الرئيسية / شئون إسرائيلية / لعنة” العقد الثامن” وبوادر أفول شمس “إسرائيل”

لعنة” العقد الثامن” وبوادر أفول شمس “إسرائيل”

حذر رئيس وزراء ووزير جيش العدو السابق ايهود بارك من كما حذر من قبله نفتالي بينت من أفول شمس كيان العدو  قبل بلوغه نهاية العقد الثامن كمقارنة بالحالة اليهودية على ارض فلسطين والتي تكررت مرتين قبل ألف عام في مملكة داود ” مملكة إسرائيل الموحدة ي منذ سنة 1050 قبل الميلاد وحتى سنة 930 قبل الميلاد تقريبا. ودولة الحشمونيين  والتي أقيمتا في الضفة الغربية في فلسطين حسب المزاعم التلمودية  وبينهما 220 سنة

 

معطيات غير دقيقة

براك والذي  نشر مقال من جزئين  في ملحق صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية يومي  4 مايو ويوم 8 مايو 2022 سعى لتفكيك رهبة العقد الثامن والتي تحدث عنها رئيس حكومة العدو الحالي نفتالي بينت في اكثر من موقف كان أخرها في   احتفالات الكيان في الذكرى ال74 لإقامته  والتي قوبل فيها بهجوم أهالي قتلى جنود جيش العدو عليه واتهامه بالفشل والخائن

وتناول  في مقاليه  مجموعة من الدول والتي تعرضت أيضا للعنة العقد الثامن وانهارت حسب وصفه إلا انه تغافل عن  مقارنة الظروف الذاتية والموضوعية والجغرافيا والسكان قبل إطلاقه حكم تكرار تجربة الصهاينة واليهود من قبله بانهيار دولتيهم قبل بلوغها العقد الثامن

معتبرا بان  الحرب الأهلية الأمريكية وانهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية  قد جاءت بسبب هذه اللعنة  وبسبب ظروفها الداخلية الذاتية غاضا طرفه  تماما عن دور اللوبي اليهودي والصهيوني في انهيار هذه الدول وجرها مع غيرها من الدول في أتون حروب عالمية قتل فيها عشرات الملايين ولا يزال العالم يدفع أثمانها بالدم  للان

 

 جرح نازف

ولكن براك وقبله بينت وضعا أيديها على نقطة الضعف والجرح النازف الحقيقي في خاصرة كيان العدو منذ قيامه قبل اكثر من سبعة عقود وهو عدم تجانس مكوناته من المستوطنين والذين قدموا من كثير بقاع العالم ومع اختلافاتها الاجتماعية والعرقية والثقافية إضافة الى  دوافعهم للهجرة  الى فلسطين وطرد أهلها منها بالدم والنار تحت مزاعم وخرافات تلمودية

فالجوع والاضطهاد دفع في التسعينات  اكثر من مليون ونصف شخص من دول الاتحاد السوفيتي جزء منهم ليس بالقيل أصلا ليسوا يهودا ولا تنطبق عليهم شروط “قانون العودة” والذي يجيز فقط لليهودي أو من احد والديه يهودي بالحصول على الجنسية الإسرائيلية وحقوق المواطنة في كيان العدو وهذا الذي صرح به  كبير حاخامات الكيان إسحاق بن يوسف في شريط فيديو نشره موقع يدعوت أحرنوت  في يناير 2020، فقال “جاء مئات الآلاف أو عشرات الآلاف من الوثنيون (غير اليهود) إلى إسرائيل بموجب قانون العودة … يوجد العديد من غير اليهود هنا ، بعضهم شيوعيون ، معادون للدين  كارهون للدين. إنهم ليسوا يهودًا على الإطلاق. ثم يصوتون للأحزاب التي تحرض على الأحزاب اليهودية المتزمتة الحريدية وضد الدين “.

مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”

أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا

قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”

ومن يراجع موجهات الهجرات التي  تم تنفيذها بدعم وتشجيع  الحركة الصهيونية منذ عام 1881 الى فلسطين سيكشف العجب العجاب ليعرف لماذا تلك الشراذم  البشرية جاءت  الى فلسطين وتفرض بقوة الدم والنار كيانها  وبمعاونة دول غربية وتواطؤ وعمالة من قبل زعامات  عربية

 

المواجهة الحقيقية

براك والي يعتبر أن كيان  العدو مر بمراحل من المجد والنمو والسيطرة عبر مجموعة هزائم تعرضت لها جيوش عربية والسيطرة على كل فلسطين التاريخية إضافة لسيناء وهضبة الجولان جاء بسبب تميز هذه العصابات وامتلاكها توليفة بن غريون ” بوتقة الأنصار” ولكن لم يذكر حالة التواطؤ والضعف والعمالة  والتي كانت تعيشها الدول التي هزمتها عصابات العدو بدءا من 1948 وحتى 1967 ولكن كانت 1973 فاصلة في تغير الظروف ويعيش لكيان أسوأ كوابيسه في حرب يوم الغفران ولم يعيش لحظات اختبارات حقيقة في مواجهات عسكرية تكشف ضعفه  إلا في مواقف قليلة  خصوصا مع أصحاب الأرض الأصليين ” الفلسطينيين ”  في معركة الكرامة وغزو لبنان  احتلال جنوب  لبنان ” وهروبه شخصيا وعلى رأس جيشه من لبنان في عام 2000

وجاءت الانتفاضات الشعبية الفلسطينية التي أيضا تظهر ضعفه وهشاشة بنيته الاجتماعية و ورح جنوده القتالية المتردية  التي  عاشت على أكاذيب دعاية الجيش الذي لا يقهر ليتم تمريغ انفها في الوحل مرة تلو الأخرى وما  الحروب التي تم شنها  العدو ضد غزة ببعيدة وكان أخرها معركة سيف القدس في مايو 2021

 

 أساس خرب وفاسد

براك اعتبر أن لحظة التحول الدراماتيكية في البنية  الاجتماعية والسياسية في كيان العدو  بدأت قبل 26 سنة لحظة اغتيال رابين ولكن نسي انه منذ اللحظة الأولى كانت هذه العصابات في تناحر كامل ودموي فالمواجهة بين بن غريون من جهة وبيغن قائد عصابات “اتسل “والتي كان من ضمنها  قصف سفينة” التلينا” المحملة بالأسلحة  التي جلبتها  عصابة أتسل في 20 حزيران 1948 مرورا بالعنف والجرائم التي ارتبكت مع أطفال اليمن وغيرها من جرائم العنصرية والإقصاء وصولا  الى مقتل الشاب سلومون تيكا من يهود الفلاشا قبل ثلاثة أعوام من قبل شرطي ابيض

كما أن التغيير بسيطرة اليمين  اعتبرها براك أساس في تعزيز ونشر الأفكار المتطرفة والتي بدأت قبل ثلاثة عقود من الإن ولكن براك نسي بان الفكر اليساري والعمالي الصهيوني هو الذي حكم وأقام كيان العدو على مدار 5 عقود وبدا وجوده وأفكاره بالتراجع والانزواء  منذ انتخابات 1996  بعد مقتل رابين  فالذي زرعه كلا من اليسار واليمين  في كيان  العدو على مدار سبعة عقود ونصف يحصدون نتائجه بشكل واضح وجلي

 

 هزيمة أمام الوعي

كما أن  العلو الذي يزعم  براك وصول الكيان اليه عبر اتفاقيات التطبيع مع مصر والدول العربية في العاميين الماضيين وحتى اتفاقية أوسلو وتنصيب وكيل للاحتلال امني وسياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة في حينه معتبرا أن التفوق التكنولوجي والعسكري والاقتصادي لكيان العدو هي اهم نقاط قوته في عبور رهبة العقد الثامن ولكن عند الاختبار الحقيقي أمام المساس بالأقصى وفي معركة وعي واحدة فقط أجبرت هذه الدول أمام غضب شعوبها الى الاستنكار والشجب واطلاق التصريحات وحتى استدعاء السفراء والذي وصفه كثير من المحللين بالصدع الذي نجحت فيه المقاومة وصمود أهل القدس في إنجازه  في العلاقات الإستراتيجية بين الكيان والمطبعيين

 براك الذي اعتبر أن التحريض الذي بدأه اليمين  مع توليفة الصهيونية الدينية  والتي تم تقديمها ودعمها وتحويلها لذراع تنفيذي  استيطاني لحكومات العدو المتعاقبة هو احد الصدوع في بنية الكيان الهشة  ولكن السحر حسب براك قد انقلب على الساحر وتحولت الصهيونية الدنية  وغلمانها مثل بن غفير وبينت  الى اللعنة الحقيقة في سرعة أفول شمس الكيان بسبب اندفاعهم نحول تنفيذ أفكارهم الخلاصية  وإقامة  هيكلهم المزعوم وهدم الأقصى وذبح قرابينهم عبر وضع أيديهم  ورؤوسهم في عش الدبابير عبر تهييج الراي العام الداخلي والفلسطيني والعربي باتجاه اخطر ملف وهو الأقصى

 

 التهديد الوجودي

كما  أن براك الغارق  حتى أذنيه بالدم  الفلسطيني والعرب من مصريين ولبنانين وسوريين وأردنيين  وسودانيين وعراقيين وتونسيين وجزائريين وغيرهم  يتحدث واعظا عن انه لا وجود أي تهديد وجودي حقيقي على كيان العدو لا من الفلسطينيين انفسهم أصحاب الحق ولا قدراتهم الصاروخية والقتالية التي تتطور وتتراكم في أيدي مقاومتهم يوما بعد يوم ولا من ايران وملفها النووي ولا من المحيط العربي والإسلامي  والإقليمي بل أن التهديد الوجودي الحقيق لكيان العدو هو جبهته  الداخلية المتصدعة والمليئة بالتناقضات  والتحريض والاستقطاب الجنوني في ظل صراع على الهوية الدينية اليهودية خصوصا المتطرفين الخلاصيين من الصهيونية الدينية  و بحسب براك والذين يهدفون الى تحويل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين الى حرب دينية  بين إسرائيل والإسلام  وهذا اتجاه سيء ​​للغاية لإسرائيل  معتبرا بانه من يظن أن  معاهدات التطبيع   مع مصر والأردن  يمكن أن تكون طوق النجاة  للكيان من حرب دينية كهذه  فرهانه فاشل

نمر من ورق

انعزالية المجتمع الصهيوني والجيتو المستمر الذي يعشيه اليهود حتى من قبل قيام كيانهم  في 1948 مع الدعاية الكبيرة صنعت منهم نمرا من ورق ولكن  منذ انطلاق  الثورة الرقمية الحديثة وانكشاف المجتمع الصهيوني الداخلي بكل تناقضاته على منصات التواصل الاجتماعي يؤكد بان الصدوع ” الحديثة في بينة الكيان ليست وليدة عقدين ونصف من التحريض والكراهية المتبادلة  والتعصب بل هي في اصل وتركيبة وبينة كيان العدو السكانية والفكرية ولم تطفو عنصريتهم الداخلية ومشاكلهم الاجتماعية و وتحكم العنصر الأبيض من الصهيونية الغربية والأوربية والأمريكية في مفاصل الكيان والطبقية المفرطة والتي تدفع بهم الى توطين المهاجرين من الدول العربية والشرقية والأفريقية في بؤر استيطانية عند خطوط المواجهة فيما ينعم أصحاب  رؤوس المال  والهاربين من العقوبات والأحكام ورؤساء العصابات الدولية والمافيات بأفخر المباني والقصور على شواطئ نتانيا وشمال تل أبيب ومستويات الفقر غير المسبوقة والهروب من التجنيد والصدع الأخطر من يحمل البندقية ويدافع ويموت يدفع بدمه عن حياة متزمت يجلس في ” المدرسة الدينية ليتعلم التوراة ولا يعمل ومحبرة الحكومات بدفع لعه المستحقات والأموال والمساعدات وإقامة مدينة دينة له مثل العاد والتي انفجر قادتها وحاخاماتها الحريدين في وجه قادة الصهيونية الدينية وبن غفير بانهم سبب جلب الموت و إراقة الدم في مستوطنتهم بسبب إصرارهم على اقتحام الأقصى

ربما لعنة العقد الثامن هي قاب قوسين أو ادنى ليس على مستوى البنية الداخلية للمجتمع الصهيوني الداخلي بل هي اصل في فكره وتركيبته وسبب وجوده رغم حكم الجيل الثالث من أبناء الصهاينة المهاجرين الى فلسطين في الوقت الحالي وهذا الذي ظهر جليا في التغول والمجازر التي يرتكبونه ضد الفلسطينيين منذ اكثر من سبعة عقود وأيضا من قتلهم وسحقهم وسحلهم  أي مظاهر احتاج الى جهة حتى لو كانت تحمل الهوية الإسرائيلية ويزعمون أنها تتمتع بنفس الحقوق الواجبات والتمثيل في الكنيست مثل الفلاشا وفلسطيني 1948 وغيرهم من الطوائف و والملل والنحل في كيان العدو.

 

وحتى لا نركن الى  المسلمات التاريخية والنبوءات الخيالية فلعنة العقد الثامن تحتاج الى عامل فاعل  مقاوم ونشط في الواقع لتعجيل نهاية هذا الكيان وإزالة  وجوده السرطاني من  فلسطين التاريخية ومقدساتها

المصدر/ الهدهد

 

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: