الرئيسية / القدس / ما هي أبرز طقوس المستوطنين التوراتية في المسجد الأقصى؟

ما هي أبرز طقوس المستوطنين التوراتية في المسجد الأقصى؟

بعد أن كانت أحداثا خاطفة ونادرة، أمست طقوس المستوطنين الدينية في المسجد الأقصى أمرا واقعا وشبه يومي توثّقه عدسات المستوطنين أنفسهم وبحراسة شرطة وقوات الاحتلال، بدءا من الصلوات العلنية والصامتة وليس انتهاء بمباركات الزفاف واحتفالات البلوغ.

وتأتي هذه الطقوس ضمن رؤية ما تُعرف بـ”جماعات الهيكل” التي تعدّ المسجد الأقصى “مكانا يهوديا مقدسا وهيكلا قائما” حتى لو كانت أبنيته إسلامية، كما يقول الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص.

ويضيف الباحث للجزيرة نت أن هذه الجماعات تسعى عبر طقوسها التلمودية إلى تحريف هوية الأقصى الإسلامية من كونه مكانا مقدسا إسلاميا خالصا إلى اعتباره موقعا مشتركا ضمن المخطط المعروف بـ”التقسيم الزماني والمكاني”.

وتبحث “جماعات الهيكل” في التوراة وكتبها الدينية عن كل ما يمكن إحياؤه من طقوس خلال الأعياد لتجسيدها في باحات المسجد وتكرارها حتى تصبح عادة يومية وموسمية، حسب الباحث.


ما أبرز الطقوس التوراتية التي أقيمت -وما تزال- داخل الأقصى؟

صلاة الصباح (شحاريت): وهي قراءة فردية أو جماعية مع أجزاء منتقاة مما تسمى “أدعية البركات”، وأصبحت تؤدى على نحو شبه يومي داخل المسجد الأقصى علنا.
صلاة بعد الظهر (منحاه): تؤدى أحيانا في اقتحام ما بعد الظهر، وهي مشابهة لصلاة الصباح لكنها تنتقي مقاطع أخرى مما تسمى “أدعية البركات الثمانية”.
نصاب (المنيان): صلاة يفضّل اليهود أداءها جماعة، وحتى يتسنى ذلك هناك نصاب للجماعة يدعى “المنيان”، وهو 10 ذكور يهود بالغين. ففي الثاني من فبراير/شباط الماضي مثلا تطوّع أحد عناصر شرطة الاحتلال لإكمال نصاب صلاة 9 مستوطنين قرب باب الرحمة في المسجد الأقصى.

طقس (نعنوع): حركات اهتزاز وتمايل يؤديها المستوطنون ويظهرونها خلال صلواتهم في الأقصى.
مباركة الزفاف: عادة دارجة بشكل ملحوظ في العامين الأخيرين، إذ يعمد العروسان إلى اقتحام الأقصى قبيل زفافهما والصلاة فيه بمباركة أحد الحاخامات، ثم التقاط الصور التذكارية والرقص عند باب السلسلة، وذلك “طلبا للبركة من مكان الهيكل” حسب ادعائهم.
صلاة (الشماع): هي تلاوة أول فقرات من “سفر التثنية” وتقول “اسمع يا إسرائيل، إن أدوناي إلهنا إله واحد”، وكلمة “أدوناي” هي التفاف على لفظ “يهوه” الاسم الشخصي للإله في الكتاب المقدس اليهودي (التناخ). و(الشماع) أهم الصلوات عند اليهود، إذ تعدّ أساس التوحيد وقبول الوصايا العشر في التوراة، ويجب أن تؤدى قبل النوم وعند الاستيقاظ ومع صلاة الصباح، وفيها يغطي المصلي وجهه أثناء التلاوة ويحاول الخشوع والسجود. وتكرر هذا الطقس في الأقصى كثيرا، وازداد منذ عام 2014 حتى اليوم، إذ يضع المقتحم يده على وجهه مغمضا عينيه، ويصرخ باسم الإله وتوحيده.

بركات الكهنة: طقوس توراتية خاصة يقوم الحاخام (زعيم ديني) خلالها بمرافقة تلاميذه ويرفعون فيها أيديهم ويبسطونها فوق رؤوسهم، مع تلاوة فقرات من “سفر العدد” في التوراة، ويؤديها عادة طلبة المدرسة المسماة “هار هبايت أو جبل الهيكل” شرقي المسجد الأقصى.
صلاة التوبة أو الكفارة: تؤدى قبيل الأعياد اليهودية الكبيرة، بخاصة عيد الغفران، ويصاحبها ارتداء ثياب التوبة البيضاء، بالإضافة إلى لباس خدَمة الهيكل وكهنته.
رفع العلم الإسرائيلي: يتعمّد المقتحمون رفع العلم في الأقصى خلال ما يسمى يوم “توحيد القدس” الذي يسبق رقصة ومسيرة الأعلام التهويدية. وكانت أحدث مشاهد رفع العلم في 29 مايو/أيار الماضي، إذ رفعها المستوطنون بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى بين بابي المغاربة والسلسلة، في مشهد غير مسبوق منذ احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967.
القرابين النباتية: حاول المستوطنون خلال عيد العُرش اليهودي الأخير إدخال ما يسمونه “القرابين النباتية” كأغصان الريحان والصفصاف، ونجحوا في إدخال سعف النخيل خفية إلى الأقصى في سبتمبر/أيلول 2021.
القرابين الحيوانية: منذ 2014 يذبح المستوطنون القرابين الحيوانية (غنم، ماعز، حملان) حول سور المسجد الأقصى، احتفالا بعيد الفصح العبري. وشهدت السنوات الماضية إحباط محاولات عديدة لذبح القرابين في الأقصى، كان آخرها بعد دعوات مكثفة للذبح أو نثر الدماء في باحات الأقصى في منتصف أبريل/نيسان الماضي، تزامنا مع شهر رمضان.
احتفالات البلوغ (بار/ بات متسفاه): تكون بعمر 13 للذكور و12 للإناث، ويقرأ فيها البالغ ما حفظ من مقاطع التوراة، ثم يقرأ له الحاخام صلوات “البركة”، ويتعمد المستوطنون إقامتها في الأقصى لربط أبنائهم به.
دروس يومية للحاخامات: يلقيها حاخامات مخصصون لهذه المهمة مما تسمى “مدرسة جبل الهيكل”، عند مرافقتهم مجموعات المقتحمين بجولات وفقرات مخصصة داخل المسجد، وأبرزهم شمشون ألبويم وأليهو ويبر وشموئيل مورينو.

السجود الملحمي (برخوت): ويعني الانبطاح الكامل، واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل، ويمثّل هذا أقصى درجات الخضوع. وبموجب الشريعة اليهودية (سفر اللاويين) فإن هذا السجود ممنوع على الحجارة لأنها مادة صناعة الأصنام، ويضع اليهود فاصلا قماشيا على الأرض عند السجود في عيدي “رأس السنة العبرية” و”الغفران”. وحسب الباحث ابحيص، فإن السجود جائز على حجارة المسجد الأقصى باعتباره “هيكلا قائما” و”محل سكن الرب”، ولهذا بات يميّز بعبارة توضيحية عن بقية السجود فيسمى “السجود الملحمي”.

نفخ البوق (الشوفار): يكون وفق التعاليم التوراتية في 3 أيام في السنة: في صباحي الأول والثاني من رأس السنة العبرية، ثم في مساء يوم عيد الغفران (كيبور)، وقبل غروب الشمس بقليل لما يسمى “إعلان نهاية أيام التوبة العشرة”. ويقول ابحيص إن اليهود يتعاملون مع نفخ البوق باعتباره إعلان حضور للصلاة، أما في التطبيق المعاصر فاستخدمه جيش الاحتلال كأسلوب “إعلان سيادة” على الأقصى، إذ نفخه حاخام الجيش الإسرائيلي (شلومو غورين) يوم احتلال المسجد الأقصى في السابع من يونيو/حزيران عام 1967، واستمر خلال المناسبات التوراتية حتى توقف بعد إحراق المصلى القبلي عام 1969 خوفا من مواجهة مع العالم الإسلامي. وعاد نفخ البوق داخل الأقصى في رأس السنة العبرية مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2021.

ما أبرز أغاني المستوطنين داخل المسجد الأقصى؟
“المعبد سيبنى” أو “الأب”: الأغنية الأكثر تداولا خلال الاقتحامات، بخاصة أثناء الخروج من الأقصى عند باب السلسلة، لمغنيها نعومي شيمر، أطلقت عام 1967، وتتكلم عن الأمل في بناء “الهيكل الثالث” على جبل موريا (مكان الأقصى) من أشجار الأرز.
“نعمة بناء القدس”: تُغنّى في مناسبات كيوم “توحيد القدس”، وتتحدث مقاطعها عن “عرش داود” والبقاء في “أورشليم”، و”شكر الرب على نعمة القدس”.
النشيد الرسمي الإسرائيلي (هاتيكفاه): ويعني الأمل، كتبه الشاعر اليهودي من شرقي أوروبا نفتالي إيمبر، وصدرت أول نسخة منه عام 1886 ليُعتمد نشيدا للمؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، ومن ثم نشيدا رسميا لدولة الاحتلال عام 2004.
هتاف “شعب إسرائيل حي”: يُلفظ بالعبرية (عام يسرائيل حاي) وهي جملة متداولة يقولها المستوطنون للتعبير عن أنهم شعب حي. وكانت محكمة الصلح في القدس أجازت في 16 أبريل/نيسان 2018 الهتاف بهذا الشعار داخل الأقصى معللة ذلك بأنه هتاف قومي لا ديني ولا يشكل خطرا على أحد، وذلك خلال بتّها في قضية عضو الكنيست المتطرف أتيمار بن خفير الذي هتف به خلال اقتحامه عام 2015.

لماذا يقتحمون وهم حفاة؟
يعمد العديد من المستوطنين في أي اقتحام للمسجد الأقصى إلى دخوله حفاة لاعتقادهم بقداسته وأنه مكان الهيكل المزعوم، وأن الشريعة اليهودية حرّمت ارتداء النعال الجلدية في ما يسمونه “جبل الهيكل”.

ذروة الاستهداف
تبلغ طقوس المستوطنين ذروتها في انتهاك حرمة المسجد الأقصى عند تزامنها مع أعياد ومناسبات إسلامية فيما يعرف بالتقاطع العبري الهجري، كما حدث مثلا في تقاطع عيد الفصح العبري مع شهر رمضان الماضي.

وهناك تقاطع سيتجدد في نهاية العام الحالي وعام 2023، كما سيشهد شهرا سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين 12 يوما من الأعياد اليهودية المتواصلة التي تتكثف فيها انتهاكات الأقصى.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

العليا الإسرائيلية تنظر بقضية إخلاء 4 عائلات من الشيخ جراح

تنظر المحكمة الإسرائيلية العليا، اليوم الإثنين، في التماسات 4 عائلات فلسطينية ضد قرارات إخلاءها من …

%d مدونون معجبون بهذه: