتبة عقيد كقائد لواء على الحدود اللبنانية وعميد في القيادة الجنوبية تم تعيينه قائداً للواء، وسيتعين عليه الآن حل المشاكل والشروخ التي في اللواء، وتحسين إجراءات السلامة مرة أخرى والتأكد من تنفيذها.

تعبئة قتالية إشكالية
وقال اثنان من الضباط برتبة لواء سابقين “حققاً في حالات إطلاق نار ثنائي في “الجيش الإسرائيلي”، لكن كارثة مثل تلك التي حدثت قبل أسبوعين في نطاقات النبي موسى ليست ممكنة، فقط بسبب خرق إجراءات السلامة أو عدم تنفيذ الأوامر”.

“ولكن إطلاق النار هذا يحدث فقط عندما يكون الجندي الذي يطلق النار في حالة ذهنية تجعله يعتقد أنه يطلق النار على العدو، وتنشأ مثل هذه الحالة نتيجة لعدة طبقات من تراكم التعبئة القتالية التي تلبس على الجندي الذي يطلق النار، وهي في الواقع تعميه عن الواقع الذي هو فيه، وفي حالة قائد السرية في وحدة “إيجوز”، ليس من الصعب رسم ما تتكون منه هذه الطبقات من التعبئة القتالية”.

قبل أقل من عام، حدثت قضية سرقة أسلحة في “إيجوز”، والتي تصدرت أيضًا عناوين الأخبار، خلال قيام جندي من الوحدة وحيداً خلال نوبة حراسته في الجليل، واجه الجندي اثنين من الفلسطينيين خطفوا سلاحه وهربوا، وحاول الجندي الذي كان بدون سلاح محاربة الخاطفين بيديه العاريتين لكن دون جدوى.

بعد الحادثة مباشرة، أرسل قائد سريته العقيد “أ” رسالة عبر “الواتس أب” في محادثة داخلية للوحدة، وكتب فها: “كقاعدة عامة، لا يمكن لمقاتل إيجوز الذي لا يعرف كيف يهزم شخصين في معركة احتكاك بدني وينتزع سلاحه أن يكون مقاتلاً أصيلاً من وحدة إيجوز، لا نسمح بخطف سلاحنا، فقط نسعى للاشتباك المباشر حتى النصر”.

أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا

قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”

يقول ضابط سابق في إيجوز: “من الواضح أن هناك قاسم مشترك بين حادثة الاختطاف وواقعة التقرير”، قائد الوحدة يقول إن «اختطاف السلاح لا يمكن أن يكون» يوجه رسالة للمقاتلين مفادها أن عليهم التحرك بسلاح ملقم، وأن يكونوا في حالة تأهب دائم من أجل الرد بسرعة وبقوة على أي تهديد”.

“المشكلة هي أنه في معظم الحالات، يمكن أن تؤذي هذه الاستجابة السريعة جنودًا آخرين أو مدنيين أبرياء، لأن فرص مواجهة إرهابي ضئيلة، فعندما تصادف شخصًا ما تكون مقتنعًا بنسبة 90% فقط أنه “إرهابي”، تقوم برفع سلاحك للأعلى “لا تطلق النار” لأنه سيكون عليك بعد هذا الموقف تقديم تقريرك العسكري لقادتك”.

يتناسب موقف القائد في “إيجوز” جيدًا ليس فقط مع شعاره كوحدة من النخبة، ولكن أيضًا مع شخصية القائد “أ”، الذي تلقى أثناء خدمته اثنين من ميداليات التكريم بعد قتله في واقعتين مختلفتين اثنان من “الإرهابيين” في غزة قتلوا جنود من وحدة “إيجوز”.

وقال جندي سابق في الوحدة: “هناك صورة أننا في حالة حرب، لوحدة شديدة العدوانية، هذا ليس سيئًا بالضرورة، بعد كل شيء، “وحدة إيجوز” هي وحدة تم إنشاؤها بشكل صريح لتستمر في قتل “الإرهابيين” في لبنان، ولكن يجب ألا يتم تعبئة الجنود بهذه الروح القتالية المتطرفة والتي يعتقد البعض أنها أفضل طريقة”.

بالنسبة له، هذا هو كفاح “مئير هار تسيون”،( جندي من نخبة جيش العدو اعتبره شارون بأنه من نخبة النخبة ) قد يكون تشدد (أ) صحيحًا في ساحة المعركة، لكن ليس في التدريب و الإجراءات الروتينية.

“إنه لأمر جيد عندما تريد تعبئة مقاتلين للقتال بأي ثمن، لكنها قاتلة في النبي موسى أمام اللصوص البدو، على الجيش أن يفكر في نفسه ما إذا كان هؤلاء هم الضباط الذين يريدهم”.

بالإضافة إلى الروح التي غرسها قائد وحدته، تم إرسال الرسائل إلى قائد السرية الذي أطلق النار رسائل من مستويات أعلى بكثير، مما أثر على حالته العقلية، فمنذ حوالي شهرين، أمر رئيس الأركان بتغيير تعليمات إطلاق النار بحيث تسمح أيضًا بإطلاق النار بالذخيرة الحية على لصوص الأسلحة في مناطق التدريب (وليس فقط داخل قواعد الجيش الإسرائيلي، كما كان الحال من قبل).

وجاء تغيير الأوامر بعد ضغوط مورست على رئيس الأركان من قبل سياسيين وجنود الاحتياط، الذين أشاروا إلى ظاهرة سرقة الأسلحة باعتبارها تهديداً خطيراً للأمن القومي، قرار رئيس الأركان جاء مخالفاً لتقرير داخلي للمنظومة العسكرية نشرته صحيفة هآرتس، وأن التغييرات في إرشادات فتح النيران قد تؤدي إلى الاستخدام غير السليم للسلاح والوفيات والإصابات في ظروف لا تبرر ذلك.

صناعة وحوش
هناك طبقة أخرى من الوعي “التعبئة القتالية” جعلت قائد السرية من “إيجوز” متوترًا بشكل خاص، حيث أوضح قائد سابق في وحدة النخبة أنه غالبًا في وحدات مثل “إيجوز”، من الصعب السيطرة على الجنود على وجه التحديد خلال فترة التدريب، “هذه هي الأوقات الصعبة، حيث لا يكون هناك توتر عملياتي، في وحدات مثل دورية هيئة الأركان العامة “سيرت همتكال، شايطيت 13، يعرفون كيف يميزون بشكل واضح بين الروتين والتدريب: عندما لا تكون هناك عملية، يمكنك الذهاب بدون الأحذية وشرب البيرة، ولكن عندما تكون هناك إجراءات معركة، فأنتم جميعًا فيها.

في وحدات مثل ماجلان وإيجوز ودوفدوفان، حيث يوجد نشاط عملياتي مستمر جنبًا إلى جنب مع التدريب، لا يوجد هذا الانقسام (الفصل بين التدريب والنشاط العملياتي الحقيقي) دائمًا، أنت في حالة ترقب طوال الوقت، أنت دائمًا في شجار، لذلك عندما يبحث هذا القائد عن لصوص، فإنه يفعل ذلك بسلاح مّذخر، إنه يعيش في واقع مختلف، حيث كل شيء يمثل تهديدًا، حيث تكون اليد دائمًا على السلاح، ثم عندما يرى شخصيات في الظلام، يتصرف كما في الحرب – ويسحب الزناد”

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: