القناة 13/درور لافي
مؤسس “حركة حزيت” مقاتلون من أجل حركة جيش متطوعين محترفين
المقال يعبر عن رأي كاتبه
أظهر استطلاع شامل- لم يكن الأول من نوعه – أن حوالي 47٪ من الجمهور اليهودي يؤمنون بضرورة إلغاء الجيش الإلزامي، وإعادة تأسيسه كجيش محترف، بينما عارض هذا المقترح حوالي 42٪ فقط.
هذه المعطيات هي نتيجة العديد من الأحداث التي أدت إلى تدهور صورة “الجيش الإسرائيلي” في نظر الجمهور، بينها تزييف خطير من الجيش لبيانات وأرقام تتعلق بتجنيد حريديين( يهود متزمتين) أدى إلى تقرير “لجنة نوما”، والذي نشأ عنه حقيقة أن أقل من 50٪ من الشباب في “إسرائيل” ينخرطون في الخدمة العسكرية.
تراجع في الثقة
إلى جانب ذلك، يمكن أن يضاف الاحتفال بالمعاشات التقاعدية في ميزانية “الجيش “، الأمر الذي لفت أنظار الجمهور الذي يئن تحت وطأة تكاليف المعيشة الباهظة، إضافة إلى تعاطي الجيش مع أحداث خطيرة متورط فيها الجنود (مثل قضية “ت”، ، ضابط المخابرات الذي مات في السجن) أو المعدات (مثل الفيضانات في قاعدة حتسور والسرقات الهائلة للذخيرة من قواعد الجيش الإسرائيلي) وغيرها.
الوضع الحالي يزيد من حدة الهوة القائمة عندما يتعلق الأمر بصورة الجيش أمام نفسه وفيما يحدث على الأرض، ومن جهة أخرى، يسوّق الجيش للجمهور صورة “جيش الشعب”، حيث “يخدم” كل من فيه الشعب، وليس كل من في الجيش هي مجرد وظائف؛ وهذا يظهر جليا عندما تكافح قيادة الجيش لرفع الشروط والمعاشات التقاعدية للضباط فيه وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن مفوض الأجور في الجيش ليصبح صندوق المعاشات التقاعدية في الميزانية أعلى بخمس مرات من المتوسط، وأصبح أولئك الذين هم في الجيش اليوم غير راضين عن “الإحساس بالمهمة” وحماية الوطن كما في الماضي، لكنهم يطالبون بظروف عمل جيدة مثل أي موظف آخر في الاقتصاد، وإذا كان الأمر كذلك، فربما حان الوقت لجعله حقيقيًا؟
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
تخلق هذه الفجوة اختلافات طبقية حتى داخل “الجيش الإسرائيلي” نفسه، فجنود ” الخدمة الدائمة” يطالبون بظروف جيدة وخيارات ترقية وتقاعد مبكر وغير ذلك مما يظهر أنهم يرون في “الجيش الإسرائيلي” وظيفة قبل كل شيء، ومن ناحية أخرى، يوجد في الجيش أيضًا مجندون تم إجبارهم على الخدمة، ومن المتوقع أن يصلوا إلى الجيش بدافع عدم وجود رواتب وبدون شروط خدمة مناسبة.
جيش محترف
كل هذا يثبت أن الوقت قد حان للتفكير في العمل ضمن الجيش المحترف، مثل معظم الجيوش في العالم الغربي التي انتقلت بالفعل بنجاح إلى هذا النموذج، والإطار في هذا النموذج هو أن الجندي هو مهنة مكتسبة يجب تعلمها وتطويرها بمرور الوقت، وهي مهنة يجب اختيارها وعدم ممارستها بالقوة (ولفترة قصيرة)، وبهذه الطريقة، سيتم تجنيد أولئك الذين يرغبون حقًا في القيام بذلك، والتخصص في وظائفهم، والتمتع بظروف عادلة والشعور بالتقدير ليس فقط للعمل المنجز ولكن أيضًا للعائد المالي وشروط الخدمة في “الجيش.
وعملياً، يتصرف “الجيش الإسرائيلي” بهذه الطريقة ( الجيش الاحترافي) حتى اليوم إلى حد كبير، عندما يقوم بتجنيد الطيارين أو العاملين في الكمبيوتر أو ضباط البحرية أو الجنود للوحدات الخاصة، ربما كل ما تبقى هو أن نفهم أنه – حتى لو أراد الجيش الاستمرار في وصف نفسه بلقب “جيش الشعب” وهذا الأمر لن يستمر لفترة طويلة – قد حان الوقت للاعتراف بذلك.
المصدر/ الهدهد