رد القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، على تصريحات السفير القطري محمد العمادي، الذي أكد فيها أن حركته والفصائل الفلسطينية تستفيد مادياً وسياسياً من الوضع القائم بقطاع غزة.
وقال قبها، في تصريح خاص لـ “دنيا الوطن”: إن تصريحات السفير العمادي مغلوطة وغير موفقة، مشيراً إلى معلومات العمادي بشأن إدارة حماس لقطاع غزة منقوصة.
وأضاف قبها: “هل يمكن القول أن فتح تستفيد من وجود السلطة مادياً عبر جباية الضرائب، خاصة وأن عائدات الضرائب بالملايين، وهل يمكن أن نقول أن فتح تجير هذه الضرائب لصالحها؟”.
وتابع قبها: “الأمر لا يمت للحقيقة بصلة وهناك سلطة في غزة ولجان إدارية تُدير الشأن الغزاوي وعائدات الضرائب تصرف في جوانبها، ولا يمكن القول أن حماس تستفيد من تلك الضرائب”.
وأكمل: “حماس لا تستفيد من عائدات الضرائب في غزة وهذا الكلام إن حدث فعلاً فهو حرام شرعاً، وإذا كانت حماس تستفيد من الضرائب بقطاع غزة وتأخذها لإدارة التنظيم فهذا الأمر محرم بدون أدنى شك”.
واستدرك بالقول: “لكن عندما تصرف على مؤسسات قطاع غزة فهذا لا مشكلة فيه، أما حماس كتنظيم مادياً من عائدات الضرائب فهذا الكلام مستحيل”.
وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)،قد علقت على تصريحات رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، محمد العمادي.
وقالت الحركة على لسان رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب: إنه كان من الأجدر بالسيد العمادي أن يكون منصفاً في وصف الوضع في غزة، والذي لا يخرجُ عن كونه محاولةً لترسيخ الانفصالِ عن الوطنِ وتثبيت الانقلاب عبر ما يسمى بتفاهماتِ التهدئة التي يتمُّ تمويلها من الخارج.
وأضاف في تصريحات عبر موقع (فيسبوك): ليس للسلطة الفلسطينيةِ دورٌ في القطاع الذي تسيطر عليه حماس بقوة السلاح، ومع ذلك، وكما يعلم السفير العمادي، تواصل السلطة القيام بالتزاماتها وواجباتها نحو أهلنا في غزة رغم ما تتعرض له السلطة نفسها من حصار مالي ومن قرصنة إسرائيلية.
وأكد الجاغوب أن تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية الوضع المأساوي في غزة هو محاولة بائسة للتهرب من الإقرار بفشل ما يسمى بـ “محاولات التهدئة” التي تمولها أطراف خارجية، وأن الحل الوحيد الذي يضمن الخروج من دوامة الوضع الحالي هو في إنهاء كلّ مظاهر “الانقلاب” وفي عودة الحكومة الشرعية إلى غزة، لممارسة مهامها ومسؤولياتها كاملةً ودون تدخل من أحد.
يذكر أن السفير القطري، محمد العمادي، قال: إنه لا يوجد أمل في تحقيق السلام بين الفصائل الفلسطينية، والفلسطينيين مع إسرائيل، في المستقبل القريب.
وأوضح العمادي، في تصريحات لقناة (الجزيرة) باللغة الإنجليزية، أن السبب وراء تشاؤمه هو أن الكثير من الناس والأحزاب محلياً وفي المنطقة، يستفيدون مالياً وسياسياً من إبقاء غزة في حالة من النسيان.
وأكد أنه من أجل استكمال مشاريعه لصالح سكان غزة، حارب العقبات السياسية والبيروقراطية الإسرائيلية والانقسام الفلسطيني، متابعاً: “الوضع في غزة يشبه رجلاً يسير على حبل مشدود، ويحاول الحفاظ على توازنه وعدم السقوط بينما الجميع يسخرون منه ويحاولون أن يفقده توازنه ويسقط”.
وأضاف رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار القطاع: أن غزة هي مكان يحاول فيه الإسرائيليون والمصريون والسلطة الفلسطينية وحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تقويض بعضهم البعض والفوز بالسلطة.
وشدّد على أن الوضع معقد لدرجة أنه في المستقبل القريب، لا أعتقد أنه سيكون هناك مصالحة بين حماس وفتح أو بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال: في الوقت الذي يقول فيه المصريون علنًا بأنهم يحاولون تسهيل المصالحة الفلسطينية، هم يستفيدون مالياً من الانقسامات والحصار.
وأوضح العمادي: تستورد غزة منتجات بقيمة تزيد عن 45 مليون دولار من مصر شهريًا، ومن هذا المنطلق، تحصل المخابرات المصرية والجيش المصري على حوالي 15 مليون دولار بسبب العمولات التي تقوم بها على المنتجات الرئيسية المستوردة مثل الوقود والسجائر وغاز الطهي.
وأضاف: حكومة حماس بدورها، تجني حوالي 12 مليون دولار من الضرائب المفروضة على الواردات. والباقي هو القيمة الفعلية للمنتجات، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني في غزة هو الضحية الحقيقية لـ “الحصار الإسرائيلي المصري والتفتت السياسي الفلسطيني الداخلي”.
وأقرّ العمادي بأن تتمتع قطر بعلاقات ممتازة مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، رغم أن ذلك لم يكن سهلاً، فقد سهل وجودنا الهدوء على الحدود مع غزة على الرغم من اندلاع العنف في بعض الأحيان، نحن نحظى باحترام كبير من قبل كليهما.
وفيما يتعلق بملف الكهرباء، قال العمادي: على الورق يوجد في غزة ما مجموعه 200 ميجاوات يتم توفيرها من خلال خطوط إسرائيلية ومحطة كهرباء تجارية يتم تشغيلها وتمويلها من خلال منحة قطرية للوقود بقيمة 10 ملايين دولار.
وأضاف: تتمثل الخطة التي نتفاوض عليها حاليًا مع شركة إسرائيل للكهرباء في بناء نظام خطوط كهرباء بقوة 161 كيلوواط يمكنه القضاء على خطوط الجهد المتوسط الحالية القادمة من إسرائيل، من شأن نظام الخطوط عالية الجهد هذا أن يزيد من قدرة الكهرباء على شراء غزة من إسرائيل، على الرغم من أن النظام الذي يبلغ طوله 161 كيلووات سيمكن غزة من زيادة قدرتها على توفير إمدادات الطاقة الكهربائية ولكن بقدر ما تستطيع البنية التحتية الكهربائية المحدودة.
وأكد رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار القطاع، أن قطر تنفق حاليا حوالي 30 مليون دولار شهرياً في غزة. من هنا، نحن ندفع 10 ملايين دولار لشراء الوقود لتوليد الكهرباء، 100 دولار لكل 100000 عائلة فقيرة في غزة، ويذهب الباقي لتمويل المشاريع الاقتصادية الصغيرة.
المصدر/ وكالات