إسرائيل هيوم/ يوآف ليمور
المقال يعبر عن رأي كاتبه
يجب على كل من يهتم لمستقبل “إسرائيل” أن ينتبه لتقرير ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية الذي نشره أمس المعهد “الإسرائيلي” للديمقراطية، وكان القاضي يتسحاق هرتسوغ على حق عندما قال إن التآكل المستمر لثقة الجمهور في كل المؤسسات هو “علامة تحذير لنا جميعاً”، إذا استمر فقد يؤثر على قدرة بعض الأنظمة على العمل، وبالتالي سيؤثر على درجة التزام “المواطنين” بالقانون، ويعتبر هذا هو أقصر الطرق إلى الفوضى.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تراجع ثقة الجمهور” بالجيش الإسرائيلي “- الذي كشفت عنه “إسرائيل اليوم” قبل نحو أسبوعين إلى أدنى مستوى له منذ 13 عامًا.
تكشف البيانات عن جزء من السبب: إلى جانب الافتقار المستمر للثقة بين العناصر الدائمة (بشكل رئيسي ” فلسطيني 1948″ والحريديم والعناصر المتطرفة من اليسار)، كان هناك تراجع للثقة في “الجيش الإسرائيلي” هذا العام بين عناصر الجناح اليميني، ويفسر محررو التقرير أن هذا يرجع إلى تغيير الحكومة، والهوية المطلقة التي طورها العديد من “الإسرائيليين” بين بنيامين نتنياهو و” إسرائيل”.
رد الجيش الإسرائيلي على التقرير كما هو متوقع – “الجيش الإسرائيلي” هو جيش الشعب وثقة الجمهور عنصر مهم في تحقيق مهمته” – لكن سلوكه مختلف، ليس فقط حقيقة أنه سارع بتسريب استطلاعات داخلية أجراها أمس، والتي تفيد بأن ثقة الجمهور في الجيش أعلى من ثقة المعهد “الإسرائيلي للديمقراطية”، وكأنها منافسة لمن لديهم بيانات أقل سوءًا، ولكن أيضا المفاوضات التي استمرت لأسابيع مع المعهد، في محاولة لتقديم صورة أفضل من الصورة الحقيقية.
بحر من الأخطار: يجب مُراقبة الحُدود البحرية الآن أكثر من أي وقت مضى
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
طلب “الجيش الإسرائيلي” من المعهد إجراء متوسط بين البيانات من استطلاع أُجري في يونيو (90٪) وبيانات نهاية العام (78٪)، المعهد رفض، وهو محق في ذلك، رقم يونيو مشوه بسبب المعنويات القوية بعد عملية ” حارس الأسوار” معركة سيف القدس”، بينما يعكس رقم أكتوبر صورة أوضح للواقع، وبدلاً من اللعب بالأرقام، كان يجب على “الجيش الإسرائيلي” وقادته التوقف عن سرد القصص لأنفسهم، والنظر إلى الحقيقة في أعينهم، الوضع ليس جيدا، ليس كارثيا، ولكن الاتجاه إشكالي ويحتاج إلى معالجة، بدءا من الأمور التي تبدو ثانوية، مثل النقل والطعام، من خلال الموقف العام من جيش الاحتياط، والذي يتطلب تحسينا كبيرا في كل معيار، وينتهي بقضايا “القيم “التي يفر منها “الجيش الإسرائيلي” ورئيس الأركان كالنار في الهشيم.
من الأسهل أن يتم تصويرك مع ضابط بحري نجا من تحطم المروحية أكثر من مقاتلي جولاني الذين هوجموا في حومش، لكن هؤلاء وهؤلاء جنود يستحقون العلاج والاهتمام.
من يريد الانتصار في الحرب القادمة عليه أن يستثمر في الاستخبارات والقوات الجوية والقدرة على الفتك، لكن في الغالب عليه أن يستثمر في الناس، إذ تبدأ ميزة “الجيش الإسرائيلي” بهم وتنتهي معهم، وكذلك ثقة الجمهو، وهذه هي القصة كلها بكل بساطة، إذا لم يفهم رئيس الأركان والجيش هذا، فإن أزمة الثقة ستزداد سوءا.
المصدر/ الهدهد