بقلم الأسير: عبد العزيز مرعي
في ظل الانتشار الواسع والسريع والهائل لفيروس كورونا والذي لا تزال البشرية جمعاء عاجزة أشد العجز عن مواجهته وهي تمتلك من الإمكانيات والمعدات الكثيرة والضخمة ما تمتلك، يقف الأسير الفلسطيني عاجزا حائرا أمام هذه الجائحة وهو مكبلا محروما من أبسط الحقوق الإنسانية ومحتجزا في ظروف صحية صعبة اصلا، فالادوية شحيحة والمكان ضيق والزنازين مكتظة بالاسرى وعيادة السجن أصبحت مكان رعب وانتشار الفايروس، حيث أن الاسرى يفضلون البقاء في الزنازين حذرون، ويشدون على آلامهم واوجاعهم على الذهاب إلى العيادة والاحتكاك بالممرضين والسجانين الذين يأتون من الخارج حاملين فايروس كورونا.
لذلك هناك خوف حقيقي من تحول السجون الاسرائيلية إلى بؤر الفايروس كورونا بسبب الظروف السيئة داخلها، والأسرى الفلسطينيون الآن بين مطرقة كورونا وسندان العقوبات الجديدة حيث أن أول ما بدأت به إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية هو الالتفاف على مكتسبات الاسرى وسحب مواد التنظيف وتقليص عدد كبير من أصناف الكانتينا وحرمان الاسرى من زيارة ذوويهم دون إيجاد بديل للتواصل مع الأهل، ولنفرض جدلا أن هذه الجائحة استمرت عام أو أكثر، هل نبقى نحن الاسرى يسلط علينا شبح كورونا ومحرومين من عديد من الحقوق الإنسانية الأساسية؟.
حتما مطلوب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته تجاه قضية الاسرى في هذا الوضع الخطير قبل فوات الأوان على كافة الصعد السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية .