الرئيسية / العالم / الاستفادة من فرص إيران

الاستفادة من فرص إيران

ترجمة :أمين أحمد خلف الله

يدعوت أحرنوت/ اليكس فيشمان

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ، تصنع “إسرائيل ” ما تشاء في سوريا طالما أنها لا تثير غضب الدب الروسي، وعلى الرغم من أن “إسرائيل ” لم تتخلَّ عن مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا ، إلا أنها تتخذ حاليًا هامشًا أمنيًا أوسع ويتم فحص كل هدف بأكثر من سبع عيون ( بدقة شديدة)، قبل اتخاذ قرار بالهجوم، فحساسية الروس واستعدادهم العسكري أعلى في هذا الوقت ، ودرجة تسامحهم مع ما قد يراهون عليه على أنه اختراق “إسرائيلي” أو انتهاك للمصالح الروسية هو  أقل وضوحًا

وفي “إسرائيل ” ، تُراقب باستمرار بوادر تغير في الموقف الروسي تجاه أنشطتها في سوريا،

الأمر ليس بهذا التعقيد، عندما يبدأ طيارو سلاح الجو في سماع التحذير على خوذهم من تعرضهم لبطاريات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في سوريا – أثناء تواجدهم في سماء تل أبيب – سيكون التلميح واضحًا تمامًا، وعندما تكتشف “إسرائيل ” أن الروس ينقلون معلومات إلى السوريين عن هجماتهم الجوية ، وتستجيب مؤسسة الدفاع السورية ، فإن ذلك سيكون أيضًا علامة.

في الوقت الحالي ، لم يتغير تعامل روسيا مع “إسرائيل ” في سوريا، لكن يمكن قلب ذلك كله  في لحظة، وقف الإيرانيون إلى جانب الروس في حرب أوكرانيا وسيطالبون الروس بالثمن،  ويمكن أن يتجلى هذا ، بسرعة كبيرة ، في سوريا، يجب الافتراض أن الإيرانيين سيراجعون السلوك الروسي تجاه “إسرائيل ” في سوريا ، وربما حتى في الأيام المقبلة،  وعلى سبيل المثال ، يمكنهم القيام بعمل من شأنه أن يشكل تجاوزًا للخط الأحمر ل”إسرائيل ” ، مثل وضع طائرات بدون طيار في سوريا ، مما قد يضع الروس في مأزق، “إسرائيل ” ستهاجم حينها ولكن كيف سيكون رد فعل الروس هذه المرة؟

ينظر الإيرانيون إلى الأزمة في أوكرانيا على أنها فرصة لاغتنام الإنجازات الاستراتيجية، في وقت سابق من هذا الأسبوع ، خرجوا من الخزانة ، والآن يتحدثون صراحة عن “دروس أوكرانيا”  أي دولة ليس لديها أسلحة نووية متروكة لمصيرها ولن يساعدها أحد عندما تهجمها دولة اقوى منها

لم يعد هناك مجال للتفسير، لم يعد الإيرانيون يتحدثون عن تحريم القرآن لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، لن يتخلوا عن امتلاك السلاح النووي ، سواء تم التوقيع على اتفاق في فيينا أم لا،

وفي الوقت نفسه ، ورغم أنها كانت على وشك توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاقات النووية مقابل رفع العقوبات ، فقد اتخذت إيران قرارًا استراتيجيًا: تشديد المواقف وعرقلة المحادثات.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست ، فإن الإيرانيين يريدون الاستفادة من حقيقة أن الغرب يواجه صعوبات في مجال الطاقة ، من أجل رفع سقف طلباته سواء في مجال العقوبات أو في مجال الرقابة.

وعلاوة على ذلك ، يفكر الإيرانيون في إمكانية أن يؤدي إطلاق النفط الإيراني إلى السوق العالمية إلى خفض أسعار النفط بنسبة عشرة في المائة – لفتح الاتفاقية التي كان من المفترض توقيعها ، وفقًا لجميع الشركاء ، بمن فيهم الإيرانيون – في أقرب وقت ممكن، والذي كان متوقعا   نهاية الأسبوع الماضي.

في هذه الأثناء المحادثات  عالقة، المغزى بالنسبة ل”إسرائيل “: إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المائة ولا يوجد من يوقفها ومع ذلك ، وحتى قبل الأزمة في أوكرانيا ، كان ينظر إلى القضية الإيرانية من قبل الأمريكيين والأوروبيين على أنها مصدر إزعاج يجب إزالته من الطاولة، اليوم ، في ظل الأزمة في أوكرانيا ، يتم دفع الملف الإيراني   بعيدا أكثر إلى الزاوية

شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس

شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

وكان القرار الاستراتيجي المهم الآخر للإيرانيين هو الانحياز إلى جانب ودعم الروس، بالنسبة لإيران ، فإن هذا له فوائد قصيرة وطويلة الأجل، فعلى المدى القصير ، تتوقع إيران من روسيا تقييد حرية “إسرائيل ” في العمل في سوريا، حتى الآن ، أصبحت حرية العمل هذه ممكنة بسبب المصلحة الروسية في إضعاف الإيرانيين، وقد يغير الدعم الإيراني المتحمّس لروسيا الوضع ، وستبدأ “إسرائيل ” في استيعاب مثل هذه القيود، على المدى الطويل، كما ويرى الإيرانيون في التعاون الاقتصادي مع روسيا ، خاصة في مجالات المشتريات العسكرية ، اختراقًا يلتف على العقوبات.

لذا فإن روسيا وإيران ، وهما دولتان “مجذومتان” ( منبوذتان دوليا حسب وصف الكاتب )، ستدعمان بعضهما البعض ، وتتعاونان عسكريًا واقتصاديًا ، مع اتفاقية اقتصادية مدتها ثلاثون عامًا بين إيران والصين في الخلفية.

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: