هآرتس/ عاموس هرئيل
إلى أي مدى اخترقت المخابرات الصينية “إسرائيل”، في استخدام التجسس الصناعي التكنولوجي أو لأغراض النفوذ؟
وعند طرح السؤال على كبار مسؤولي الأمن، عادة ما يكون هناك صمت غير مريح في الغرفة، والحساسية واضحة.
تتنقل “إسرائيل” منذ سنوات بين الرغبة في تعميق العلاقات مع الصين، والخوف من إثارة غضب الولايات المتحدة، التي لا تزال ترى بكين -على الرغم من الأزمة الأخيرة مع موسكو- أكبر منافس لها، دفع بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء بكل قوته لدفع الصفقات التكنولوجية مع السوق الصينية الواسعة، لكن في السنوات الأخيرة من ولايته -خاصة في عهد نفتالي بينت- اضطرت “إسرائيل” إلى كبح التقدم في وجه المعارضة الأمريكية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك، الفيتو الأمريكي على “الصفقات الإسرائيلية” مع الصين لشراء البنية التحتية الخلوية من الجيل الخامس، وتحديث “الآلية الحكومية الإسرائيلية” للإشراف على الاستثمار الأجنبي -بناءً على طلب الحكومة، التي لا تزال غير راضية-.
حتى ما يقرب من عام مضى، عمل “نير بن موشيه” مفوض للأمن في المؤسسة العسكرية وتعامل بشكل مكثف مع مسألة التدخل الصيني في “إسرائيل”، لذلك، عندما ينشر بن موشيه مقالاً هذا الشهر عن التجسس الصيني على موقع معهد دراسات الأمن القومي، فإن هناك اهتماماً خاصاً به، حيث يضع بن موشيه العديد من الفرضيات والتحفظات على نصه غير العادي، ولكن يبدو أن القارئ يمكن أن يتخلى عنها، هذه هي الحالة النادرة لمن يود المعرفة حقاً.
كتب أن: “الصين تعتبر إسرائيل قوة تكنولوجية رائدة، ولديها قدرة متقدمة على المساهمة في كل مجالات برامج التمكين الصينية تقريباً، لذلك من المحتمل جداً أن تكون جهود التجسس الصينية تجري في “إسرائيل” أيضاً، كما هو الحال في دول أخرى ذات قيمة بالنسبة لها، فمن المحتمل أن تعمل وكالات الاستخبارات الصينية في إسرائيل أيضاً على تحقيق أهدافها بطرق أخرى، على غرار ما تنشره الولايات المتحدة”.
وأضاف: “لا يمكن استبعاد تعرض الوزارات الحكومية والصناعات العسكرية والشركات المدنية في “إسرائيل” للهجوم لخدمة أغراض المخابرات الصينية، ومن المحتمل أيضاً أن يكون محور الاهتمام الرئيسي في نظر المخابرات الصينية هو نظام العلاقات المتشعبة بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
مشيراً إلى أن “المنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلي هدف معقول للغاية لجهود الاستخبارات الصينية، ويجب أن تشمل أهداف هذه الجهود أنظمة أسلحة رئيسية في إسرائيل، تم تطويرها بالتعاون مع الولايات المتحدة أو منتجاتها”.
وقال: “يبدو أن إسرائيل معرضة بشدة لهجمات الفضاء السيبراني، والغرض منها سرقة المعرفة، ويرجع ذلك إلى استخدام إسرائيل المكثف للحوسبة والمعلومات والبنية التحتية للاتصالات وبسبب السهولة النسبية لتحقيق إمكانية الوصول عن بُعد، مع انخفاض مخاطر المهاجمين”.
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026
يذكر بن موشيه أنه في أغسطس الماضي، تم الكشف عن هجوم إلكتروني منسق من الصين على عشرات الهيئات الخاصة والحكومية في “إسرائيل”.
وخلص إلى أن الصين ليست عدواً وأن العلاقات الاقتصادية معها ذات أهمية كبيرة، ومع ذلك، فإن أساليب عملها تشكل تحدياً كبيراً “لإسرائيل” “كوجهة جذابة ومصدر للتكنولوجيا المتقدمة، وهناك القليل من المؤشرات العامة على التجسس الصيني في “إسرائيل”، لكن من المرجح أن ترى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الصورة بشكل أوسع وأعمق.
وكتب “التهديد الاستخباراتي للنظام الصناعي العسكري والأمني، مع التركيز على علاقاته مع الولايات المتحدة، مهم بشكل خاص، والخطوة الأولى والضرورية هي زيادة الوعي بالمخاطر”.
المصدر/ الهدهد