شرح الدكتور سيف الدين عودة الباحث والمختص في الشأن الاقتصادي أسباب اختلاف سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الشيكل الاسرائيلي ما بين الشاشة الرئيسية والبنوك ومحلات الصرافة داخل الأسواق الفلسطينية.
وقال عودة ان الشاشة الرئيسية للعملات تعطى سعر صرف صفقات العرض وعمليات البيع والشراء للعملات في البورصات العالمية المختلفة التي تتعامل بفئة عملة الشيكل ، لان أسواق النقد والمال تتم فيها الصفقات من خلال البورصات.
وأشار عودة الى ان مصطلح سعر الصرف على الشاشة كما هو متداول بين الناس يقصد به اسعار الفوركس او بورصات العملات الرئيسية العالمية وهي تحدد صفقات الطلب والعرض على العملات خاصة ما يعرف بالمتاجرة بالهامش ، وعادة ما يقصد في اوساط الناس بالشاشة اي اسعار الصرف حسب شاشة رويترز وهي التي تسترشد بها البنوك لدينا ايضا.
أما فيما يتعلق بأسعار العملات على شاشة البنك ، فقال عودة ان البنوك تحدد أسعار الصرف الداخلية بناًء على سعر الشاشة الرئيسية او كما ذكرنا اسعار بورصات الفوركس حيث تشترك البنوك عادة في الخدمات التي تقدمها رويترز وتعتمد الاسعار المعلنة عليها في حالة البيع والشراء وتأخذ هامش تحوطي من أجل تحقيق أرباح فروق أسعار الصرف وعدم تحقيق خسائر نتيجة صفقات البيع والشراء بالعملات المختلفة ، لاسيما واننا نتعامل في الجهاز المصرفي الفلسطيني بعدة عملات والهامش التحوطي الذي يحدده البنك يختلف من بنك الى اخر.
وفيما يتعلق بأسعار الصرف في محلات الصرافة داخل الأسواق الفلسطينية ، فبين الباحث الاقتصادي ان عمليات البيع والشراء فيها يكون هامش التحوط فيها أكبر بكثير من البنك ، خاصة في حالة الضبابية والذعر التي نشهدها حاليا ، الأمر الذي قد يصل ما بين البيع والشراء الى عشرة شواكل في كل مائة دولار.
وأوضح ان كثير من الصرافين يغلق أعماله في نهاية اليوم ولا يبرم صفقات بيع وشراء آنية كما تفعل البنوك التي لديها قدرة كبيرة على تنفيذ هذه الصفقات.
وأشار عودة الى ان الجميع سواء البنك أو محلات الصرافة ، المرشد الأساسي لها شاشة رويترز عادة ، لانهم يقومون بتنظيم محفظة العملات لديهم على حسب اسعار البورصة اليومية.
وحول الارتفاع الجنوني في أسعار الدولار حاليا ، قال عودة ان سعر صرف الدولار على الشيكل يؤثر فيه نوعين من العوامل ، عوامل مرتبطة بالدولار ذاته والسياسة النقدية الامريكية ، وعوامل مرتبطة بالشيكل والسياسية النقدية الاسرائيلية.
وأشار الى ان العوامل القادمة من السياسة النقدية الامريكية حاليا تدعم باتجاه خفض سعر الدولار ، خصوصا بعد قرار بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي بالأمس وتخفيض أسعار الفائدة لمعدل صفري وسياسة التيسير الكمي.
وفيما يتعلق بالشيكل ، أوضح ان الاقتصاد الاسرائيلي تحكمه عدة عوامل والأهم حاليا حدة انتشار فيروس كورونا في اسرائيل ومدى الاجراءات والسياسية التي قد تتخذها تل أبيب.
وقال الباحث الاقتصادي :” إذا استمرت فترة الضبابية في فيروس كورونا ، ستذهب اسرائيل الى تأثير سلبي جدا على الاقتصاد وسيشهد اقتصادها تراجعا واضحا ، الأمر الذي سيدفع البنك المركزي فيها الى دعم السيولة في الأسواق وسيتجه كذلك الى خفض أسعار الفائدة ، وضخ سيولة مثلما فعلت امريكا.
وأشار عودة الى ان أعين المستثمرين حاليا هي على الوضع الداخلي في الاقتصاد الاسرائيلي ، لانه اقتصاد متشائم وسلبي وقوة التأثير على الشيكل الإسرائيلي أقوى بكثير من العوامل القادمة من السياسة النقدية الامريكية ، وهذا ما ادى الى إحداث حالة من الذعر والهلع ، لان المواطنين يذهبون الى الدول التي تتمتع باقتصاد قوي مثل الولايات المتحدة الامريكية.
وبين الباحث الاقتصادي ان الارتفاع الجنوني على سعر الدولار حاليا ، هو نتيجة حالة الهلع والذعر والترقب وعدم الانتظام ، حيث ان هناك تردد عنيف لدى البنوك والصرافين ، وهامش التحوط كبير جدا في سعر الصرف ، لان لا أحد يعلم متى تنتهي هذه المضاربات على سعر صرف الشيكل حاليا.
وأوضح ان هذه الحالة جاءت من المراهنة على ان الوضع داخل اسرائيل سيزداد سوءًا خاصة اذا فشل تشكيل حكومة الطوارئ الاسرائيلية وانتشار فيروس كورونا بشكل اكبر داخل اسرائيل مما سينعكس سلبا على الاقتصاد الاسرائيلي بشكل عام وبالتالي يدفع نحو المزيد من هبوط الشيكل امام الدولار.
المصدر/ سوا