يا جماهير شعبنا الصامد المرابط
أيها الثائرون في وجه القمع والإرهاب الإسرائيلي ..
أيها المنتفضون في القدس وغزة ورام الله ..
تحية لكم من هنا من أرض الرباط والصمود، من على تراب غزة التي لم يكسرها الحصار ولم توهن عزائمها المؤامرات المتوالية التي تستهدف الصمود والمقاومة ..
اليوم تخرجون دعماً وإسناداً لصمود المقدسيين الأبطال الذين يستبسلون في حماية الأرض والمقدسات ويواصلون رباطهم المقدس على أسوار القدس وبواباتها وفي ساحات مسجدها الشريف، يحمون مصلياته ومصاطبه وأبوابه من أحقاد المتطرفين الصهاينة الذين يحاولون شطب حضارتنا وتاريخنا، ويعتدون على حرمة الزمان والمكان في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
إننا اليوم نقول لهم من هنا، من أرض غزة التي تنزف دماً وليسمعنا كل المتآمرين والمتواطئين، لتسمعنا رؤوس الشر والإرهاب في الكابينت والكرياه والمتصهينين في البيت الأبيض وكل من تحالف معهم، إن القدس والمسجد الأقصى المبارك خط أحمر، وإن المساس بهما يعني أن الشعب الفلسطيني كله سيكون في مواجهة واحدة ومعركة واحدة لن يتخلف عنها أحد ولن يتقاعس فيها أحد عن أداء الواجب الأقدس والأشرف والأطهر دفاعاً عن هويتنا الدينية والوطنية والحضارية والتاريخية، ودفاعاً عن وجودنا الأزلي في هذه الأرض التي تلفظكم أيها الصهاينة الغاصبون الغرباء.
يا جماهير شعبنا الثائر المنتفض.. ها هي مسيراتكم تقترب من نهاية عامها الأول لتدخل عامها الثاني، ولا زلتم تلتفون حول قيادتها، متحملين المسؤولية الوطنية تجاه كل قضايا الوطن، فهذه المسيرات لا تقتصر أهدافها ومطالبها ونضالاتها عند كسر الحصار والعودة فقط، بل تحمل هموم الفلسطيني أينما وجد.
لقد شكلت هذه المسيرات أملاً متجدداً لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت ولا زالت سداً منيعاً في وجه كل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا، وفي مقدمة هذه المؤامرات ما تسمى بصفقة القرن، ومشاريع التطبيع الخياني وغيرها من المؤامرات.
وحافظت المسيرات على التراث الوطني والنضالي من خلال العمل على تجسيده في كل مناسبة ولحظة وفي كل فعالياتها وأدواتها التي شكلت ملحمة وطنية رائعة من ملاحم الثبات والصمود.
وها هي مسيراتنا تستمر وتتواصل بكم ومعكم، رغم كل ما يواجهها من تحديات، ورغم حجم التضحيات التي تتوالى.
يا جماهير شعبنا وأمتنا المجيدة .. إننا إذ نوجه التحية لأرواح شهدائنا الأبطال ولجرحانا الميامين وأسرانا البواسل .. فإننا في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، نؤكد على ما يلي:
أولاً: نوجه التحية لأهلنا وجماهير شعبنا المرابطين في القدس والمسجد الأقصى ونبارك لهم استعادة وفتح مصلى باب الرحمة، ونقول لهم نحن معكم وبجانبكم، لن نفرط في حقنا في ذرة من تراب القدس، ولن نستسلم أمام هؤلاء المجرمين الغرباء الذين جاؤوا يسرقون منا الحياة والأمل والسكينة في الوطن.
كما نوجه التحية لأسرانا البواسل الذين يواجهون القمع والإرهاب الإسرائيلي الممارس بحقهم، ونطالب بأوسع تحرك شعبي بالضفة والقدس وغزة لدعم وإسناد لهم، ونحذر الاحتلال من استمرار سياساته العدوانية بحقهم.
ثانياً: نرحب بالتقرير الأممي حول الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المشاركين في مسيرات العودة، ونطالب بمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة، كما نطالب بوقف كل أشكال التعاون العسكري مع الاحتلال بما في ذلك وقف تصدير السلاح له.
ثالثاً: نهنئ عوائل الشباب الذين تم الافراج عنهم بالأمس، بعد جهود واتصالات مع الأشقاء المصريين الذين نشكرهم على استجابتهم لهذه الجهود التي تعزز وتوثق العلاقات المشتركة بين الشعبين الشقيقين.
رابعاً: نطالب السلطات الليبية الشقيقة بالإفراج الفوري عن الفلسطينيين الأربعة الذين جرى محاكمتهم بتهمة دعم المقاومة!! وهذه سابقة خطيرة فالمقاومة شرف وفخر للأمة، ونحن على ثقة بأن الشعب الليبي الشقيق لا يمكن أن يقبل بهذه المحاكمة المدانة والمرفوضة.
خامساً: نشكر الفريق الطبي المصري المتواجد على أرض غزة لمتابعة أوضاع المصابين والجرحى والمرضى، وندعو لاستمرار الجهود المصرية والعربية لدعم صمود شعبنا ورعاية جرحاه ومصابيه.
سادساً: نؤكد على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، وندعو شعبنا للمشاركة في مسيرات الجمعة القادمة تحت عنوان: “جمعة المرأة الفلسطينية” الذي يوافق يوم المرأة العالمي، وذلك احتفاءً وتقديراً لصمود المرأة الفلسطينية ووفاءً لنضالاتها، ونصرة للاسرى الابطال في سجون الاحتلال.
سابعاً: نهنئ الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بذكرى انطلاقتهم الخمسين، كما نهني الرفاق في حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” بانطلاقته الـ 29، ونؤكد على استمرار العمل على تجسيد الوحدة الوطنية من خلال الانخراط الواسع لمختلف فصائل العمل والإسلامي في الحالة النضالية والكفاحية ضد الاحتلال.
ثامنا: نهنئ الرفيقة المناضلة خالدة جرار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادية البارزة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني بالإفراج عنها من سجون الاحتلال الصهيوني، كما نهنئ الأخ المجاهد إياد أبو هاشم بالإفراج عنه بعد تعنت الاحتلال الذي حاول المماطلة وإبقاءه في السجن، لكنه رضخ صاغراً إثر صمود الأسرى ودعمهم.
لتتواصل مسيراتنا ويتواصل النضال والكفاح الوطني من أجل الحرية والعودة وكسر الحصار.
المجد لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا البواسل
الشفاء لجرحانا الأبطال
ومعاً وسوياً حتى النصر والتحرير
الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار
قطاع غزة 1 مارس/ آذار 2019م