أكدت مجموعة “محامون من أجل العدالة” في الضفة الغربية، أن اعتقالات واستدعاءات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تجاه النشطاء والطلبة لم تتوقف على الرغم من محادثات حركتي فتح وحماس وانطلاق الحوار الوطني في القاهرة.
وقال مدير مجموعة “محامون من أجل العدالة”، مهند كراجة، يوم الثلاثاء: إن اعتقالات رُصِدت صباح اليوم لطلاب في جامعة النجاح بمدينة نابلس على خلفية سياسية.
وأشار إلى أن الاعتقالات لا تقتصر على النشطاء أو من تدعي أجهزة أمن السلطة في كثير من الأحيان أن لهم دورًا عسكريًّا وأنهم مطلوبون للاحتلال، بل تصل إلى الأطفال أو ما يعرف بالأحداث.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
حماس ترفض مقترح اسرائيلي لصفقة تبادل أسرى مقابل مشارع اقتصادية بغزة
وشدد المحامي كراجة على أنَّ الواقع في الضفة يشير إلى أنه لا توجد خطوط حُمر، وأن عملية الاستدعاء والاعتقال السياسي من الممكن أن تتصاعد. وأكد أن هذه الحالة تضع علامات استفهام مستقبلية كثيرة على عملية الانتخابات إن حدثت فعلًا.
وتساءل كراجة: “هل ستكون في ظل الواقع الملموس مساحة حقيقية لفصيل مثل حماس أن يتحرك سياسيًّا في الأشهر القادمة ويمارس دوره في الدعاية الانتخابية من دون ملاحقة لعناصره والناشطين فيه؟”.
وأوضح أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت مؤخرًا أشخاصًا بسبب استقبالهم محرَّرًا، في حين استدعت واعتقلت آخرين لأنهم شاركوا هذا الاستقبال على حساب الفيس بوك بالصور أو بالبث المباشر.
وأضاف متسائلًا: “كيف سيستطيع في ظل هذه الحالة أن يرفع شخص راية ويمارس الدعاية الانتخابية؟”.
وبشأن وجود أعداد موثقة للمعتقلين لدى أجهزة أمن السلطة في الآونة الأخيرة، قال كراجة: “لا يمكن لأي جهة أن تحصر ذلك، لأسباب تتعلق بالمعتقلين أنفسهم، والذين يرغب عدد منهم بالتكتُّم على ما جرى معهم، خوفًا من التهديد”.
وأكمل: “وبعض الأهالي يمتنعون عن الحديث عن اعتقال ذويهم، بسبب خوفهم على مصلحة ما كالوظيفة، في حين يتواصل بعض المعتقلين بعد خروجه من الاعتقال ليروي ما حدث معه بالتفاصيل”.
وشدد كراجة على أن كل هذه الأشياء تتطلب وقفة حقيقية “لمعرفة الطريق التي نسير فيها وكيف ستنتهي، في ظل حوارات القاهرة”. وأكد أن أجواء الاعتقالات والاستدعاءات تلقي بظلال سلبية على ملف الانتخابات وحوار الفصائل، ويجب ألَّا يمر هذا الملف مرور الكرام لدى المتحاورين. وأرجع المحامي كراجة ذلك إلى استمرار الاعتقالات، إحدى أبرز خطوات تهديد وفشل العملية الانتخابية برُمتها، لكن إذا ما حُلَّ هذا الملف فإن العملية الانتخابية من الممكن أن تنجح.
المصدر/ فلسطين