أفرج الاحتلال الصهيوني مساء اول أمس الأربعاء عن القيادي وزير الأسرى السابق المهندس وصفي قبها من سكان جنين، وذلك بعد اعتقالٍ إداري دام 9 أشهر، ونقل قبها رسالة الأسرى التي تضمنت الحديث عن الأوضاع الساخنة داخل السجون والخطوات التي سيشرع الأسرى في تنفيذها.
ووجه قبها حديثه ورسالة الأسرى إلى كافة الفصائل والتنظيمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأسرى سئموا الشعارات وقال” الأسرى يريدون دعماً وإسناداً حقيقياً وممارسة فعلية على أرض الواقع، يريدون حراكاً تضامنياً فاعلاً، وليس فعاليات خجولة لم ترتق للمستوى المطلوب كما يحدث الآن، ويريدون وقفة جماهيرية وتضامناً مؤسساتياً شعبياً ورسمياً كبيراً، وفي مختلف الأطر والمستويات”.
ونوَّه قبها في حديثه لإعلام الأسرى إلى أن الأسرى علقوا الجرس واتخذوا قرارهم بالتصدي للرزمة الرابعة من العقوبات التي بدأت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بفرضها على الأسرى بشكل عام، وأسرى حركة حماس على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الأسرى لم يبق لديهم ما يخسروه، ولسان حالهم يقول: هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟.
أقسام حماس باتت الآن بمثابة علبة كبريت قابلة للاشتعال في أي لحظة، يوضح قبها” إن همجية وحقد وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، وعدم خبرته ومعرفته بتفاصيل إداراة السجون وحيثيات وتفاصيل الحياة الاعتقالية اليومية، وشخصنة الأمور وتوظيفها في دعايته الانتخابية في الهجوم على الأسرى، وتصعيد حدة التوتر داخل السجون، سيقلب السحر على الساحر، فالأسرى يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية، ووقف التصعيد الإسرائيلي بحقهم، وإزالة أجهزة التشويش على الهواتف النقالة”.
المحرر القيادي قبها بيّن بأن الأسرى في السجون يعانون من تصاعد في عمليات القمع والتنكيل والتضييق في إطار ما يعرف بِرزمة العقوبات الرابعة التي عنوانها الأبرز، تركيب أجهزة التشويش التي تنبعث منها الإشعاعات، والتي تُلحق الضرر في جسم الإنسان، وتشكل خطراً حقيقياً على حياته، وتحول دون ممارسة الأسير لحقه بالتواصل مع عائلته، والاطمئنان عليها وفق ما كفلته له القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
يضيف قبها” لا يخفى على الجميع أن الأسرى وبطرقهم الخاصة، تمكنوا من توفير أجهزة الاتصال لغالبية الأقسام في غالبية السجون أيضاً، وفق ما تسمح به ظروف الاتصال التي تحكمها نوعية وعدد الأجهزة التي تمَّ توفيرها، وذلك في إطار صراع الإرادات مع مصلحة السجون والتي تبذل كل ما بوسعها لمنع ذلك”.
الأسرى وحسب تأكيد القيادي قبها أبدعوا في تذليل العقبات والتغلب على المعيقات وتجاوزها، يقول قبها” لقد بدأت الرزمة الرابعة بتركيب أجهزة التشويش في الأقسام التي يُحتجز فيها أسرى حركة حماس في سجني مجدو وجلبوع وكان ذلك بتاريخ 26/1/2019، وقد امتدت حملة تركيب هذه الأجهزة القاتلة في بعض أقسام حماس في سجني النقب وريمون، ولا شك أن استهداف أسرى حماس هو مقدمة لاستهداف كل الأسرى بمختلف إنتماءاتهم التنظيمية ومشاربهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية”.
يتابع قبها حديثه قائلاً” ما يتعرض له الأسرى من عمليات قمع وتنكيل وصور شتى من امتهان الكرامة، فرضت المواجهة وجعلتها حتمية، بل وعجلت بها، وحرقت العديد من مراحلها عندما توجت بعمليات الطعن التي تمت في سجن النقب، وحرق الغرف في سجون جلبوع وريمون والنقب”.
رزمة العقوبات الأولى كانت فرضت بحق الأسرى حسب تأكيد قبها بعد أن جاءت المقاومة الفلسطينية بالجندي جلعاد شاليط أسيراً في حزيران من العام 2006، وقد أطلق على قانون العقوبات الجديد في حينها، والذي تمارسه مصلحة سجون الاحتلال على أسرى الشعب الفلسطيني بِقانون شاليط، وبعد أن قامت حركة حماس بأسر ثلاثة مستوطنين في حزيران من العام 2014 فرضت الرزمة الثانية من العقوبات.
يرى قبها أنه ومع كل رزمة جديدة تتفاقم معاناة الأسرى، ويتم التضييق عليهم أكثر فأكثر، وقد جاءت الرزمة الثالثة بعد أن قام وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال بزيارة قسم 9 في سجن مجدو صيف عام 2016، وتمَّ تكليف الشيخ صالح عطية للحديث معه وتوصيل رسالة أسرى حماس له، واليوم تجيء الرزمة الرابعة في سياق الهجمة الصهيونية المستمرة التي فاقمت معاناة الأسرى وجعلت الهجوم عليهم المادة الانتخابية لأوساط الأحزاب الصهيونية من أجل كسب الأصوات في الإنتخابات المزمع إجراؤها يوم 9/4/2019.
يؤكد المحرر قبها في رسالته حول أوضاع الأسرى داخل السجون بأن أسرى حماس يتعرضون لجملة عقوبات وانتهاكات وقمع غير مسبوق وعزل لقيادات الحركة وعلى رأسهم رئيس الهيئة العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال، المجاهد محمد عرمان، كما أن أسرى الحركة ودون غيرهم تُفرض عليهم غرامات باهظة، ويتم اقتطاعها من مستحقاتهم وحسابات الكانتينا الشخصية خاصتهم.
ومن جملة الانتهاكات التي حدثت لأسرى حركة حماس أن منعوا من الالتقاء بمحاميهم، يوضح قبها في حديثه” وصلت درجة الوقاحة والصلف بأن إدارة سجن مجدو قررت يوم الاثنين منع الصليب الأحمر من لقاء أسرى حماس في سجن مجدو الأمر الذي دفع موظفي الصليب بالتهديد إما بزيارة الجميع ومن كافة الفصائل أو إلغاء زيارة جميع الأسرى فرضخت إدارة السجن”.
ويكمل قبها سرد الانتهاكات بحق أسرى حركة حماس، يقول” يمنع أسرى الحركة من زيارة عائلاتهم وذويهم، وتم وقف كافة زيارات أسرى الحركة في كافة السجون دون غيرهم، وحرموا حتى من بعث الرسائل البريدية، ولم تسمح مصلحة السجون بأن يزيد رصيد كانتينا الشخص عن 800 شيقل، وهكذا تستمر سياسة التضييق والتنغيص وتحويل حياة أسرى حركة حماس إلى جحيم لا يُطاق.
حل الهيئات التنظيمية
ليس غريباً برأي المحرر قبها أن تسود هذه الحالة من التوتر مع زيادة الضغوطات على الأسرى، وعليه قرر الأسرى الذهاب حتى النهاية وكسر قرارات المحتل ووقف الهجمة الشرسة بحقهم، وشرعوا بخطوات متدرجة كان بدايتها عدم التعاون مع إدارة السجون في جوانب كثيرة من إدارة الحياة الاعتقالية اليومية؛ من أجل إشعار الإدارة بخطأ ما تقوم به من إجراءات، وكان ذلك مع بداية شهر آذار، ولكن إدارات السجون لم تتعظ، وحاولت التأقلم مع الواقع الجديد على الرغم من زيادة الحمل والأعباء عليها.
نتيجةً لذلك قرر الأسرى الذهاب إلى الخطوة الثانية وهي حل الهيئات التنظيمية، الأمر الذي يلقي بكل الأعباء على كاهل الإدارة التي تضطر للتعامل مع كل أسير مباشرة وتقوم بأعباء توزيع الطعام وفي أقسام أخرى من توزيع وجبات الطعام جاهزة كما هو الحال في قسم 4 من سجن مجدو حيث يتواجد 75 أسيراً من أسرى حماس تم قمعهم من الأقسام في سجن النقب وفتح قسم ثالث لأسرى حماس في سجن مجدو.
يتحدث المحرر قبها عن آثار حل الهيئات التنظيمية في السجون، يقول” هذا الإجراء يعني وجود حالة من الفوضى والإرباك، وزيادة حدة التوتر والاحتكاك المباشر، مما يعني أن الإدارة تضطر لزيادة حجم القوى البشرية إلى أكثر من خمسة أضعاف، وعلى سبيل المثال فعلى كل عدد وكل فحص بدلاً أن يكون طاقم الفحص من ثلاث عناصر من شرطة الأمن، وسبعة عناصر على العدد، تضاعف عدد أفراد الطاقم إلى أكثر من عشرين عنصراً على الفحص، وحوالي أربعين عنصراً على العدد، فهناك فحص صباحي وآخر مسائي، وهناك عدد صباحي وآخر قبل الظهر وثالث بعد المغرب، وتكون عناصر الوحدة مزودة بكل معدات وأدوات القمع والحماية.
يصف القيادي قبها لحظات العدد فيقول”عند العدد ينتشر كل عنصر على باب أحد الغرف ويقوم بتغطية فتحة الباب (شناف) والشبك بمصدات بلاستيكية؛ خوفاً من قيام أحد الأسرى بسكب ورش الزيت المغلي أو الماء المغلي على وجوه وأجساد العناصر، فيقوم ضابط العدد من فوق أكتاف عناصر الأمن بإجراءات العدد والتشخيص للأسرى الذين لا يسمح لهم بالاقتراب من الباب، وذلك خوفاً من قيام الأسرى بسحب أحد العناصر داخل الغرفة والاعتداء عليه، بينما يكون هؤلاء العناصر معززين بعناصر أخرى خلفهم وأخرى تنتشر على الغرف المحيطة بالغرفة المنوي أجراء العدد فيها”.
يضيف” عند الفحص يقوم عدد من العناصر بعمل حاجز بشري قبل فتح باب الغرفة ويخرج الأسرى واحداً تل والآخر، ويتم إحاطتهم بحواجز بشرية داخل دائرة من المصدات البلاستيكية، وذلك قبل أن يدخل ثلاثة عناصر ويبدأ إجراء الفحص الأمني للغرفة، وهكذا عند إخراج أحد الأسرى من القسم يتطلب ذلك أعداداً مضاعفة من عناصر الأمن، بينما كان في السابق لا يلزم الأمر أكثر من عنصر واحد، وكل ذلك يجعل إدارة السجون وأمنها في حالة استنفار دائم، ويتم تقليص الإجازات لعناصر الأمن والمسؤولين الكبار الذين يُطلب منهم الإشراف المباشر، وعدم ترك الأمور لصغار الرتب من الضباط”.
كل هذه الإجراءات زادت من حدة الاحتقان لدى الأسرى؛ نتيجة امتهان الكرامة والاستفزاز والقمع، فحصل ما حصل من عمليات طعن.
إضراب النخبة
كان من المقرر أن يدخل الإضراب عن الطعام والماء ثمانية من كبار الكوادر وقيادات الأسرى بتاريخ 7/4/2019 وقد تمَّ تأجيل هذه الخطوة إلى يوم 11/4/2019؛ لاعتبارات لتدارسها من قبل الأسرى فيما بينهم، وهذا سيزيد من حجم الضغط على مصلحة السجون التي لا سمح الله لو لحق ضررٌ أو أذى بأسير ستنفجر، لأنها أشبه ما تكون بعلبة كبريت.
أما المرحلة الرابعة من الإجراءات التصعيدية التي يتخذها الأسرى فقد تمثلت بدخولهم في إضرابٍ عن الطعام على ثلاثة أفواج يبدأ الفوج الأول يوم 17/4 (يوم الأسير الفلسطيني) على أن لا يزيد الفارق الزمني بين فوج وآخر عن سبعة أيام.
يسرد المحرر قبها واقع إصرار الأسرى على هذه الخطوة فيقول” سمعت في أذني وشاهدت بأم عيني أن هناك من الأسرى من يطالب الأمير في سجن مجدو ليكون هو في الفوج الأول من الإضراب، وهذا يعكس همة عالية وروح تحدي كبيرة وإرادة صلبة، وهو مؤشر يقلق مصلحة السجون جداً لذلك تتحرك بين السجون لمحاولة انتزاع مواقف واللعب على التناقضات، إلا أن الأسرى حسموا أمرهم فالعنوان الأول هو رئيس الهيئة العليا الأخ محمد عرمان ومساعديه من أعضاء الهيئة”.
مصلحة السجون ونتيجةً لذلك قامت بإجراء تنقلات عدة في صفوف قيادات في الحركة الأسيرة، يقول قبها” تم إخراج الأخ عرمان من عزل عسقلان ونقله إلى سجن إيشل، وإحضار الأخ مهند شريم من سجن هداريم إلى سجن آيشل، وتجميع عدد من الكوادر لإجراء حوارات جادة وفق ما أفاد به ضباط أمن السجون”.
يختم المحرر قبها حديثه قائلاً” إن يد الاحتلال الحديدية سيلفها أصحاب الهمم العالية والإرادة الصلبة وعزم الأبطال، فتهديدات الاحتلال لا تخيف الأسرى، ولن تثنيهم عن عزمهم التصدي لتغول وجرائم السجان وجبروته؛ لأن ما يتعرض له الأسرى من مؤامرة كبرى وهجمة شرسة يأتي في سياق خطة منظمة وممنهجة للإلتفاف على حقوق الأسرى وسحب ما حققوه عبر عقود بالدم، وإلا لماذا تمنع مصلحة السجون بيع راديو الترانزستور(إف.أم) في الكانتين، وهذا الإجراء جزء من العقوبات المفروضة ضمن الرزمة الرابعة”.
المصدر/ اعلام الاسرى
3 تعليقات
تعقيبات: إعلام الأسرى: الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال لم تصل لأي اتفاق مع إدارة السجون - غزة برس
تعقيبات: إردان: سنعزز السجون بالأطباء استعدادا للإضراب المرتقب على أمل ان ينكسر الأسرى - غزة برس
تعقيبات: تعرف على تفاصيل إضراب الأسرى غداً "معركة الكرامة 2" - غزة برس