مع توالي جولات تصفيات كأس أوروبا 2020 لكرة القدم بات بالإمكان، بوضوح ودون تردّد، القول بأن منتخب كوسوفو هو مفاجأة التصفيات حتى الآن دون منازع.
لم يكن أحد يتوقّع أن هذا المنتخب، الذي خاض مباراته الدولية الأولى في تاريخه قبل 5 سنوات فقط بعد موافقة “الفيفا” والذي حلّ أخيراً في التصفيات الأولى التي شارك فيها وهي تصفيات مونديال روسيا 2018 بـ 9 هزائم مقابل فوز واحد، سينافس حالياً على التأهّل إلى نهائيات كأس أوروبا 2020، لكن المنتخب الذي بات يُسمّى في بلاده “برازيل البلقان” فعلها وها هو حالياً في المركز الثاني في ترتيب مجموعته الأولى بفارق نقطتين وراء إنكلترا ومتقدّماً بنقطتين على تشيكيا و6 نقاط على كل من مونتينيغرو وبلغاريا.
هكذا لم تعد مسألة تحقيق كوسوفو “المعجزة” بتأهّلها إلى نهائيات كأس أوروبا “مزحة” بل باتت أمراً جدياً وممكناً أن يتحقّق بعد مسيرة مذهلة في التصفيات بدأت بتعادلين أمام بلغاريا ومونتينيغرو بالنتيجة ذاتها 1-1 وثم فوز رائع على بلغاريا في عقر دارها بنتيجة 3-2 وما أدراك ما تاريخ بلغاريا الكروي رابعة مونديال 1994، بلغاريا ستويتشكوف ولاحقاً برباتوف، وأخيراً قبل يومين فوز رائع آخر على تشيكيا 2-1 وما أدراك أيضاً ما تاريخ تشيكيا الكروي وصيفة كأس أوروبا 1996، تشيكيا نيديفيد وبوبورسكي وسميتشير ولاحقاً روزيسكي وباروش ويان كولر وغيرهم.
الأكيد أن مستوى منتخب كوسوفو ونتائجه في التصفيات الحالية شكّلا مفاجأة للجميع وهذا أمر طبيعي نظراً لتاريخ هذا المنتخب الذي يمكن القول أنه في طور التأسيس وتالياً لمحصّلته في تصفيات مونديال روسيا 2018 وكذلك نظراً لغياب الأسماء المعروفة إذ إن جلّ لاعبيه ولدوا خارج كوسوفو وهم محترفون في أندية من الصف الثاني والثالث في الكرة الأوروبية وأبرزهم هداف المنتخب أربر زانيلي لاعب ريمس الفرنسي المنتقل إليه هذا الصيف من هيرنفين الهولندي، لكن يجدر القول أن هذا المنتخب الناشىء أعطى انطباعاً مغايراً عن التصفيات المونديالية الأولى في تاريخه ليس في التصفيات الحالية فحسب بل عندما تصدّر مجموعته في المستوى الرابع في دوري الأمم الأوروبية دون أي خسارة وبانتصارات كبيرة كالفوز على مالطا 5-0 وأذربيجان 4-0، ثم تأكّد تطوُّر منتخب كوسوفو في مباراته الدولية الودية الأخيرة عندما تعادل أمام الدنمارك 2-2، ليصل الآن بعد فوزه الأخير على تشيكيا إلى 15 مباراة متتالية من دون خسارة متقدّماً حالياً على بطل أوروبا البرتغال بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو الذي لم يخسر في 10 مباريات على التوالي.
نقطة قوة هذا المنتخب بقيادة المدرب السويسري برنار شالاندس تكمن في الجماعية في الأداء والحماسة خصوصاً إذا ما علمنا أن هذا المنتخب أكثر لاعبيه من الشباب وقد بلغ معدّل أعمار التشكيلة في المباراة أمام تشيكيا 23 عاماً فقط، فضلاً عن أن المفاجآت التي تحقّقت في مونديال روسيا 2018 مثل فوز المكسيك وكوريا الجنوبية على ألمانيا وإخراجها من دور المجموعات وفوز روسيا على إسبانيا وإطاحتها من دور الـ 16 ووصول كرواتيا إلى المباراة النهائية وحلولها وصيفة أعطى دافعاً وشكّل عاملاً محفّزاً لكوسوفو لمقارعة الكبار.
هكذا يكتب منتخب كوسوفو قصة جميلة في تصفيات كأس أوروبا 2020. هذه القصة وصلت إلى التحدّي الأهم بمواجهة إنكلترا مساء غد الثلاثاء. هل تتواصل المفاجآت؟
المصدر/ وكالات
5 تعليقات
تعقيبات: رونالدو يدخل نادي المليار "منفردا" - غزة برس
تعقيبات: إسرائيل رفضت الاعتراف بكوسوفو لمنع سابقة تجاه فلسطين - غزة برس
تعقيبات: استثناء لجماهير فرنسا لحضور مباراة بلغاريا الاستعدادية لكأس الأمم الأوروبية 2020 - غزة برس
تعقيبات: جدول مباريات اليوم الأحد 6 يونيو 2021 والقنوات الناقلة - غزة برس
تعقيبات: مولر: بعد الانتصار على البرتغال علينا ألا نقع في فخ الغطرسة - غزة برس