هز اعلان نشره الشاب محمد فؤاد عبيد “31 سنة” من سكان مخيم الدهيشة على موقعه في التواصل الاجتماعي يعلن فيه عن نيته لبيع جزء من كبده كي يستطيع ان يزرع له كلية كونه يعاني من فشل كلوي وسدت امامه كل السبل للزراعة، الرأي العام في محيطه
وجاء في الاعلان” انا وبكامل قواي العقلية أعرض كبدي للبيع او للبدل على كلية، وعمري 31 سنة ، وفصيلة دمي “a+”.
ولربما جاء الاعلان من قبيل لفت الانظار لقضيته الانسانية وقد بادرت مجموعة شبابية فورا الى الاعلان عن نية عناصرها ببدء حملة تبرع مالية من قبل اصدقائه ومعارفه وكل وجوه الخير من اجل مساعدة هذا الشاب.
واوضح محمد انه وشقيقه مالك يعانيان من فشل كلوي جراء على ما يبدو مرض وراثي وسبق لهما ان زرعا كلية لكل منهما في العام 2009 حيث حصل على كلية تبرع بها صديق والده محمد الولجي بينما زرع شقيقه مالك كلية تبرع بها احد من افراد عمومته، ومع مضي الوقت عاد الشابان ليعانيا من المرض ذاته من جديد بعد مضي ثماني سنوات على الزراعة الاولى وهما الان يغسلان الكلى في مستشفى بيت جالا الحكومي يوما بعد يوم.
وقال” لم اترك وسيلة الا وتبعتها انا وشقيقي كي نحاول زراعة كلى مرة اخرى ولكن كل المحاولات لم تؤدي الى أي نتيجة حتى الان ووصلنا الى طريق مسدود لا سيما وان التبرع من القرابة الاولى لا يمكن ان يكون ناجعا كون العائلة تعاني من المرض الوراثي بحسب ما حذر به الاطباء، ولقد توجهت بمناشدة للرئيس محمود عباس ولرئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وقد سبق وان زارني محافظ بيت لحم اللواء كامل حميد في منزلي في شهر ايلول الماضي واستمع الى معانتي انا وشقيقي ووعد بالعمل على ايجاد حل لهذه المشكلة ولكن ظلت الامور كما هي”، منوها ان الحل يكمن فقط بزراعة الكلى في القاهرة او استنبول التركية وتبلغ قيمة الزراعة الواحدة 75 الف دولار وهو رقم خيالي بالنسبة لي نظرا للوضع المادي الصعب فما بلك حينما يصبح المبلغ 150 الف دولار مع زراعة لشقيقي مالك، ولذا فانا اتوجه مرة اخرى الى كافة الجهات المعنية وللرئيس ابو مازن ومن خلالكم كي يتم مساعدتنا في هذه القضية ووقف معاناتنا ووضع حد لها وهي معاناة لا يمكن وصفها وحين ايجاد حل لها فان الحياة ستدب فيها الروح ليس فقط لي او لشقيقي وانما لكافة ابناء عائلتنا التي تعاني معنا الامرين”.
وقال انه وخلال تقرير سابق مع تلفزيون فلسطين كان قد اقترح ان يتم التفكير من قبل الجهات المسؤولة والمعنية بانشاء بنك للاعضاء في فلسطين يتم خلاله التبرع بالاعضاء من قبل عائلات فقدت اعزائها نتيجة حوادث مختلفة بما فيها حوادث السير وما اكثر ضحاياها وقد استقبل الاقتراح باستحسان فلا ضير ان يمنح متوفي الحياة لغيره من خلال اعضائه الغالية ولكن حتى الان لم نلاحظ اية خطوات عملية لاجل ذلك”.
ويعمل محمد الخريج الجامعي في مصنع للادوية بمدينة بيت لحم ولكن احتمال فقدانه للعمل وارد في كل لحظه كونه ينشغل في معظم ايام الاسبوع بخضوعه لعملية غسيل الكلى والتي تحتاج الى وقت طويل بالساعات اثناء خضوعه وحينما يفرغ منها يحتاج الى راحة بالساعات ايضا، بينما فرغ شقيقه مالك كموظف على ملاك السلطة الفلسطينية بعد ان الم به المرض وسبق لمالك ان تعرف على فتاة في غرفة غسيل الكلى حيث كانت تعاني من فشل كلوي ايضا وتخضع للغسيل وقررا ان يتزوجا وبالفعل تم ذلك وقد تمكنت الفتاة من زرع كلية لها في القاهرة وكلفتها 75 الف دولار.
وعبر محمد عن امتنانه الشديد للمبادرة التي اطلقتها مجموعة شبابية في اعقاب اعلانه المشار اليه وقيامهم بحملة تبرع له ولشقيقه وقال ان هذه المبادرة تثبت ان شعبنا بخير وجاهز للتعاون وانقاذ الغير ولكن هذا الاسلوب ربما يجدي لشخص او شخصين فماذا عن بقية المرضى المحتاجين للزراعة فلكل واحد منهم قصة وطريق الام طويل لا ينتهي وكل منهم بحاجة الى ان يشاهد ضوء باخر النفق وهذا يحتاج الى سياسات صحية ذو بعد استراتيجي ومن بينها انشاء بنك اعضاء على الاقل”.
المصدر/ القدس