زمان إسرائيل/ شالوم يروشالمي
المقال يعبر عن رأي كاتبه
قبل وقت قصير من انتخابات مارس2021، زار نفتالي بينت بؤرة سديه بوعز الاستيطانية غير القانونية، وأدلى بتصريح لا هوادة فيه هناك، ووعد “في أول يوم لي كرئيس وزراء سأوقع على الموافقة الكاملة على المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية”، واختتم بينت حديثه بحركة توقيع قوية في الهواء.
وفي أول يوم له في مكتب رئيس الوزراء، لم يفعل بينت شيئًا ولم يتم تدوين التوقيع على الورق حتى الآن، بعد سبعة أشهر ونصف الشهر، في حين أن الشخص الذي يقوم على ما يبدو بتأهيل عشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية هو في الواقع بني جانتس، عضو يسار الوسط الذي رفض السماع عن البؤر الاستيطانية خلال فترة ولايته السابقة وزيرًا للجيش.
فارس المستوطنات
وقبل ثلاثة أسابيع، مباشرة بعد تمرير قانون الكهرباء في الكنيست في عاصفة كبيرة، عقد جانتس اجتماعا وطلب من المهنيين الذين استدعاهم العمل وفحص معنى تمرير القانون، وإجراء التعديلات اللازمة لتطبيقه على البؤر الاستيطانية “الإسرائيلية” والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية.
وهذا الأمر أثار المواقع الإخبارية اليمينية هذا الأسبوع التي ذكرت أن جانتس قرر بالفعل ربط البؤر الاستيطانية غير القانونية بشبكة الكهرباء الوطنية من خلال أمر عام، ثم لف هذه البؤر الاستيطانية لاحقًا في حزمة من المكونات الأمنية.
المستوطنون سعداء لكنهم يطأطئون رؤوسهم، تبدو هذه الخطوة من جانب جانتس ثورية، يعلم الجميع أن التوصيل القانوني بشبكة الكهرباء هو خطوة لا رجعة فيها، وبعد ذلك ستصبح جميع هذه البؤر الاستيطانية الـ 75 قانونية تمامًا ومستوطنات كوشير” حلال” لجميع المقاصد والأغراض، وهذا هو السبب أيضا الذي يجعل ميرتس تهدد اليوم بأزمة ائتلافية إذا تم تنفيذ توصيل البؤر الاستيطانية بالكهرباء.
الارتباك لا يزال يسيطر على المستوطنين بسبب خطوة جانتس فهم لا يفهمون ما الذي دفعه لذلك وهو الذي كان معاديا لهم حتى يومنا هذا، كما أنهم غير مستعدين لقبوله فارسًا جديدًا للمستوطنات.
وقالت عضو الكنيست أوريت شتروك (الصهيونية الدينية)، من سكان البؤرة الاستيطانية في الخليل:”إن الاعتراف بالبؤر الاستيطانية غير القانونية يهدف في الواقع إلى تأهيل ألف قرية فلسطينية في الوقت نفسه”.
أفيتار اختبار حقيقي
وقال شلومو نئمان رئيس مجلس غوش عتصيون الاستيطاني لموقع زمان إسرائيل: “هذه خطوة معقدة من قبل جانتس”، فهو نهجه السياسي أن يساعد الفلسطينيين على التطور، وربما يجب أن نعاني أكثر قليلاً في المستوطنات الجديدة، فقط حتى لا يعترفوا بكل البناء غير القانوني للفلسطينيين الذي يقترب منا”، (بناء الفلسطينيين على أرضهم فيما يصنف مناطق ج)
نئمان الذي يسكن البؤرة الاستيطانية غير الشرعية تسور شاليم، قال إن جميع البؤر الاستيطانية تقريبًا موصولة بالكهرباء، ولكن بطريقة مقرصنة غير رسمية، ما يتسبب في أعطال وانقطاعات متكررة، في بعض الأحيان إذ لا يوجد أثاث كافٍ، وتكتظ العائلات في غرفة واحدة للتدفئة.
نئمان لديه تفسير آخر لكرم جانتس الفجائي، فهو يعتقد أن قانون الكهرباء المثير للجدل الذي أقره في الكنيست في بداية الشهر كسر فيه شيئًا، ولقد فهم وزير الجيش أنه لا يمكن توصيل الكهرباء في البلدات البدوية في حين نحن الرواد الحقيقيين للاستيطان.
وأضاف: إنهم يستولون على أراضي الدولة بكل الوسائل، إنها خطوة فلسطينية محسوبة من خلال لم شمل الأسرة وكل ذلك، “كل شيء من التخطيط للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من خلال فلسطينيي 1948″.
كوبي إليراز الذي كان مستشارًا للاستيطان لأربعة وزراء للجيش (موشيه يعلون، وأفيغدور ليبرمان، وبنيامين نتنياهو، وبينت) يتفق على أن إمكان توصيل الكهرباء إلى البؤر الاستيطانية أمر دراماتيكي، وقال:” لكن الاختبار الحقيقي لجانتس هو في الواقع في أفيتار البؤرة الاستيطانية التي تم إخلاؤها تنتظر قرارًا من وزير الجيش، البؤر الاستيطانية موجودة بالفعل، لكن في أفيتار الأمر يتعلق بإنشاء مستوطنة جديدة، وأفيتار نقطة مهمة إستراتيجية، فهل سيلتزم جانتس بإقامة المستوطنة بعدما ثبت أنها أراضي ملكا “لإسرائيل”.
ميرتس وجانتس
في غضون ذلك، يؤسس اليسار في الحكومة والائتلاف موقفا سلبيا تجاه جانتس، يقول عضو الكنيست موسى راز من ميرتس: “توصيل الكهرباء مخالف لكل التفاهمات، إنك لا تقوم بأفعال مهمة على الأرض تغير الوضع الراهن”.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
من الصعب الافتراض أن ميرتس سيدخل بالفعل في أزمة ائتلافية، فقد أثبت هذا الحزب أنه الحلقة الأضعف في الحكومة، كما يتضح أيضًا في قانون الجنسية.
يمكن أن يبتسم جانتس ساخرا، الأمر مريح جدا بالنسبة له، أي شخص يرى نفسه رئيسًا للوزراء يغمز إلى اليمين، ولكن أيضًا إلى اليسار يقوم بتأهيل بؤرة استيطانية، وقرى فلسطينية كذلك، يستضيف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزله، لكنه على وشك اتخاذ قرار دراماتيكي في أفيتار، ولا يلغي جانتس قانون فك الارتباط، ولا يخلي المدرسة الدينية في حومش، لكنه لا يقوم بضم كبير ولكن متناسب عبر البؤر الاستيطانية، كان يسمى ذلك ذات مرة بالضم الزاحف.
المصدر/ الهدهد