إذا فتحنا باب الذكريات مع صوم شهر رمضان، سيذكر الصائمون أن الرحلة بدأت منذ الطفولة، فمنهم من عاند وأصرّ على الصوم منذ سن الخامسة، ومنهم من علّمهم أهلهم الصوم في سن العاشرة، لكن الشائع أن يكون التعود بالتدريج؛ نصف يوم ثم يوم ويوم ثم الإفطار عند التعب فقط، وهكذا حتى صار الصوم عادة وعبادة، لكن ما حال الذين أسلموا في الكبر وفجأة صاروا مطالبين بالصوم؟ وكيف كانت تجربتهم؟
تقول باسكالا -التي أسلمت في 2018- للجزيرة نت إن “أول عام لي في الصوم كان شديد الصعوبة، فقد كنت أقيم في بلدي هولندا، وكان المغرب حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء، بينما الفجر حوالي الرابعة صباحا. هذا إلى جانب أنني وقتها كنت أعمل مضيفة طيران، وأحيانا كانت الرحلات تطول لساعات ونصل إلى الفندق بعد إغلاق المطعم، فلا يتوفر لي طعام للسحور، لكن -مع ذلك- استطعت صيام الشهر كله إلا -ربما- 3 أيام”.
أما ماريا -وهي مكسيكية أميركية- فتقول “بدأت الصوم منذ أن أصبحت مسلمة في عامي الأول، وكان بالنسبة لي في منتهى السهولة. أيقنت أنه الخير لي ودعوت الله فيسّره”.
ومن المعروف أن ساعات الصوم في بعض دول أوروبا تزيد على الـ20، بينما قد لا تزيد على 16 ساعة بالولايات المتحدة. وكلما اقتربنا من شمال الكرة الأرضية طال اليوم، وكلما ملنا نحو جنوبها قل عدد ساعات الصيام.
تجربة الصوم
تابعت باسكالا قولها “كنت في مدرسة كاثوليكية وكان معي مسلمون، وكنا نسألهم في رمضان السؤال الشهير “ولا حتى الماء؟” فكان من الصعب عليّ تخيل صيام شهر كامل بدون ماء. لم يكن الإسلام في بالي وقتها”.
محلل اسرائيلي: موجة تطبيع بلا سلام إقليمي لم تؤثر على وضع إسرائيل الإستراتيجي
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وثيقة سرية لجيش الاحتلال : عسقلان هدف رئيسي للمقاومة في أي تصعيد
وعن أسباب التحول في حياتها تقول باسكالا “تعرفت إلى زوجي الحالي، وكنا نتحدث عن المستقبل، فسألته ماذا عن أولادنا؟ فأخبرني أنهم سيتربون مسلمين. فعزمت على القراءة والتعلم لأفهم عن الإسلام وأقرر، فأنا أحب تثقيف نفسي. فبدأت بقراءة القرآن، وفوجئت بالتنبؤات العلمية؛ كـ”مرج البحرين” والحاجز الذي بينهما، لكن لم أتفكر فيها بعمق حتى قرأت الآيات. كذلك سورة الحديد قد أثرت فيّ كثيرا”.
أما ماريا فتتذكر تجربة الصوم قائلة “لم يكن لدي خوف من تجربة الصوم، لكن كان القلق مِن تقبّل أهلي لي كمسلمة، وأخبرك الحقيقة حين أقول، لقد كان الصيام في منتهى اليسر بالنسبة لي. الإسلام غيّر حياتي، قبله كنت آكل طوال الوقت، بدأت الصيام منذ أول رمضان مرّ بي كمسلمة. لم أستطع ارتداء الحجاب في البداية وارتديته بالتدريج، لكن الصيام بدأته من أول عام”.
وأضافت ماريا للجزيرة نت “كنت مطلقة (حرة) حين أسلمت، وبعد عدة شهور من إسلامي، قبلت بناتي الإسلام أيضا. ثم قابلت رجلا طيّبا من عُمان وتزوجنا في 2019″، وتابعت “بناتي الآن في الـ 13 و15 سنة وتصومان معنا الشهر كله، كما أن عندي ابنة عمرها 8 أعوام ورضيع”.
مزج الثقافات في الوجبات
وحول وجبات الإفطار تقول باسكالا “عادة نفطر على 3 تمرات وماء وشوربة، ونحاول أن نلتزم بالأكل الصحي. وفي السحور يمكن أن يكون تمرا وشوفان”.
أما ماريا فتحرص على التعرف إلى المطبخ العماني، إذ تقول “أتعلم من زوجي الكثير عن الثقافة العمانية بالتدريج، وكذلك الكثير عن رمضان”.
وأضافت ماريا “عادة نأكل فواكه ولبن زبادي وغرانولا أو أرز وبقوليات ونشرب لبن زبادي سائل. في البداية كنت أتجنب الكثير من الأكلات خوفا من أن تتعبني خلال الصيام، لكن زوجي قال لي يمكن أن تأكلي ما تريدين. أما الإفطار فنفطر على تمر وماء وبطيخ أو أي فاكهة، ثم الوجبة الرئيسية التي قد تكون أرزا ولحم الضأن”.
وعن صلاة التراويح فبالنسبة لباسكالا وماريا تحاولان قدر استطاعتهما الالتزام بها، لكن الجائحة جعلت العديد من الناس يصلي في البيت، وذلك على الرغم من فتح المساجد والحفاظ على التباعد الاجتماعي إلا أن الكثافة محدودة.
المصدر : مواقع إلكترونية+ الجزيرة