أكد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أن كل الوسائل مشروعة لمواجهة الاحتلال الصهيوني وإفشال مخططه لضم الضفة الغربية المحتلة، معلنا أن حركته تتحرك في ثلاثة نطاقات لمواجهة المخطط.
وقال العاروري، في مقابلة بثتها قناة الأقصى مساء الاثنين، “سنسلك كل الطرق لمواجهة خطة الضم، ونعدّ ما يجرى تصعيدًا خطيرًا. نتكلم عن الضفة الغربية والمسجد الأقصى ومحيط القدس، شيء خطير جدا يستحق أن نبذل كل شيء”.
وأشار إلى أن الاحتلال يتجه إلى إجراء عمليات ضم في الضفة الغربية بغض النظر عن المساحة والموقع، وهذا ما نحذر منه.
هل يعود الارباك واطلاق البالونات ضد الاحتلال في قطاع غزة؟
ملحم: سجيل أكثر من 70 حالة كورونا منذ إعلان الحكومة تخفيف إجراءات الإغلاق
الشرطة بغزة تقبض على لصوص حقائب نسائية وجولات
رؤية حماس
وحول رؤية حماس لمواجهة المشروع الصهيوني، أوضح القيادي الفلسطيني أن حركته تتحرك على عدة نطاقات؛ الأول العمل السياسي والدبلوماسي والتواصل مع كل الدول لشرح ما يجرى وما سيترتب عليه في فلسطين والمنطقة حيث يجد العالم حالة خطيرة وتداعياتها خطيرة.
وذكر أن قائد الحركة إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع 40 دولة وجهة لكي يأخذوا مسؤولياتهم في هذا الصدد.
وبين أن النطاق الثاني؛ العمل الوطني ويتمثل في طرح حماس موقفا واقعيا جدا. وقال: “نواجه مشروعا حاسما لمستقبل المشروع السياسي للسلطة وحركة فتح؛ لأنه تطبيق خطة الضم ورؤية ترمب يعني نهاية مشروع السلطة. لسنا في باب التلاوم ونقول: تعالوا نتوصل لبرنامج وطني مشترك نقوم جميعا بالعمل المشترك من خلاله في مواجهة مشروع الضم في كل ساحات الوطن”.
وأضاف: “هناك برنامج خاص وتحركات جماهيرية متفق عليها في جميع المناطق لرفض مشروع الضم”.
وتابع: “نعبر عن رغبتنا واستعدادنا للعمل المشترك مع الكل الوطني لمواجهة مشروع الضم، ونريد أن يكون هناك أقوى حضور شعبي لمواجهة عملية الضم”.
وأشار إلى أن السلطة ومنظمة التحرير جزء من شعبنا، ولا نملك خياراً إلا أن نتماسك ونعمل معاً ونشجع بعضنا على الخطوات الصحيحة.
وقال العاروري: نحن نؤيد ما تقوم به السلطة ومنظمة التحرير من جهد سياسي ودبلوماسي لمواجهة عملية الضم، لكننا نعوّل على الحراك الجماهير المتصاعد الذي يتحول لثورة شعبية ضد الاحتلال في كل مكان أكثر ما نعوّل على الحراك السياسي والدبلوماسي.
ودعا إلى استثمار هذا الحدث لتصويب أوضاعنا الداخلية، وأن نكون تحت سقف واحد في منظمة التحرير؛ لتمثل كل الشعب الفلسطيني وتعبر عن مواقفه وقناعاته تعبيرًا حقيقيًّا، وتقود نضالاته بكل الأشكال.
تعويل على حراك الجماهير
وقال: “نحن نعوّل على حراك الجماهير المتصاعد الذي يتحول لثورة شعبية ضد الاحتلال في كل مكان أكثر ما نعول على الحراك السياسي والدبلوماسي، مع عدم اعتراضنا عليه”.
ونبه إلى أن هناك جهاتٍ صهيونية وأخرى متعاطفة معها تثير أن حماس تريد دفع السلطة للمواجهة من أجل انهيارها في الضفة.
ودعا السلطة إلى “استبعاد مخاوف أن نحل محلهم في الضفة، ولن تجد السلطة منا إلا يداً ممدودة في مقاومة الاحتلال”.
وشدد على أن أي عملية ضم في الضفة الغربية مهما كان حجمها خطورتها بنفس خطورة عمليات أكبر منها بكثير.
وأضاف: “الأساس في خطورة عملية الضم أنها ستفتح الباب لمعالجة موضوع السكان، وسينتقل الموضوع من الاستيلاء على الأرض إلى ترحيل السكان”، مشيرا إلى أن أكبر عامل مشجع للاحتلال على عملية الضم هو الإدارة الأمريكية.
ونبه إلى أن الإدارات الأمريكية طيلة تاريخها لم تكن تمتلك الجدية ولا الإرادة في توجيه ضغوط حقيقية على الكيان لإيجاد حل سياسي يتوافق حتى مع الشرعية الدولية المجحفة بحق الشعب الفلسطيني.
ورأى أن هناك سيناريوهات متعددة للاحتلال للتعامل مع الضم، أحدها ضم الضفة كاملة، والآخر ضم أغلبية الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الوزير الإسرائلي المتطرف سموتريش طرح العام الماضي خيار ضم الضفة الغربية كاملة والتعامل مع سكانها وفق ثلاثة سيناريوهات؛ الأول: منح سكان الضفة الغربية مواطنة منخفضة من الدرجة الثانية في حال سلموا وقبلوا أن الضفة جزء من “إسرائيل”، والثاني: التهجير الطوعي والناعم من خلال الضغط الاقتصادي والمعيشي والأمني مع تسهيل هجرتهم إلى خارج فلسطين.
أما السيناريو الثالث: التخلص من السكان من خلال حرب ضروس في المنطقة يكون الكيان الصهيوني طرفًا فيها، وينتج عن هذه الحرب تهجير السكان.
عوامل مشجعة للاحتلال
وأشار العاروري إلى أن هناك أربعة عوامل مشجعة للاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليه الضم في مقدمتها الإدارة الأمريكية التي تعد المشجع الأكبر والأكثر خطورة، ثم انشغال المجتمع الدولي بفيروس كورونا، وتغلل النفوذ الصهيوني في العلاقة مع قوى كبيرة شهدت تحولات في موقفها من القضية الفلسطينية.
وأعرب عن أسفه من أن الوضع العربي في أضعف حالاته؛ فهناك العديد من الدول التي تشهد صراعات داخلية دامية، في حين هناك دول تسعى لرفع سقف التطبيع مع الاحتلال.
كما أعرب عن أسفه من استمرار الانقسام الفلسطيني والعجز عن الوصول لبرنامج وطني متفق عليه لمواجهة الاحتلال.
الموقف الدولي
وحول المواقف الدولية من خطة الضم؛ أكد العاروري أن المواقف الدولية من خطة الضم أصبحت تسجيل مواقف فقط، دون اتخاذ إجراءات فاعلة.
واستغرب العاروري من الهرولة من جهات عربية لبناء علاقة علنية مع “إسرائيل” في هذا الوقت وسط المواقف الرسمية العربية التي ترفض الضم.
وأكد أن تلك الأصوات شاذة ونشاز، ولا تمثل شعوب أمتنا العربية كلها، مشيراً إلى أنها رسالة إحباط لشعبنا بعدم المبالاة به، وأنه وحده في المعركة.
وأعرب عن أسفه من إجراء مسؤولين عرب مقابلات مع الصحافة الإسرائيلية وحديثهم بإيجابية عن العلاقات العربية الإسرائيلية وعن خطوات قاموا بها خدمة لـ”إسرائيل”.
محاولات التمرير
وحذر العاروري من إجراءات الاحتلال لتمرير مخطط الضم، منبّها أنه يحاول ضرب الثقة الداخلية لشعبنا من خلال نشره قوائم تحتوي على أسماء المئات من منطقة جبل الخليل بزعم أنهم باعوا بيوتهم وأراضيهم للصهاينة.
وأكد أن الصهاينة يدركون أن العامل الأكبر في التصدي لهم هو الموقف الشعبي في فلسطين وبالذات في الضفة، موضحاً أن إجراءات الاحتلال لا تنطلي على وعي شعبنا، وتهدف إلى ضرب صفه وتعزيز الأصوات المؤيدة للتطبيع والمعادية لتطلعات شعبنا وإحباط تحركاته.
ودعا العاروري شباب شعبنا لتدفيع الاحتلال الثمن سلفا؛ ليعلم أنه لا يمكن أن تمر هذه الخطوة دون عقاب.
القدس في قلب المعركة
ونبه العاروري إلى أن قلب المعركة يدور في القدس والمسجد الأقصى ومن حوله، عادًّا أن صمود شعبنا ووقفته المشرفة في القدس هي التي تحمي المسجد الأقصى وتثبت أننا قادرون على التصدي للمؤامرات.
ووجه التحية لشعبنا في القدس، معرباً عن ثقته بأن قوة شعبنا في الصمود ومواجهة إجراءات الاحتلال ستزداد، وستزداد فعالية وقدرة على التأثير حين يكون هناك هبة جماهيرية شاملة في كل فلسطين.
ووجه رسالة للاحتلال قال فيها: إن حساباتكم بالتأكيد خاطئة، وتفكيركم بأن الظروف الإقليمية والدولية والمحلية مواتية لتطبيق مشروع الضم خطأ، مثل ما كانت حسابات شارون حين دخل الأقصى خاطئة.
وأضاف: كل خطوة عدوانية صارخة على شعبنا ثمنها أكبر مما تتوقعون، وسيثبت لكم شعبنا ذلك في كل مكان، وحركة حماس في قلب ذلك بأن الثمن الذي ستدفعونه أكبر من تقديراتكم وحساباتكم في حال إقدامكم على هذه الخطوات الإجرامية.
قضية الأسرى
وقال العاروري: إن قضية الأسرى إحدى أهم أولويات حركة حماس، وفي سبيلها لا تتردد، مبيناً أنها بذلت جهودا كبيرة وقدمت تضحيات ومئات الشهداء في محاولة إطلاق سراح الأسرى.
وأعرب عن أمله بأن يكون في هذه السنة إفراج ذو مغزًى عن أسرانا في سجون الاحتلال.
المصدر/ وكالات
تعليق واحد
تعقيبات: الأورومتوسطي: إسرائيل لا تحاسب مرتكبي الإعدامات ولا تمنعهم - غزة برس