ترجمة: أمين خلف الله
القناة 12
يارون ابراهام
بينما يتواصل تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود الشمالية، هناك وراء الكواليس نشاط سياسي مكثف يزيد من فرص التوصل إلى اتفاق تسوية بين إسرائيل ولبنان – بعد عام من الحرب المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوخشتاين ووصل إلى إسرائيل الليلة الماضية (الأربعاء) بعد يومين من الاتصالات الماراثونية في بيروت، حاملاً معه علامات مشجعة على حدوث تقدم كبير في المفاوضات. وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن تفاؤل حذر، فيما يستعد النظام السياسي وكذلك الجهاز الأمني لقرارات مصيرية في الأيام المقبلة. كل التفاصيل
سباق مع الزمن للتوصل إلى اتفاق
لقد دخلت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان مرحلة حاسمة، حيث تم بالفعل الاتفاق على معظم التفاصيل بين الجانبين. وقد تم تسجيل إنجاز سياسي كبير في مسألة تشكيل اللجنة الدولية التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق، وهي فريق مختلط من المفتشين يضم ممثلين عن القوى الغربية (الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا) إلى جانب ممثلين عن الدول الغربية. الدول العربية المعتدلة (الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة). ويهدف تكوين اللجنة إلى ضمان الإشراف الموضوعي والفعال على تنفيذ الاتفاقية، مع الحفاظ على مصالح جميع الأطراف المعنية.
وتتعلق نقطة الخلاف الرئيسية المتبقية بقضية حساسة بشكل خاص: حرية إسرائيل في العمل العسكري في حالة انتهاك حزب الله للاتفاق. وتتمسك إسرائيل بمطلبها بتثبيت حقها في الرد بشكل واضح على أي انتهاك، في حين يجد الجانب اللبناني صعوبة في الموافقة على بند يمكن تفسيره على أنه انتهاك لسيادته. والحل الذي تم الاتفاق عليه حتى الآن هو خطاب التزام أحادي الجانب من الولايات المتحدة، لكن إسرائيل تطلب دعما إضافيا من دول غربية أخرى.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة 12: “تم الاتفاق على معظم التفاصيل، لكن ما بقي مفتوحًا حساس للغاية ولا يزال من الممكن أن ينقض الاتفاق. وقد تم تحديد تشكيل لجنة المراقبة الدولية لتنفيذ الاتفاق بشكل أو بآخر”. وما زال – لا يوجد استنتاج نهائي فيما يتعلق بحرية العمل الإسرائيلية في حالة حدوث انتهاكات”.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما للتوصل إلى الاتفاق. ومن المنتظر أن يلتقي هوخشتاين بوزير الشؤون الاستراتيجية ديرمر الممثل الشخصي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسيعرض آخر التحفظات اللبنانية ويدرس الخيارات المتاحة لسد الفجوات المتبقية.
الوزراء لا يعترضون
تقدم الساحة السياسية صورة معقدة. يشير استطلاع أجرته قناة 12، نُشر يوم الاثنين الماضي، إلى وجود معارضة كبيرة بين الناخبين اليمينيين للاتفاق الناشئ، حيث عارضه 55% مقابل 25% مؤيدين. ولكن من المثير للدهشة أنه بين وزراء الحكومة، بما في ذلك الأكثر تشددا مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لا توجد معارضة شعبية لهذه الخطوة. ويبدو أن سبب اتفاق أصحاب القرار على التسوية مع لبنان يكمن في الإلمام العميق بتفاصيل الاتفاق وفهمهم للإنجازات الاستراتيجية الكامنة فيه.
ويتضمن الاتفاق السياسي الذي يتشكل انسحاباً تدريجياً لقوات الجيش الإسرائيلي من لبنان على مدى نحو 60 يوماً، وهي فترة تنتهي تماماً مع نهاية ولاية إدارة بايدن. وهذا التوقيت ليس عرضياً – فهو يتيح لإسرائيل مرونة سياسية كبيرة في وقت لاحق الرئيس المنتخب ترامب يدخل البيت الأبيض.
ويعتزم رئيس الوزراء نتنياهو تقديم الاتفاق ليس على أنه “نهاية للحرب” بل على أنه “وقف لإطلاق النار”، وسيوضح أن “الهدوء سيتم الرد عليه بالهدوء”. ولكنهم في تل ابيب سيشددون على أنه إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستحظى بالشرعية الكاملة، داخلياً ودولياً، للتصرف بقوة.
الإنجازات تجعل التسوية ممكناً
تقدم المؤسسة الأمنية موقفاً داعماً في التسوية ، استناداً إلى سلسلة طويلة من الإنجازات المهمة التي تحققت على الجبهة الشمالية. وأكد رئيس الأركان خلال زيارته لقيادة المنطقة الشمالية على الهدف الرئيسي: “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم آمنين”. تعزيز التسوية السياسية وعودة السكان الذين تم إجلاؤهم منذ أكثر من عام إلى مجتمعاتهم.
“يجب على كل أم “عبرية” أن تعرف لماذا يواصل قادة “الجيش الإسرائيلي” ارتكاب جرائم جنسية”
“انتقام سياسي”: المتهم بالتحرش الجنسي بسارة نتنياهو يرد على الاتهامات
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وفي إسرائيل يؤكدون أن المفتاح إلى نجاح التسوية يكمن في تأسيس سياسة رد واضحة لا لبس فيها على الانتهاكات المستقبلية ـ وأننا لا ينبغي لنا أن نعود إلى سياسة الاحتواء التي ميزت الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر. وعلى المستوى العسكري، يُنظر إلى التسوية في الشمال على أنه خطوة ضرورية في عملية استراتيجية أوسع: إنهاء القتال في غزة ومن ثم التعامل مع التحدي الإيراني.
ومن المتوقع خلال الأيام المقبلة اتخاذ قرارات مهمة ستحدد مستقبل الحدود الشمالية. وسيكون التحدي الرئيسي هو سد الفجوات الأخيرة في المفاوضات، مع الحفاظ على حرية إسرائيل في التصرف تجاه أي انتهاك للاتفاق من قبل حزب الله.