تتعرض قرى جنوب نابلس، ولا سيما تلك المحاذية لمستوطنة “يتسهار”، لاعتداءات على يد المستوطنين، وبالأخص ما يعرف بـ”فتيان التلال”، تتسع حدتها مع بداية موسم قطاف الزيتون.
ودشّن مستوطنون موسم قطف الزيتون لهذا العام، بقطع العديد من أشجار الزيتون المثمرة، والتي تعود ملكيتها للمواطن “أكرم عمران”، من بلدة بورين جنوب نابلس.
ويؤكد المزارع “عمران” لـ”قدس برس”، أن “المستوطنين تعمدوا قطع الأشجار بهذا الوقت تحديدا، لأنهم يعلمون أن خسارة موسم الزيتون تعني الكثير بالنسبة للمزارع الفلسطيني”.
وفي التفاصيل، يقول: “قبل عدة أيام توجهت إلى أرضي بنية تفقدها ومعرفة احتياجاتها قبل بداية موسم الزيتون، فإذا بي أتفاجأ بأن العديد من الأشجار المثمرة، قد تعرضت للقطع على أيدي المستوطنين”.
وأضاف: “لا يكاد يمر عام إلا ونتعرض لاعتداء مماثل من المستوطنين، وتحديدا فتية التلال اليهودية، الذين ينشطون في إيذاء المواطنين، استكمالا لكل الممارسات الإجرامية”.
عقلية إجرامية
أما المواطن “نمر عيسى”، أحد أصحاب الأراضي التي تعرضت للحرق من قبل مستوطني “يتسهار”، فيقول إن “جريمة المستوطنين هذه المرة كانت حرق الأراضي الزراعية بما فيها من أشجار الزيتون، تزامنا مع بداية قطف الثمار عنها”.
وأكمل: “توقيت المستوطنين لا يعبر عن الأحقاد فقط، بل عن الروح الإجرامية لديهم، كونهم يعرفون أن هذا الموسم يشكل ركيزة أساسية في الحالة الاقتصادية لكثير من المواطنين”.
ويضيف: “غالبا ما تتعرض العائلات الفلسطينية خلال مواسم قطف الثمار للاعتداءات، بالضرب وإطلاق النار من قبل مستوطنين بحماية من الجيش الإسرائيلي”.
مخاوف واستياء
أما المواطن “فريد نصار” من بلدة مادما جنوب نابس، فأعرب عن مخاوفه من تعرض محصول الزيتون للسرقة، وأضاف: “هناك أراضٍ لا نصل إليها إلا من خلال تنسيق مسبق بين السلطة والاحتلال، ولأيام محددة فقط”.
ويتابع: “نخشى من تعرض ثمار الزيتون للسرقة، ككثير من الأعوام السابقة”.
وأعرب “نصار” عن استيائه من ضعف التعاطي الرسمي مع ما تتعرض له قرى جنوب نابلس من جرائم، وتابع: “رغم كل ما يجري؛ فإننا لا نجد أي حراك رسمي من قبل السلطة، كإقامة مشاريع لدعم المزارعين، أو حتى تعويضهم عن الخسائر الفادحة”.
الخشية من القادم
ولم يستبعد، مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس، غسان دغلس، في حديثه لـ”قدس برس” أن “تشهد الأيام القادمة مزيدا من الجرائم، سواء بحق الشجر أو البشر أنفسهم، كون تلك الاعتداءات تتم تحت أعين جنود الاحتلال ومعرفتهم، دون أي رادع لهم”.
وقال دغلس إن “ما شهدته بورين خلال الأيام القليلة، هو بداية المسلسل السنوي الذي تشهده قرى جنوب نابلس، ودائما ما نجده مغموسا بالدم نتيجة جرائم المستوطنين التي تستهدف المواطنين وأراضيهم الزراعية”.
ولفت “دغلس” إلى أن مجموعة “فتية التلال”، علاوة عن نشاطها الإجرامي خلال السنة كاملة، إلا أنها تصعد من اعتداءاتها بحق المزارعين وأشجارهم، تزامنا مع موسم قطف الزيتون.
وذكر “دغلس” أن “جرائم المستوطنين تتنوع بين حرق الأشجار تارة، أو قطعها وتكسيرها تارةً أخرى، وصولا إلى سرقة محصولها من خلال قطف ثمارها بشكل كامل، مستغلين غياب أصحابها عنها”.
وأشار “دغلس” إلى أن “هناك مناطق زراعية تعود للأهالي في قرى مادما وعصيرة القبلية وبورين وعوريف، لا يستطيع السكان الوصول إليها بسبب منعهم من قِبل جنود الاحتلال، وفي حال وصلوا إليها؛ فإنهم يجدون الأشجار قد تعرضت للسرقة أو للتخريب”.
وتجدر الإشارة إلى أن عصابات “شبيبة التلال” أو “فتية التلال” تعد من أكثر عصابات المستوطنين إجرامًا، حيث تقف خلف أكثر العمليات دموية وإجرامية، مثل إحراق عائلة “دوابشة” في قرية دوما في 2015، وإحراق الطفل محمد أبو خضير في القدس.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كلٍّ من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 مليون شجرة مثمرة، إضافة إلى 2.5 مليون شجرة غير مثمرة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية.
وتشكل مبيعات الزيتون والزيت 1 بالمئة من الدخل القومي العام الفلسطيني.
المصدر/قدس برس