كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أن الحوارات مع دولة الاحتلال بوساطة عدة أطراف أبرزها مصر، حول إنجاز صفقة تبادل أسرى “ما زالت تراوح مكانها”.
وقال العاروري في حوار مع “الجزيرة نت”، إن “الاحتلال حاول مع نهاية معركة سيف القدس، أن يكون موضوع الأسرى جزءا من وقف إطلاق النار وفك الحصار عن غزة، نحن رفضنا هذا الأمر، انطلاقا من أن موضوع صفقة التبادل غير مرتبط بأي شيء آخر، ما زالوا إلى الآن يطرحون هذه الأفكار، لكن موقفنا واضح بأن موضوع الأسرى مسار لوحده”.
وحول قضية الانتخابات الفلسطينية، قال: “لسنا متفائلين بشأن إجراء الانتخابات في القريب”، وكشف أن “قوى إقليمية ودولية جاءت إلى رام الله وضغطوا لعدم إجراء الانتخابات، وقالوا بوضوح إن إجراء الانتخابات ستكون عملية انتحارية، وإن حماس ستفوز بها”.
وأضاف: “السيد أبو مازن قرر التراجع عن الانتخابات بعدما اتفقنا عليها، واتخذ موضوع القدس ذريعة تحت شعار لا انتخابات دون القدس، ونحن نقول لا انتخابات ولا حل دون القدس، لكن لماذا نخوض المعارك في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح، ثم نريد إذن الاحتلال من أجل إجراء الانتخابات.. يمكننا أن نجري الانتخابات في قلب القدس ورغما عن الاحتلال، فلتحدث معركة وليهاجم الاحتلال شعبنا وهو يمارس حقه الديمقراطي”.
وفي سياق آخر، اعتبر العاروري أن “هناك معادلة في الضفة يجب أن تكسر”، وهي “التعلق بأوهام التسوية والحل السياسي، وما يترتب عليه من تنسيق أمني وتعاون وتقييد لقدرات شعبنا”.
وتابع: “اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس، وكان الموضوع الفلسطيني هامشياً تماماً في حين كان الموضوع الأساسي هو موضوع إيران”.
وأضاف: “شعبنا في الضفة المرة تلو الأخرى ينهض ضد الاحتلال، ويقاتل ويثخن ويقدم الشهداء، هذا يعني أن أفقنا مستمر في أن نقاتل حتى نقتلع الاحتلال”.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
وقال: “تغلغل الاحتلال في الضفة إلى جانب الاستيطان والوجود العسكري والوسائل التقنية الحديثة، يضع تحديات أمام عمل المقاومة، ثم هناك الحصار، فالضفة مغلقة من كل الجوانب، يحيطها الاحتلال من 3 جهات، الشمال والغرب والجنوب، والاحتلال موجود داخل الضفة كمستوطنين بمئات الألوف، وكجيش أيضا بأعداد كبيرة، وهذا يشكل تحديا حقيقيا كبيرا، ومع ذلك ينهض شعبنا في كل مرة من الرماد ويقود انتفاضات عارمة تدفع الاحتلال إلى الوراء، لذلك ستستمر المقاومة والانتفاضات مستقبلاً”.
وأردف العاروري قائلاً: “خلال معركة سيف القدس خرج أبناء شعبنا يوميا في كل قرية ومدينة ومخيم بالضفة، وبكل فصائله إلى الشوارع مؤيدين للمقاومة ويهتفون لها، وخلال 10 أيام قدموا 32 شهيدا ومئات الجرحى”.
وعن العلاقة مع النظام السوري، أوضح: “لا يوجد الآن علاقة مع النظام في سوريا، ولا يوجد أي تطور أو تحرك أو اتصالات في هذا الشأن، وموقفنا المعروف هو أننا لا نتدخل في الصراعات التي تجري داخل الدول العربية أو بين الدول العربية، لأنه ليس من المصلحة أن ننخرط في هذه الصراعات ونترك الاحتلال يعيش بسلام، من الأفضل لنا أن نبقى متفرغين لمقارعة الاحتلال”.
ورداً على سؤال حول العلاقات مع إيران، قال: “الاتجاهات الإستراتيجية لإيران في سياساتها الداخلية والخارجية مستقرة، والتغير في الإدارات عن طريق انتخاب الرؤساء، إصلاحي أو محافظ، لا يشكل خروجا عن خط الثورة والجمهورية في إيران، لكن هي اجتهادات داخل المنظومة”.
وأضاف: “المنظومة الجديدة هي أكثر انسجاما مع مفاهيم المقاومة عندنا، مقارنة بالمنظومة السابقة ممثلة بالرئاسة، علاقتنا مع إيران ظلت جيدة وممتازة وفي المرحلة القادمة نتوقع أن تكون أكثر متانة”.
المصدر/قُدس الإخبارية