رغم أن شرطة العدو لا تحقق في أغلب قضايا الاعتداءات التي ينفذها جنود وشرطة العدو ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس المُحتلة، فقد استطاع ستة فلسطينيين من تقديم شكاوى من اعتداءات الشرطة من خلال منظمة حقوقية في كيان العدو حسبما نشرت صحيفة هآرتس العبرية.
وصف ستة من سكان القدس المحتلة، الذين قدموا شكاوى إلى دائرة تحقيقات ضباط شرطة العدو (محاش) في الأشهر الأخيرة، عنف الشرطة الشديد والاعتقالات التعسفية، بما في ذلك إساءة معاملة القُصّر، فيما اشتكت امرأة مُسنة بالغة من العمر 60 عامًا من تقييد يديها وسحبها على الأرض، وقد نجحت منظمة هموكيد في الكيان من تقديم شكاوى بالنيابة عنها.
الشاب “ح” 16 عاما رفض نشر اسمه خوفاً من انتقام شرطة العدو منه، كان يسير بالقرب من باب العامود بالقدس المحتلة، وطلب منه أحدهم التوقف ورفع يده، حيث تبين لاحقاً أنه شرطي، تم تقييده وإلقاؤه على بطنه في حمام بالمكان، وتم الاعتداء عليه لمدة 40 دقيقة، وإجباره على خلع ملابسه وضربه وركله في جميع أنحاء جسده، وأصر رجال الشرطة على خلع سرواله، وصرخوا في وجهه “اخلع ملابسك يا ابن العاهرة” وعندما لم يفعل، قاموا بخلع بنطاله وسراويله الداخلية بالقوة، وهدد أحدهم بالاعتداء عليه جنسياً، وعند مغادرة الحمام فحصوا بطاقة هويته فقال أحد الشرطة المُعتدين، “أوه، عمره 16 عامًا، لا يناسبنا، كُنا بحاجة إلى شخص 19 عاما”، تم إطلاق سراحه، ولا يزال يعاني من مشاكل جسدية ونفسية بسبب هذا الأمر.
الاعتداء بحجة خطأ في الاسم
وفي شكوى أخرى، قال محمد أبو حمص، 18 عامًا، بأنه تم اعتقاله في منتصف الليل بسبب خطأ من قبل الشرطة، وبعد ذلك تم القبض على أقاربه وضربهم، الساعة 2:30 صباحًا، حيث هاجمت شرطة العدو منزل عائلة أبو حمص في حي العيساوية وكسروا الباب، واعتدوا عليه بصاعق كهربائي بعد ضرب الأطفال ومَن في البيت، حيث تبين لاحقاً أن الشرطة أخطأت في الاسم، وتم إطلاق سراحه بعد عدة أيام من التحقيق والاعتداء الجسدي، ولم يحصل على بطاقة هويته، إضافة إلى مصادرة ممتلكات شخصية له، ولم يتم استردادها حتى اللحظة.
وفي شكوى أخرى اعتدت شرطة العدو خلال العدوان الأخير على غزة حيث اختبأ أحمد سليمان (21 عاما) وشاب آخر من مثيري الشغب اليهود، الذين كانوا يهاجمون ويعتدون على الفلسطينيين، ثم وصلت الشرطة إلى مكان الحادث بعد بلاغ كاذب عن فلسطيني يسير في المنطقة يحمل فأسا، حيث تمت محاصرته من قبل شرطة العدو والاعتداء عليه بشدة، وركلوه وضربوه في رأسه وجميع أنحاء جسده بشكل عشوائي، ورفض سليمان التوقيع على وثيقة يعترف فيها بجريمة لم يرتكبها، وبعد تفتيشه تُرك مُلقى على الأرض ينزف من الجروح والكدمات جراء الاعتداء عليه.
جر مُسنة مُقيدة على الأرض
تم تقديم شكوى من قبل سيدة مسنة تبلغ من العمر 60 عاماً اسمها وفية دعنا، حيث تم الاعتداء عليها خلال محاولتها الدخول للصلاة في المسجد الأقصى في عيد الأضحى، وتم تقييد يديها وجرها على الأرض، ورغم كبر سنها وما تعرضت له من الإغماء بسب الاعتداء عليها، واصل ضباط شرطة العدو جرها على الأرض شبه عارية، بعد تمزيق ملابسها ووضعها في سيارة للشرطة، وبعد التحقيق معها في مركز شرطة العدو تم إطلاق سراحها، وطلب منها العودة بعد ثلاثة أيام لاستكمال التحقيق معها، وعندما عادت رفضوا دخولها، ولم يعيدوا لها بطاقة هويتها حتى الآن.
وفي شكوى أخرى اعتدت شرطة العدو على الشاب علي أبو سارة، 24 عاما، من سكان القدس بعد مراجعته ضباطا من شرطة العدو كانوا يعتدون ويضربون صحفية في المكان، حيث ردوا عليه بالضرب المبرح، وتعرض لإصابات شديدة في بطنه ورأسه وظهره، لدرجة أن طبيب مركز شرطة العدو رفض قبوله حتى تم تحويله إلى المستشفى، وادعت شرطة العدو بأنه اعتدى على ضابط شرطة وأصاب شرطية، لكن في اليوم التالي وافقوا على إطلاق سراحه بكفالة، ولم يتم تقديم لائحة اتهام ضده منذ ذلك الحين.
كما اعتدت شرطة العدو على الصحفية آلاء داية، تبلغ من العمر 24 عاما، قبيل اعتقالها بسبب تواجدها في باب العامود، وبعد تهديدها بألفاظ جنسية مختلفة، وعندما طلبت داية من الشرطي أن يتوقف عن تهديدها، مذكرة إياه بأن كاميرا الشرطة على صدره كانت توثق سلوكه، فرد عليها قائلاً: “أنتم ورسولكم اذهبوا إلى الجحيم”، وفي مركز الشرطة حاولوا إجبارها على خلع حجابها، كما اتصلت شرطة العدو بشقيقها لإقناعها بالموافقة على الإخلاء الطوعي من منطقة باب العامود.
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
وقالت جيسيكا مونتيل، المديرة العامة لمؤسسة هموكيد، إن “انعدام الثقة في دائرة تحقيقات ضباط شرطة العدو (محاش) يعني أن قلة قليلة من الفلسطينيين الذين وقعوا ضحايا عنف الشرطة هم على استعداد لتقديم شكوى”، لأن ضباط الشرطة يتصرفون بإحساس الحصانة من المساءلة عن أعمال العنف التي يرتكبونها، لهذا لن تتوقف اعتداءات الشرطة ضد الفلسطينيين في القدس التي أصبحت أمرًا روتينيًا.
المصدر/ الهدهد