في آخر ردود الفعل السياسية على الهجوم التركي في شمال شرق سوريا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن “تركيا العضو في حلف الناتو قامت بغزو سوريا”، وهددها بـ “محو” اقتصادها إذا قضت على الأتراك.
وأضاف “ليس لدينا أي جنود في منطقة العمليات العسكرية شمال سوريا”، أملاً في أن يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطريقة “عقلانية”، وأبدى الرئيس الأميركي موافقته على فرض الكونغرس العقوبات على تركيا. وتطرق ترمب إلى التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية قائلاً “انتصرنا على داعش ونقلنا عدداً من مقاتلي التنظيم الأكثر خطورة إلى خارج سوريا، وعلى الدول الأوروبية استعادة مقاتليها من سوريا”.
“فكرة سيئة”
وعلى الرغم من التصريحات السابقة التي اعتبرها البعض “ضوءاً أخضر” لتركيا لشن هجوم في الشمال الشرقي السوري وترك الأكراد لمصيرهم، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب العملية العسكرية التركية بـ “الفكرة السيئة”، وأكد أن واشنطن “لا توافق على هذا الهجوم”، مذكراً تركيا بالتزامها “بضمان عدم حدوث أزمة إنسانية”، وقال “سنحملهم مسؤولية هذا الالتزام، أميركا تتوقع من تركيا حماية المدنيين والأقليات الدينية”.
وكان السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أعلن أن الكونغرس سيجعل أردوغان “يدفع غالياً جداً ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا”. السناتور المعروف بدعمه لترمب، أضاف “لنصلي من أجل حلفائنا الأكراد الذين جرى التخلي عنهم بشكل معيب من قبل ادارة ترمب”، وقال “هذه الخطوة ستضمن عودة ظهور تنظيم داعش”، مضيفاً “سأقود الجهود في الكونغرس لجعل أردوغان يدفع الثمن غاليا جداً”. كما دعا ترمب إلى “تغيير المسار باعتبار أن الوقت لا يزال سانحاً، بالعودة إلى مفهوم المنطقة الآمنة الذي كان فعالاً”.
تنديد أوروبي
كذلك، طالب الاتحاد الأوروبي بعقد جلسة طارئة غداً لمجلس الأمن، ودعا رئيس الاتحاد جان – كلود يونكر تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالاً لإقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة”. وتابع في كلمة أمام البرلمان الأوروبي قائلاً “أدعو تركيا وغيرها من الجهات إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حالياً”.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من جهته، قال إن تركيا “تخاطر عمداً بزعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير وبعودة تنظيم “داعش” وأضاف في بيان “سوريا بحاجة إلى الاستقرار وإلى عملية سياسية… ولكن الهجوم التركي يهدد بكارثة إنسانية جديدة”، لافتاً إلى أن برلين “ستدعو تركيا إلى إنهاء هجومها والسعي إلى تحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي”.
مجلس الأمن
كذلك، دعا رئيس مجلس الأمن الدولي لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا تركيا إلى “حماية المدنيين” والتحلي “بأكبر قدر من ضبط النفس” في عملياتها العسكرية في سوريا.
وعبر رئيس المجلس عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه “يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع”.
وفي هذا الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية.
كما قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن “الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا خطير على أمن الأكراد ويفيد تنظيم داعش التي نحاربها منذ خمسة أعوام، لذلك يجب أن يتوقف”.
بدورها، أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، أن فرنسا تدين “بشدة” الهجوم وطالبت بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية “تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح، نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل”، مضيفة “سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي”.
هذا ودعت هولندا السفير التركي لديها وعبّرت عن رفضها للهجوم الذي بدأته أنقرة في شمال شرقي سوريا.
الموقف التركي
أردوغان كان قال إن هدف العملية العسكرية “نبع السلام” إبعاد الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة منظمات إرهابية عن الشريط الحدودي. وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر كتب “أطلقت القوات المسلحة التركية مع قوات الجيش الوطني السوري للتو عملية “نبع السلام”، ضد قوات بي كاكا (حزب العمال الكردستاني) و ي بي جي (قوات حماية الشعب الكردية) وإرهابيي داعش شمال سوريا”. وأضاف “مهمتنا هي منع إنشاء ممر إرهابي عبر حدودنا الجنوبية”.
استنكار عربي
عربياً، دانت السعودية “العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرقي سوريا”، واعتبرت أن “العدوان التركي سينعكس سلباً على جهود مكافحة الإرهاب”. وشدد مصدر في وزارة الخارجية السعودية على “ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها”.
دولة الإمارات أيضاً دانت ما أسمته “العدوان التركي” وأعلنت أنه “تدخل صارخ في الشأن العربي”، في حين استنكرت الخارجية البحرينية الهجوم، كما أعرب العراق عن قلقه إزاء التصعيد التركي.
كذلك رفضت مصر بأشد العبارات ما وصفته بـ “العدوان التركي على سيادة دولة عربية شقيقة”، ودعت لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية “لبحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها”.
هذا وذكر التلفزيون الإيراني أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني ألغى زيارة كانت مقررة إلى تركيا، بناء على دعوة من نظيره التركي لحضور جلسة في البرلمان.
المصدر/ وكالات