أعلن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن حركته لن تُشارك في حكومة فصائل منظمة التحرير، التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس، ولا في أي حكومة قادمة، متمماً: “نحن لا نتحدث هنا من منطلق حصة، بل نتحدث من مسؤولية وطنية لإيجاد مخرج حقيقي للأزمة الراهنة”.
ورفض البطش أيضاً خلال حوار مع “دنيا الوطن” المشاركة في لجنة إدارية من الفصائل الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، قائلاً: “في الوقت الذي نرفض فيه صيغة حكومة فصائل منظمة التحرير، بالتأكيد لا نقبل أبداً أي صيغة قد يُفهم من خلالها أننا في حالة اصطفاف إسلامي أو مقاومة في مواجهة منظمة التحرير، لا هذه الصيغة تعجبنا ولا تلك الصيغة تعجبنا، بالتالي نحن ندعو من يريد أن يشارك إلى حكومة وحدة وطنية، يشارك فيها من يرغب وما دون ذلك، هو تكريس للانقسام في صالح إسرائيل و(صفقة القرن).
وعن إدارة غزة مالياً في حال شكلت لجنة إدارية قال: “إذا نُفذ المقترحان، وشكلت فتح حكومة فصائلية، وذهبت حماس إلى لجنة إدارية، فهو تكريس للأزمة وتمديد لعمرها الزمني، الموضوع ليس مال بل موضوع وطني وسياسي، المال سيتدبر، ولكن المشكلة في الموضوع الوطني.. عندما نفقد الوطن والوحدة لا يفيد المال بيد فتح ولا بيد حماس.
حكومة وحدة وطنية لا فصائلية
ورأى البطش خلال حوار مع “دنيا الوطن” أن الحل يكمن في لقاء عاجل، يجمع الرئيس محمود عباس مع الأمناء العامين للفصائل للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة مؤقتة، تشرف على انتخابات عامة للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، ثم تكون نتيجتها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ما أتفق عليه في عام 2011.
وعلل ذلك قائلاً: برأينا أن الحل لا يكمن في تشكيل حكومة فصائلية من منظمة التحرير الفلسطينية، لأن الحديث هنا يدور عن فصائل منظمة التحرير فقط، بالتالي هذه الدعوة لن تحل المشكلة بل ستزيد من حالة الانقسام وستكرس مفهوم الاصطفاف الوطني في مواجهة القوى الإسلامية أو أي فصائل أخرى خارج منظمة التحرير، بمعنى آخر الانقسام لا يشمل فقط فتح وحماس بل يشمل فتح وفصائل منظمة التحرير في شق، الحكومة وحماس وبعض القوى خارج هذه الحكومة، بالتالي الحل لا يكمن بهذه الصيغة.
وأردف: “دون ذلك ما يتم هو إضاعة للوقت، ولن يكون حلاً منطقياً أو بديلاً عن حل الوحدة الوطنية، لذا نحن ننصح الأخ الرئيس بمنطق المسؤولية الوطنية والأخلاقية، أنه يمكن أن يطور المقترح، وبدل أن يكون تشكيل حكومة فصائل منظمة التحرير لتكن حكومة وحدة وطنية، وبالتالي تشمل كافة القوى لمن أراد أن يشارك فيها، حتى نتخلص من هذه الشرذمة، ونقف جميعنا صفاً واحداً في وجه كل المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية”.
مصر غير مسؤولة
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن مصر غير مسؤولة عن استمرار الانقسام الفلسطيني، بل المسؤول هو الشعب الفلسطيني نفسه، مشيراً إلى أن المصري سيكون سعيداً بنجاح جهوده لو توافقت أطراف الانقسام على فكرة، وذهبت باتجاه تنفيذها.
وأردف: “أما إذا كانت الأطراف غير مقتنعة ولم تتوفر إرادة حقيقية حتى الآن لتطبيق اتفاق القاهرة 2011، المصري لن يحمل عصاية ليعاقب هذا الفريق أو ذاك، المشكلة لدينا، إذا توفرت إرادة فلسطينية، سينتهي الانقسام خلال أسبوع وليس سنة، جهود مصر مقدرة ومشكورة ولا نحملها سبب فشل المصالحة، من أفشل هو نحن كفلسطينيين، لأن الإرادة الفلسطينية حتى الآن غير متوفرة ونضيع الوقت بين رافض وراضٍ”.
وعن إعلان الجهاد الإسلامي عن الطرف المعطل للمصالحة، أوضح البطش، “لو تحدثنا بهذه الصراحة المطلقة، سنصبح من وجهة نظر الطرف الذي نتهمه جزءاً من الانقسام، وربما يعتبرنا حليف الطرف الآخر، الإرادة الفلسطينية حتى اللحظة غير متوفرة، ولكن أنا أقول يمكن للرئيس أبو مازن، بصفته رئيس منظمة التحرير، وأيضاً رئيس حركة فتح، ورئيس السلطة الفلسطينية، أن يبادر بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، أو لقاء عاجل للأمناء العامين معه.. الرئيس محمود عباس بيده مفتاح إنهاء الانقسام”.
وختم مؤكداً على أن الدور المصري مقدر ونثمنه دائماً ولا خلاف مع المصريين حول جهودهم، مضيفاً “كنا نتأمل النجاح للجهود المصرية، ولكن نفس مصر طويل في ملف المصالحة وسوف تستمر في المحاولة”.
مبادرات للجهاد الإسلامي
وعن المبادرات لإنهاء الانقسام، أكد البطش، أن الجهاد الإسلامي على اتصال مستمر حتى هذه اللحظة مع حركة فتح في قطاع غزة والضفة الغربية، حتى بعد عودة مكتبها السياسي إلى غزة، فالجهود متواصلة وهناك أفكار مقدمه وتُقدم، وهناك حديث مع حماس والمصريين في الطرف الآخر للخروج من الأزمة الراهنة.
وأضاف ” نحن متمسكون باستعادة الوحدة الوطنية وحريصون على أن تكون فتح وحماس في أفضل علاقات وطنية ممكنه، ونتمسك بالعلاقة القوية مع حركة فتح كمان نتمسك بها مع حركة حماس، الجهاد مستمرة في المحاولات وتنشطت بعد عودتنا من القاهرة”.
تهديدات إسرائيل
وعن التهديدات الإسرائيلية لقادة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، قال البطش: “نحن لا نخشى التهديدات الإسرائيلية ولا نخاف العدو، نحن حركة مقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، ذات مرجعية إسلامية في مواجهة المحتل الصهيوني، بالتالي التهديد الصهيوني لخلق حالة من البلبلة بالشارع الفلسطيني، ولخلق حالة من التناقض مع شركائنا في قطاع غزة، وأيضاً لتحميل الجهاد مسؤولية ما قد يحدث من ردات فعل على الجرائم بحق المدنيين بالضفة وغزة”.
فيما أشار إلى أن تهديدات الاحتلال قد تكون مقدمة لاستهداف قادة الجهاد الإسلامي، وبالذات قادة سرايا القدس الجناح العسكري، متمماً: “هذه الرسائل الصهيونية مفهومة لدينا، والمحتل يعرف أن هذه المسالة لن تمر، وإذا ما أقدم على أي حماقة باستهداف أي من قادة الجهاد الإسلامي، هو يعرف أن الرد سيكون قوياً جداً، وأن العدو سيدفع ثمن الحماقة إن تمت”.
وطالب العالم وبالذات الراعي المصري الشقيق للتدخل ووقف التهديدات الإسرائيل والعربدة الصهيونية، وختم ” العدو يهددنا عبر وسائل الإعلام ويعلنون نيتهم بقتل قادة الحركة”.
خلافات الأمين العام والجناح العسكري
وعن الأنباء التي تحدثت عن خلافات داخلية في الجهاد الإسلامي، نفى البطش وجود أي خلافات، مؤكداً أنها محاولات إسرائيلية لإيجاد خلخلة في حركة الجهاد الإسلامي، ولكي ترضي رغباتها لعل أحداً يتشبث بها ويكررها، حركة الجهاد الإسلامي حركة واحدة بقيادة واحدة بجهاز عسكري واحد لا خلاف بتاتاً، أقول للجميع، اطمئنوا حركة الجهاد الإسلامي لا يوجد فيها إلا الخبر والمقاومة ومواجهة المحتل الصهيوني”.
الأزمة المالية لإيران وحزب الله
وعن إعلان الإعلام الإسرائيلي عن أزمات مالية تضرب إيران وحزب الله اللبناني، وإمكانية تأثيرها على الجهاد الإسلامي أوضح، “عندما انطلقت الجهاد الإسلامي في قطاع غزة لم تكن مدعومة من أحد، وانطلقنا من بين مواسير الدبابات في القطاع،
نحن حركة مقاومة إن وجد المال من أي شقيق عربي وإسلامي أهلاً وسهلاً، وإن لم يجد سنستمر”.
المصدر/ دنيا الوطن ..