انتشار الجريمة في الجنوب.. لا تأتي للتصوير – تغيير السياسة هو المطلوب: رسالة مفتوحة من أحد سُكان النقب إلى بينت

ترجمة الهدهد
“إسرائيل اليوم” ديفيد بيرتس

ملاحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه

مرحبا السيد رئيس الوزراء، سعيد لأنك عثرت أخيرًا على بئر السبع في مدينة وايز (‏هو تطبيق محمول يعمل على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية التي تدعم نظام التموضع العالمي)، فقد حان الوقت حقًا لاكتشاف الحياة جنوب “جفعات شموئيل”.

لكن اترك الهراء، هل وصلت؟ أهلاً وسهلاً! آمل أن يكونوا قد استقبلوك بضيافة بئر السبع والسبانخ الساخنة المليئة بالسكر، لأن هذا يتعلق بالشيء الوحيد الجميل هنا الآن.

الكل يعلم أن الوضع في الجنوب على الوجه والبطن وخاصة على الركبتين (متدهور جداً). يمكنك المجادلة وتسال متى بدأ الإهمال، لكنك قلت إنك تتحمل مسؤولية وأتيت للعمل – مبتز!

لكن عندما تأتي إلى هنا وتقول “ميليشيات” وكأنها شيء سيء، ثم تتحدث عن الجنوب بلغة الغرب المتوحش – فنحن في ورطة، لأنه يمكنك القيام بالأمرين معًا.

كما ترون هذه “الميليشيات”، مثل الحافلة التي رجمها فتى بدوي بالحجارة، هي نتيجة التردد الذي يرافق جنوب البلاد منذ زمن سحيق، ولطالما كان لدينا مستقبل ونقب جنوبي عالق في الرمال.

وعندما ينظر “رئيس الوزراء” إلى رهط، وهي مدينة فيها الكثير من الأمم في “إسرائيل”، ثم يقول “إننا بحاجة إلى الانتقال من الدفاع إلى الهجوم”، أشعر بالقلق يا نفتالي.

وبالفعل هناك جريمة مزدهرة هنا وأعمال عنف متفشية، وهذا يرجع إلى حقيقة أن الجنوب بلد بعيد عن العين وبعيد عن القلب وبعيد عن جيب الحكومة على وجه الخصوص.

وهذا هو الموضوع: “قضية النقب” ليست بدوية وليست قضية جنوبية وليست قضية محلية، هذه قضية حكم في أراضي هذا البلد، أو بالأحرى غيابها.

طيلة هذه السنوات صرخنا وقلنا مرة أخرى إنهم إذا وفروا شيكل على مركبات الشرطة، فسيستثمرون مائة شيكل في وحدات خاصة، وحيث يخفضون شيكل في التعليم، فإنهم سيدفعون مائتي شيكل لـ ” للشاباس”. “مصلحة سجون العدو”

وأولئك الذين لا ينتحرون من أجل تعليم أبناء رهط سيحصلون على مفجرين انتحاريين من انتاج الكليات في المناطق ” الضفة وغزة “، لكنهم لم يستمعوا، ما العمل…. انه بعيد جداً…

لطالما كان الجنوب دولة مُختلفة، لأن هذه هي الطريقة التي تم بها معاملته، لقد وقفتم متفرجين عندما سقطت الصواريخ، ولكن فقط عندما وصلت “تل أبيب” – تغير شيء ما.

وهذا أكثر ما يخيف عندما تقول إن قانون بئر السبع ورهط هو قانون “تل أبيب”، أتذكر شخصًا في الجنوب قال إن “قانون نتساريم هو قانون تل أبيب”، ونحن كلانا نعرف كيف انتهى الأمر.

شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس

شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

تريد حل المشكلة؟ الخطوة الأولى، افعل كملك للمغرب، تعال للعيش هنا في بئر السبع لمدة شهرين، وأقم في عطلات نهاية الأسبوع في “يروحام”، وعندها ستفهم أيضًا أن الجنوب لا يحتاج إلى تنمية وزراعة – إنه يحتاج إلى تغيير في السياسة.

إنه يحتاج إلى استثمار حقيقي فيما نقوم به نحن “الإسرائيليين”، يحتاج إلى الشرطي الذي يحرسني حتى لا يضطر إلى الانتظار ثلاثة أشهر للحصول على طبيب عيون لابنته، وكل من أصيب بنوبة قلبية في “متسبيه رامون” الساعة الواحدة بعد الظهر يحكم عليه بالإعدام لعدم وجود وحدة عناية مركزة.

نحن بحاجة إلى حقوق مدنية متساوية، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى سياسة تحكم “تل أبيب” مثل قانون بئر السبع ورهط، إما أن يكون الجنوب مثل الدولة كلها، أو يكون البلد كله جنوباً، أو بعبارة أخرى لا تأت لزيارة رئيس الوزراء – ابق هناك بعيداً.

المصدر/ الهدهد