هآرتس/ نير حسون
قد تكون المنطقة المحيطة بحاجز قلنديا في شمال القدس أبشع مكان في المدينة، إنها خليط من الجدران الخرسانية الضخمة وأبراج المراقبة ومراكز الحراسة والأسوار والكاميرات، وكميات لا تصدق من القمامة التي تتراكم في كل مكان.
ويقع الحاجز ومطار عطروت القريب في قلب حي فلسطيني من المدينة، وتحيط بهما أحياء بيت حنينا والرام وكفر عقب وقلنديا، ويقع المطار على بعد 4 كيلومترات (حوالي 2.5 ميل) من وسط رام الله وأكثر من ضعف تلك المسافة من وسط القدس.
لكن لم يتم ذكر أي مما سبق يوم الاثنين في جلسة مطولة للجنة التخطيط والبناء الإقليمية، المخصصة لبناء حي يهودي جديد في المطار المهجور، كانت المناقشة كما هو معتاد في مثل هذه الاجتماعات، مشبعة بالتفاصيل المعمارية مثل ممرات الدراجات والمساحات الخضراء وأنظمة النقل.
وسط كل هذه التفاصيل، ضاعت الصورة الكبيرة – بناء حي يهودي كبير على الجانب الآخر من الخط الأخضر، في منطقة لا تعترف بها دولة واحدة باستثناء “إسرائيل” كأرض “إسرائيلية” ذات سيادة.
لخّص هذا الاجتماع الإخفاقات التخطيطية للقدس الموحدة منذ عام 1967، ولا يرى صانعو القرار المدينة كمكان يجب أن يفيد فيه التخطيط والبناء السكان المحليين، ولكن باعتبارها رقعة شطرنج جيوسياسية حيث يكون البناء ضرورياً لخلق فواصل بين حيين فلسطينيين، بأغلبية يهودية أو لإحباط الخطط الدبلوماسية لتقسيم المدينة، كما أنهم يعملون على منع إقامة أحياء فلسطينية جديدة.
والنتيجة غير المفاجئة هي مدينة هائلة لا يمكن السيطرة عليها وبها فجوات كبيرة بين أجزائها الشرقية والغربية.
يمكن لأي شخص أن يبحث عن دليل إضافي على قيام “إسرائيل” بتجاهل ما يقرب من نصف سكان المدينة وأن يجد ذلك في القرار المتخذ في نهاية الاجتماع: تأجيل الموافقة على الخطة أثناء إجراء دراسة الأثر البيئي، ومع ذلك لم يفكر أحد في إجراء دراسة أو القيام بأي شيء على الإطلاق لمعالجة المخاطر البيئية في المنطقة من أجل عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين، ومعظمهم من مواطني “إسرائيل” أو المقيمين الدائمين.
وطالب بالدراسة مسؤولون من وزارتي حماية البيئة والصحة، فقد يكون السبب في ذلك هو أن كلا الوزارتين يرأسهما أعضاء من حزب ميرتس اليساري.
لكن الاحتمال الآخر الذي لا يقل منطقية هو أن مكتب رئيس الوزراء عمل خلف الكواليس لتأخير الخطة لتجنب تفجير لغم أرضي دبلوماسي مع إدارة بايدن، في الوقت الحالي تحتاج “إسرائيل” إلى إنقاذ عاصمتها الدبلوماسية في واشنطن من أجل قضايا أكثر أهمية.
ومع ذلك رفضت لجنة التخطيط اقتراحاً قدمه وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج لإلغاء الخطة والنظر بدلاً من ذلك في إعادة فتح المطار “كمشروع إسرائيلي” فلسطيني مشترك، حيث تحدث فريج عن المطار باعتباره أحد الأصول الاستراتيجية الوطنية التي توفر أيضاً فرصة للفلسطينيين.
تتبع مؤسسات التخطيط الحكومية ووثائق التخطيط نوعاً من التعليمات البرمجية السلوكية، فعلى سبيل المثال من المستحيل تحديد المجتمع الذي يقصد به الحي: عربي أم يهودي أم أرثوذكسي متشدد أم علماني، ولكن لا يحتاج المرء أن يكون محققاً أو مهندساً معمارياً ليخمن بشكل معقول المجتمع الذي تستهدفه الخطة، بناءً على المستندات والمناقشات.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
في “عطروت” الإجابة واضحة، فقد أعد المخططون بناءً على أوامر من لجنة التخطيط البلدية في القدس، مخططاً لبناء منخفض الارتفاع، فلا يزيد عن تسعة طوابق، مع شرفات حيث يمكن للناس بناء sukkahs (السكة)، لقد خصصوا الكثير من المعابد وحتى للمولدات في حالة رغبة المجتمع في قطع الاتصال بشبكة الكهرباء يوم السبت – وهي ممارسة موجودة فقط بين الأرثوذكس المتشددين.
عندما أشار بعض أعضاء اللجنة إلى أن اليهود العلمانيين يعانون أيضاً من نقص المساكن، أجاب نائب رئيس البلدية يعقوب هالبرين من حزب أغودات يسرائيل الأرثوذكسي المتطرف: “الأرثوذكس المتشددون أو غير الأرثوذكس المتطرفين، المهم هو أنهم يهوديون”، قد تكون هذه طريقة فجة – كما قد يقول البعض عنصرية – في التعبير عنها، لكنها تلخص بدقة كلاً من المناقشة ووثائق التخطيط.
المصدر/ الهدهد
4 تعليقات
تعقيبات: هذه هي الوظيفة الجديدة والمرموقة لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين - غزة برس
تعقيبات: شرطة العدو في النقب تخشى مقاومة التيكتوك - غزة برس
تعقيبات: أوراق موقف: اتجاه تراجع ثقة الجمهور في “الجيش الإسرائيلي” - غزة برس
تعقيبات: لماذا يجب ألا تراهن "إسرائيل" على حسين الشيخ؟ - غزة برس